جهيدة هوادف فنانة جزائرية تصبغ عالم نسائها الصوفي بألوان مبهجة

لوحات الفنانة تقيم رحلة صوفية من خلال حركات النساء في حدائق تعج بالألوان الزاهية التي تشع بنبض الحياة.
الأربعاء 2023/05/03
عالم ينتصر للمرأة والسلام

الجزائر – يتواصل في فضاء “رواق الزوار” بالجزائر العاصمة المعرض الفني الجديد للفنانة التشكيلية جهيدة هوادف، والذي اختارت له عنوان “ارتقاء”.

في معرضها الجديد تستحضر الفنانة من خلال لوحاتها عبق التراث والتقاليد الجزائرية وجمال المرأة والطبيعة، مقدمة رحلة صوفية من خلال حركات النساء في حدائق تعج بالألوان الزاهية التي تشع بنبض الحياة.

ويضم المعرض قرابة 30 عملا فنيا يتدفق بالضوء والحركة بمختلف الأحجام وبخلفية وتأطير أبيض وتقنيات تنفرد بها الفنانة هوادف التي تعمل منذ سنوات على توظيف عناصر الطبيعة والتراث الجزائري الغني وبصماته بروح حالمة عارفة، وهي تجتهد في تجديد رؤيتها الفنية بجماليات وقاموس لوني وتطعيمها بتفاصيل تعكس شخصيتها الإبداعية الواعية، وهو ما يجعلها من رائدات الفن المعاصر في الجزائر.

لوحات الفنانة تقيم رحلة صوفية من خلال حركات النساء في حدائق تعج بالألوان الزاهية التي تشع حياة
لوحات الفنانة تقيم رحلة صوفية من خلال حركات النساء في حدائق تعج بالألوان الزاهية التي تشع حياة

وتقدم الفنانة في معرضها سلسلة بورتريهات لنساء يرقصن “رقصة الدراويش” وهن يرتدين أبهى أزيائهن وحليهن بزركشة بديعة والطربوش الأحمر يعلو أجسادهن في حركات متماوجة وسط حدائق من الأزهار والأشجار، لترسم بذلك فسيفساء من الرقصات في فضاء من الألوان التي يغلب عليها الأزرق والوردي والبرتقالي والأصفر والأخضر في تماوج مذهل يقوم ترتيبه على الأصالة في اختيار الخط واللون والحركة.

وتقترح هوادف على زوار المعرض رحلة صوفية ساحرة إلى عوالم المرأة التي تشكل محورا أساسيا في عملها الفني، فضلا عن تيمة الطبيعة لكشف تلك العلاقة الحميمية بين الروح والفضاء والطبيعة، مادتها الأجواء الطبيعية الحية والأزهار بمختلف أشكالها وفق خيارات لونية تشع بالحياة حيث تعتمد على تقنية مختلطة تجمع بين الورق والقماش.

كما تمنح الأعمال الفنية المعروضة للجمهور فرصة اكتشاف تجربة مغايرة في الفضاء التشكيلي الجزائري من خلال انتقائها واختيارها لمواضيع روحية صوفية عالية وإبراز جماليات التراث الجزائري بواسطة الأزياء والأقواس والعمران وفضاء تحرك هؤلاء النسوة ودورانهن الأنيق في فلك السؤال الوجودي ضمن عالم متحرك، على غرار لوحات “سماء” و”اكتشاف الذات” و”أسرار الكون” و”تحليق” و”أسرار للبوح” و”هنا وهناك” و”ضوء القلب”، وغيرها.

من جهة أخرى تقدم الفنانة مجموعة ثرية من التحف الفنية الخزفية المميزة من حيث التصميم والألوان المستلهمة من التراث الأمازيغي لمنطقة الأوراس، التي تنحدر منها، كتجربة موازية للرسم.

وقالت هوادف إن مجموعة الأعمال الفنية المعروضة “تتمحور تيمتها حول الأسئلة الوجودية والروحية التي اختلجتها في فترة انتشار فايروس كورونا، وما خلفه من مخاوف وحالات نفسية وضعتنا أمام مرآة أسئلة روحية تخص ارتباطنا وعلاقتنا مع الإنسان والطبيعة والكون”.

وترى الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف في رسوماتها الفنية صورا لعالم تبحث عنه من خلال الألوان المشرقة التي تميز لوحاتها، وتؤكد أن الرسائل التي تحملها أعمالها هي رسائل الأمل والحب والسلام في العالم. وتشدد على أن طريقتها في التعبير مكنتها من إعلاء هذه القيم في لوحاتها مقابل غياب قيم الرحمة والعدل والمرح في المجتمع.

الأعمال تتمحور حول الأسئلة الوجودية والروحية
الأعمال تتمحور حول الأسئلة الوجودية والروحية

وعُرفت هوادف، التي تعد أحد أهم الأسماء في عالم الفن التشكيلي الجزائري، برسم صور المرأة تعبيرا منها عن التزامها بقضيتها ورفضا لغياب العدالة الاجتماعية وسوء المعاملة الذي لا تزال تتعرض له في المجتمع الجزائري.

وتشير المتحدثة إلى أن المعرض “هو حلقة أخرى من حلقات مشروعها الفني الذي يحمل رسائل راقية وقيم الحب والإنسانية والجمال”، مضيفة أن اختيار عنوان “ارتقاء” مرتبط بالأجواء الروحية التي تسكنها للسمو بالجمهور إلى عوالم روحية عالية.

وتخرجت جهيدة هوادف، وهي من مواليد 1963 بنقاوس في ولاية (محافظة) باتنة، في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة وشاركت في العديد من المعارض الجماعية داخل الجزائر وفي الخارج حيث سمحت لها أعمالها الإبداعية المتميزة بالحصول على عدة جوائز إلى جانب الإشراف على ورشات فنية للأطفال على مستوى العديد من المتاحف، ويعتبر عملها الفني بحثا دائما عن الجمال والسمو بالفن والذائقة الفنية.

وعن تشبيه رسوماتها بأعمال الفنانة الجزائرية العالمية باية، تؤكد اعتزازها بوصفها بأنها خليفتها وأن الأخيرة مع أخريات فتحن الطريق أمام جيلها لدخول مجال الفن التشكيلي، لكن الأهم كما تقول هو إبراز شخصيتها الفنية الخاصة. ويتواصل معرض “ارتقاء” إلى غاية الثامن عشر من مايو الجاري برواق الزوار.

14