جورجيا ميلوني أول امرأة تقود إيطاليا

روما - تستعد جورجيا ميلوني على ما يبدو لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا لتقود أكثر الحكومات يمينية منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن تزعمت تحالفا محافظا للفوز في الانتخابات العامة التي جرت الأحد.
وأظهرت النتائج المؤقتة أن من المتوقع حصول التكتل اليميني على أغلبية قوية في مجلسي البرلمان، مما قد يمنح إيطاليا فرصة نادرة للاستقرار السياسي، بعد سنوات من الاضطرابات والتحالفات الهشة.
وقالت ميلوني البالغة من العمر 45 عاما لأنصار حزبها القومي "إخوة إيطاليا" في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين "يجب أن نتذكر أننا لم نصل إلى نقطة النهاية، فنحن في نقطة البداية. اعتبارا من الغد يجب أن نثبت جدارتنا".
ولكن ميلوني وحلفاءها يواجهون قائمة من التحديات الصعبة، من بينها ارتفاع أسعار الطاقة والحرب في أوكرانيا وتجدد التباطؤ في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
ومن غير المرجح أن يتم تنصيب حكومتها الائتلافية، رقم 68 في إيطاليا منذ عام 1946، قبل نهاية أكتوبر ولا يزال رئيس الوزراء ماريو دراغي على رأس الإدارة المؤقتة في الوقت الحالي.
وستتابع العواصم والأسواق المالية الأوروبية بعناية تحركاتها المبكرة، نظرا لماضيها المتشكك في الاتحاد الأوروبي والموقف المتضارب لحلفائها بشأن روسيا.
ولم تحدث ردود فعل واضحة في السوق الاثنين، إذ كانت النتيجة متوقعة إلى حد كبير في استطلاعات الرأي.
وقال جيوفاني دونزيللي، وهو شخصية بارزة في حزب "إخوة إيطاليا"، لمحطة سكاي تي.جي 24 "الشيء الذي تحتاج إليه إيطاليا هو حكومة مستقرة... يبدو أن النتائج تعطينا هذه الفرصة ولن نتخلى عنها".
وقللت ميلوني من شأن جذور حزبها التي تعود إلى ما بعد الفاشية، وصورته على أنه تيار رئيسي مثل حزب المحافظين في بريطانيا. وتعهدت بدعم السياسات الغربية بشأن أوكرانيا، وبعدم الإقدام على أي مخاطرة قد تلحق الضرر بأوضاع المالية العامة الهشة لإيطاليا.
وتحدثت ميلوني بلهجة تصالحية خلال الكلمة التي ألقتها عند فوزها.
وقالت "إذا طلب منا حكم هذا الشعب فسوف نفعل ذلك من أجل جميع الإيطاليين بهدف توحيد الشعب والتركيز على ما يوحدنا وليس ما يفرقنا. هذا وقت تحمل المسؤولية".
وبعد فرز الأصوات في أكثر من 97 في المئة من مراكز الاقتراع، جاء "إخوة إيطاليا" في المقدمة بحصوله على أكثر من 26 في المئة، ارتفاعا من 4 في المئة فقط في الانتخابات العامة الأخيرة في 2018، ليحل محل حزب ماتيو سالفيني كقوة دافعة لليمين.
وحصل حزب "الرابطة" على حوالي 9 في المئة فقط من الأصوات، انخفاضا من أكثر من 17 في المئة قبل أربع سنوات. أما الحزب المحافظ الآخر وهو "فورزا إيطاليا" بزعامة سيلفيو برلسكوني، فقد حصل على حوالي 8 في المئة.
وتحالف ميلوني منقسم بشأن بعض القضايا شديدة الحساسية التي قد يكون من الصعب الوصول إلى حلول وسط بشأنها بعد تولي الحكومة.
ويشكك سالفيني، على سبيل المثال، في عقوبات الغرب ضد روسيا، وكثيرا ما أعرب هو وبرلسكوني عن إعجابهما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما أن لديهما وجهات نظر مختلفة حول طريقة التعامل مع فواتير الطاقة المتزايدة، وقدما مجموعة من الوعود، بما في ذلك تخفيضات ضريبية وإصلاح المعاشات، والتي ستواجه إيطاليا صعوبات في تحملها.
وفي أوروبا، كان أول المرحبين بفوزها أحزاب المعارضة اليمينية المتشددة في إسبانيا وفرنسا وحكومتي بولندا والمجر المحافظتين، اللتين توترت علاقاتهما مع بروكسل.
وأشادت مارين لوبان، زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا، بفوز حزب "فراتيلي دي إيطاليا" (إخوة إيطاليا) واصفة إياه بـ"التاريخي".
وقالت لوبان عبر حسابها على تويتر الاثنين "الشعب الإيطالي قرر استعادة مصيره، عبر انتخاب حكومة محبة لوطنها وقومية".
وتابعت لوبان "لقد أبلت جورجيا ميلوني و(زعيم حزب الرابطة) ماتيو سالفيني بلاء حسنا لمقاومتهما تهديدات الاتحاد الأوروبي المناهض للديمقراطية والمتغطرس، وتحقيق هذا النصر العظيم".
وأضافت السياسية الفرنسية "في الوقت الذي تستيقظ فيه أوروبا بأكملها، بعد بولندا والمجر والسويد والآن إيطاليا، أحثكم على الانضمام إلى المسيرة الوطنية".
وبلغت نسبة المشاركة 64 في المئة فقط مقابل 73 في المئة قبل أربع سنوات، وهو مستوى منخفض قياسي في بلد لديه تاريخ في المشاركات القوية للناخبين.