جونسون وكوربن يعولان على أرباب العمل لتعزيز حظوظهما في صناديق الاقتراع

لندن – يحاول كل من رئيس الوزراء البريطاني المحافظ بوريس جونسون وزعيم حزب العمال جيريمي كوربن، في خضم حملة الانتخابات التشريعية التي ستجري في 12 ديسمبر، استمالة أرباب العمل لتعزيز خزانهما الانتخابي.
وبرز الصراع على أرباب العمل أثناء المؤتمر السنوي لاتحاد الصناعات البريطانية الذي انتظم الاثنين حيث أطلق كل طرف وعودا بخفض بعض الرسوم على الشركات.
وأقر جونسون في كلمته بأن الشركات الكبرى “لم تكن ترغب في البريكست”، لكنه اعتبر أن أفضل وسيلة للخروج من حالة الشك الاقتصادي هي الخروج من الاتحاد الأوروبي كما هو مقرر في نهاية يناير 2020.
ودعا مجددا إلى “الانتهاء من البريكست” مشيرا إلى أن حزبه أبرم مع الاتحاد الأوروبي اتفاقا جاهزا للتنفيذ بسهولة “مثل ماء ساخن في إبريق لإعداد الشاي” ما أثار ضحك الحضور.
وأضاف أن هذا الاتفاق “سيتيح استقرارا تاما ويقينا” بشأن المستقبل بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من غموض بريكست ما انعكس سلبا على النمو البريطاني.
وردا على طلب كنفيدرالية الصناعات البريطانية، وعد زعيم المحافظين بخفض الرسوم العقارية على الشركات، لكنه تراجع عن وعد بخفض الضرائب على الشركات، معتبرا أن هذه الأموال ستكون مخصصة بشكل أفضل لـ“أولويات وطنية” مثل النظام الصحي. وهو يتوقع توفير ستة مليارات جنيه إسترليني من خلال التخلي عن هذا الخفض.وستبلغ قيمة الإعفاءات الضريبية مليار جنيه إسترليني سنويا في 2022 و2023 مع تخفيضات ترتبط بالبناء والبحث العلمي ومساهمة الشركات في الضمان الصحي.
وبدوره وعد منافسه الرئيسي زعيم حزب العمال جيريمي كوربن بخفض الرسوم العقارية على الشركات بسبب “الأضرار التي تنجم عنها على التجار”.
وأعلن كوربن عن إجراءات لدعم برامج “متدربين على المناخ” في إطار سياسة يسارية تعد باستثمارات مكثفة لتسهيل الانتقال في مجال الطاقة وخصوصا عبر سلسلة من عمليات التأميم.
ويريد كوربن التصدي “لنقص خطير في الكفاءات ببريطانيا” قال إنه “سيتفاقم” خصوصا بسبب تعويض الآلات للعمال في العديد من المهن.
وستمول برامج المتدربين من صندوق موجود أصلا للتدريب في المؤسسات، بقيمة إجمالية تبلغ 700 مليون جنيه إسترليني بحلول 2024، بما فيها مساهمة مقتطعة من الأرباح.
وقدمت هذه الإجراءات في وقت يشهد فيه الاقتصاد البريطاني تباطؤا في النمو حيث بلغ 0.3 بالمئة في الفصل الثالث من 2019.وقال جون ألان موراي رئيس منظمة الصناعات البريطانية في افتتاح المؤتمر “مررنا بسنة صعبة” و”النمو ليس في المستوى الذي نرغب فيه”.
وبعد أن ذكرت بمعارضة رؤساء المؤسسات للخروج من الاتحاد الأوروبي، نددت المديرة العامة للمنظمة كارولين فيربيرن بـ“خطورة الأيديولوجيات المتطرفة” مع “رفع قيود مكثفة” عن الاقتصاد تطرح يمينا، وبرنامج تأميم لا سابق له يسارا يتعلق بالبنى التحتية، وخصوصا سكك الحديد والمياه وشبكة الإنترنت.
ويلتقي الحزبان الرئيسيان على الوعد بتوفير مئات المليارات من الجنيهات لاستثمارات في المستشفيات والمدارس والطرقات والإنترنت، مع خطر تسجيل ارتفاع كبير في المديونية.