جولييت بينوش رئيسةً للجنة تحكيم الدورة المقبلة من مهرجان كان

الممثلة الفرنسية تُعَدّ من أكثر النجمات الفرنسيات شهرة على المستوى الدولي، وتحظى بتقدير الجمهور والنقاد على السواء.
الأربعاء 2025/02/05
واحدة من أشهر وجوه السينما الفرنسية

باريس- اختار مهرجان كان السينمائي الممثلة جولييت بينوش، أحد أشهر وجوه السينما الفرنسية في العالم، لتَرَؤُّس لجنة التحكيم في الدورة الثامنة والسبعين التي تقام من 13 إلى 24 مايو المقبل.

وتخلف الممثلة البالغة 60 عاما في هذه المهمة مخرجة فيلم “باربي” غريتا غيرويغ التي تولّت رئاسة لجنة التحكيم العام الفائت، ومنحت السعفة الذهبية للفيلم الأميركي “أنورا” للمخرج شون بيكر.

وأشارت الجمعية الفرنسية للمهرجان السينمائي الدولي (المنظمة للمهرجان) في بيان إلى أنها “المرة الثانية في تاريخ المهرجان ستسلّم فنانة إلى أخرى شعلة رئاسة لجنة التحكيم المرموقة هذه.” وسبق أن حصل ذلك في ستينيات القرن العشرين، عندما تولّت نجمة السينما الإيطالية صوفيا لورين خلفا لبطلة فيلم “ذهب مع الريح” أوليفيا دي هافيلاند.9

وبعد ستة عقود، اختار أكبر مهرجان سينمائي عالمي جولييت بينوش التي تُعَدّ من أكثر النجمات الفرنسيات شهرة على المستوى الدولي، وتحظى بتقدير الجمهور والنقاد على السواء.

وجولييت بينوش ولدت في العام 1964 في باريس، لوالد يعمل في إخراج الأفلام ووالدة ممثلة، وفي سن الخامسة عشرة، أرسلها والدها إلى مدرسة ثانوية متخصصة لدراسة الفنون ثم التحقت بالكونسرفتوار الوطني للفنون الدرامية في باريس.

في سن الثامنة عشرة، حصلت على دور بسيط في فيلم “ليبرتي بال” وعملت بعدها على تطوير مسيرتها فشغلت وظيفة موديل لأحد الرسامين وبائعة في أحد المتاجر التنويعية.

في سنها الرابعة والعشرين حصلت على فرصتها الأولى للمشاركة في فيلم كبير عندما حصلت على دور في فيلم “خفة الوجود التي لا تطاق” عام 1988، الذي أخرجه فيليب كوفمان، وقد أظهرت أداء مميزا في هذا الفيلم كانت نتيجته حصولها على المديح من النقاد إلى جانب العروض الكثيرة للعب الأدوار الرئيسية في مجموعة من الأفلام الأخرى بما في ذلك الجزء الأول من ثلاثية المخرج كريستوف كييسلوفسكي الشهيرة «ثلاثية الألوان: أزرق» عام 1993، الذي نالت عن دورها فيه جائزة سيزار لأفضل ممثلة.

وكانت بينوش من بين القلائل الذين تمكنوا من تحقيق الإنجاز الثلاثي المتمثل في نيلها جوائز المهرجانات الأهم، وكان عن فيلم “سيرتيفايد كوبي” للمخرج الإيراني عباس كياروستامي، والبندقية ومهرجان برلين السينمائي. وهي أيضا بين قلّة من الفرنسيين الذين فازوا بجائزة الأوسكار، إذ نالتها عام 1997 عن دور ثانوي في فيلم “ذي إنغليش بيشنت.”

يعتبر فيلم “شوكولا” وفيلم “المريض الإنجليزي” والجزء الأول من فيلم “ثلاثة ألوان” أفضل وأشهر ثلاثة أفلام في مسيرتها الفنية، حسب نقاد السينما.

وباتت جولييت بينوش التي مثّلت في أفلام للفرنسيين جان لوك غودار وليوس كاراكس وكذلك للبولندي كريستوف كيشلوفسكي والكندي ديفيد كروننبرغ والنمسوي مايكل هانيكي، من الحاضرين الدائمين في مهرجان كان السينمائي منذ العام 1985 حين سارت على سجادته الحمراء للمرة الأولى عن دورها في فيلم “رانديه فو” للمخرج أندريه تيشينيه الذي شكّل انطلاقة نجوميتها.

ونقل بيان مهرجان كان عن بينوش قولها “أتطلع بفارغ الصبر إلى مشاركة هذه اللحظة المهمة من حياتي مع أعضاء لجنة التحكيم والجمهور. في العام 1985، صعدت درج المهرجان للمرة الأولى بحماسة وقلق ممثلة شابة. لم أتخيل يوما العودة بعد 40 عاما في هذا الدور الفخري كرئيسة للجنة التحكيم. وأنا أدرك ما يشكّله من امتياز وما يرتّبه من مسؤولية وما يستلزمه من ضرورة مطلقة للتواضع.”

وتتميز بينوش بكونها فنانة ملتزمة مواطنيا، لا تتردد في اتخاذ مواقف سياسية يسارية، من بينها ما يتعلق بحقوق الإنسان والمرأة في إيران، والبيئة، والأشخاص الذين يملكون أوراق إقامة وعمل في فرنسا.

◄ الممثلة الفرنسية تخلف في هذه المهمة مخرجة فيلم "باربي" غريتا غيرويغ التي تولّت رئاسة لجنة التحكيم العام الفائت

وفي الآونة الأخيرة، وقّعت نداء جديدا بعنوان “دفاعا عن الثقافة” يرفض توجه الحكومة إلى خفض الاعتمادات المخصصة لهذا القطاع في الموازنة العامة.

وفي ما يتعلق حركة “مي تو” (أنا أيضا) التي أعادت في السنوات الأخيرة خلط أوراق السينما العالمية ووجهت اتهامات بالتحرش والاعتداء لشخصيات سينمائية وفنية ونددت بصمت مهرجانات عديدة على تجاوزات مديريها ورؤساء لجان تحكيمها، تدعم بينوش أولئك الذين يفضحون الاعتداءات الجنسية. ومن مواقف النجمة التي عاصرت السينما في ثمانينيات القرن العشرين وتسعيناته، حين كانت للمخرجين سطوة غير محدودة، دعوتها الرجال أخيرا إلى كسر الصمت حول هذا الموضوع أيضا.

ويُفترض أن يعيّن المهرجان الذي يقام في مايو المقبل بقية أعضاء لجنة التحكيم. ومن المتوقع إعلان الأفلام المختارة للمسابقة الرسمية في منتصف أبريل المقبل.

وكان المهرجان السينمائي الأشهر عالميا جدّد منتصف يناير الماضي تعيين الألمانية إيريس كنوبلوك رئيسة له لولاية مدتها ثلاث سنوات.

وأوضح في بيان أن كنوبلوك انتُخِبت «بالإجماع» لولاية جديدة تمتد إلى 30 يونيو 2028، بعدما كانت اختيرت عام 2022 لشغل هذا المنصب خلفاً للفرنسي بيار ليسكور.

13