جوبا تحتفل بالسلام بحضور زعيم المعارضة المسلحة

زعيم المتمرّدين في جنوب السودان رياك مشار يعود بعد غياب دام أكثر من سنتين ويستعيد بموجب الاتّفاق منصب نائب الرئيس الذي كان يشغله.
الخميس 2018/11/01
اتّفاق جديد للسلام في الدولة التي مزّقتها الحرب

جوبا - عاد زعيم المتمرّدين في جنوب السودان رياك مشار الأربعاء إلى جوبا، بعد غياب دام أكثر من سنتين للمشاركة في احتفال بمناسبة توقيع اتّفاق جديد للسلام في الدولة الفتيّة التي مزّقتها الحرب.

وسيستعيد مشار بموجب الاتّفاق منصب نائب الرئيس الذي كان يشغله، حيث لم يزر مشار جوبا منذ أن اضطر للهرب في يوليو 2016 على إثر معارك بين رجاله والقوات الحكومية بعد انهيار اتّفاق سلام سابق.

وتمّ التوقيع على الاتّفاق الأخير في سبتمبر بهدف إنهاء حرب أهليّة اندلعت في ديسمبر 2013 وأجبرت نحو أربعة ملايين شخص، نحو ثلث عدد السكّان، على النزوح.

ولدى وصول الزعيم المتمرد سابقاً إلى مطار جوبا قادماً من الخرطوم، كان في استقباله الرئيس سالفا كير، الحليف السابق لمشار الذي أصبح عدوّه اللدود، وسينضمّ الخصمان السابقان إلى رؤساء أفارقة في الاحتفال بالاتّفاق الجديد الذي تم التوقيع عليه في أديس آبابا عاصمة إثيوبيا.

وتجمّع الآلاف من الأشخاص لمتابعة الاحتفال عند ضريح جون قرنق، الذي تم تشييده تكريماً لبطل الاستقلال الذي قضى في تحطّم مروحية في 2005. ومن بين زعماء دول المنطقة الذين حضروا مراسم الاحتفال، الرئيس السوداني عمر البشير ورئيسة إثيوبيا الجديدة سهلي ورق زودي ورئيس الصومال محمد عبدالله محمد.

وكان مشار فرّ من جوبا في يوليو 2016 بعد معارك شرسة بين القوات الحكومية وقواته المتمرّدة أودت بحياة المئات من الأشخاص، وتوجّه أولاً سيراً إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل أن يقيم في المنفى في جنوب أفريقيا.

واندلعت الحرب الأهليّة في جنوب السودان عندما اتّهم كير، وهو من قبيلة الدنكا، نائبه آنذاك مشار وهو من قبيلة النوير، بالتخطيط للانقلاب عليه. وأدّى النزاع إلى انقسام البلاد إثنياً. وشهدت الحرب حالات اغتصاب على نطاق واسع وتجنيد أطفال واعتداءات على المدنيين.

وتسبّبت الحرب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ودمّرت الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على إنتاج النفط.

وناشدت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في وقت سابق هذا الشهر، الأطراف المتحاربة في البلاد اتّخاذ خطوات ملموسة لتطبيق اتفاق السلام الأخير.

واستقلّت دولة جنوب السودان عن السودان جارتها الشمالية، في 2011 بعد حرب أهليّة استمرت 22 عاماً، تواجهت فيها مجموعات متمرّدة ضد الخرطوم.

5