جونسون يستبق المزيد من الأزمات متمسكا بخطة ما بعد بريكست

استمرار أزمة الوقود يُحرج رئيس الوزراء البريطاني.
الاثنين 2021/10/04
جونسون في مواجهة ضغوط متصاعدة

بدا رئيس الوزراء البريطاني الذي يواجه أزمات متصاعدة الأحد أكثر تفاؤلا حيث استبق المزيد من المشكلات بالتأكيد على أنه سيمضي قدما في تنفيذ خطته المتعلقة بمرحلة ما بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وذلك في وقت تستمر فيه أزمة الوقود رغم الاستعانة بالجيش للمساعدة على عمليات التوزيع.

لندن – استبق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي يعقد حزبه المحافظون مؤتمره السنوي المزيد من الأزمات جراء الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بكثير من التفاؤل متعهدا بالمضي قدما في تنفيذ خطته الخاصة بمرحلة ما بعد الانسحاب من التكتل الأوروبي.

وفي تصريحات أدلى بها الأحد، أقر جونسون للمرة الأولى بأن أزمات الوقود والغاز وأغذية عيد الميلاد مرتبطة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي مشددا على أنه لا عودة إلى الهجرة غير المحكومة.

وجاء ذلك بينما بدأ حزب المحافظين مؤتمره السنوي على مانشستر التي تعد أرض حزب العمال المعارض وهو المؤتمر الشخصي للمرة الأولى منذ عام 2019 بعد أن أجبر كوفيد – 19 مؤتمر العام الماضي على الانعقاد افتراضيا.

أوليفر داودن: الناس يشعرون بالإحباط لعدم حصولهم على البنزين
أوليفر داودن: الناس يشعرون بالإحباط لعدم حصولهم على البنزين

وفي رسالة قوية سبق بها المؤتمر موجهة إلى أعضاء الحزب ومؤيديه، تعهد جونسون بالمضي قدما في خطته للتعافي بعد كوفيد من أجل “إعادة البناء بشكل أفضل” على جميع الصعد، من البنية التحتية إلى التغير المناخي.

وتطرق جونسون إلى فوز حزب المحافظين الكاسح في انتخابات عام 2019 ونجاحه في إبرام الاتفاق التجاري مع بروكسل قائلا “حكومة المحافظين هذه لديها سجل حافل في الإنجاز: لقد أتممنا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتوصلنا إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.. بحيث أوفينا بوعدنا الانتخابي”.

لكن يبدو أن أوقاتا عصيبة تنتظر جونسون، إذ أن حكومته تتعرض للهجوم ليس فقط بسبب تداعيات كوفيد، بل أيضا بسبب سلسلة من الأزمات المتصاعدة مثل الضرائب
والهجرة.

والأحد قال أوليفر داودن رئيس حزب المحافظين إن ثمة تحسنا في توافر الوقود في المحطات بمعظم أنحاء البلاد، لكن لا تزال هناك مشكلة في لندن وجنوب شرق إنجلترا.

وأضاف داودن لشبكة سكاي نيوز “من الواضح أنه لا تزال هناك مشكلة في لندن والجنوب الشرقي ويشعر الناس بالإحباط الشديد، وأشاركهم غضبهم وإحباطهم لعدم تمكنهم من الحصول على البنزين. ولهذا السبب تعمل الحكومة بلا كلل لحل هذا الوضع”.

وكانت الحكومة قد سعت إلى تحميل فايروس كورونا مسؤولية النقص في سائقي الصهاريج الأجانب، الأمر الذي أدخل بريطانيا في أزمة توزيع غير مسبوقة للوقود على المحطات، لكن بريكست كان قد حدّ في يناير من حرية دخول عمال دول الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا.

وأدت أزمة المحروقات الناجمة عن نقص السائقين أيضا إلى تعطيل تسليم البضائع للمتاجر في جميع أنحاء البلاد، حتى بات مشهد الرفوف الفارغة في المحلات أمرا مألوفا.

ومع اقتراب عيد الميلاد، هناك تحذيرات من نقص في إمدادات الطعام ولعب الأطفال بسبب مشاكل التوصيل ونقص العمال الموسميين الذين كان الكثير منهم يأتي في السابق من أوروبا.

ويمكن لجونسون أن يضيف إلى إنجازاته إطلاق لقاح ناجح مضاد لكوفيد – 19 نال موافقة سريعة وشهد حتى الآن تلقيح أكثر من 82 في المئة من السكان بجرعتين.

لكن هذا لن يخفي الغضب المستمر تجاهه بسبب طريقة استجابته للجائحة وارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 136 ألفا، بالإضافة إلى الزبائنية في توقيع عقود التلزيمات المتعلقة بمكافحة فايروس كورونا.

مشاكل التوصيل أدت إلى أزمة
مشاكل التوصيل أدت إلى أزمة

كما أنه خاطر أيضا بخسارة دعم زملائه المحافظين لخرقه تعهدا انتخابيا بعدم زيادة الضرائب، بعد إعلانه عن تمويل هائل لقطاع الرعاية الصحية الذي يعاني من أزمة.

وبالنسبة إلى بريكست، أثار جونسون غضب بروكسل بتهديده بتعليق الترتيبات التجارية الجديدة مع إيرلندا الشمالية، وتأخيره التنفيذ الكامل لعمليات التفتيش عند الحدود للواردات من دول التكتل.

وهو يواجه في الوقت نفسه انتقادات لعدم قيامه بما يكفي لمعالجة تزايد أعداد المهاجرين الآتين من فرنسا عبر بحر المانش.

والسبت تجمع متظاهرون بعضهم يلوح بأعلام الاتحاد الأوروبي بالقرب من مكان انعقاد مؤتمر المحافظين في مانشستر في شمال غرب بريطانيا.

ورفع أحد المتظاهرين لافتة كُتب عليها “حكومة محافظين فاسدة. إنهم كاذبون وغشاشون ودجالون، أخرجوهم الآن”.

والأسبوع الماضي وجه كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض انتقادات حادة إلى جونسون واصفا إياه بأنه مجرد شخص مهووس بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون خطة، وإن كان لا يزال يحافظ على شعبيته.

وقال ستارمر منبها جونسون حول سياساته الاقتصادية “لدينا أزمة وقود وأزمة رواتب وأزمة سلع وأزمة غلاء معيشة، كل هذا في الوقت نفسه”.

5