جهود لوقف الاقتتال بين الفصائل الفلسطينية في عين الحلوة

بيروت – تجددت الاشتباكات العنيفة بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، الثلاثاء، بعد هدوء دام لفترة قصيرة، ما يعكس حدة الانقسامات وتباعد مسافات التوافق بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة.
وبعد انتهاء اجتماع بين مسؤولين فلسطينيين ولبنانيين، الثلاثاء، في دار الفتوى بمدينة صيدا (جنوب) برئاسة المفتي سليم سوسان، تجددت اشتباكات عنيفة بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن الوطني التابعة لحركة فتح.
وشهد المخيم هدنة هشة دخلت حيز التنفيذ مساء الاثنين، بعد اتصالات بين مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين، شهدت بين حين وآخر إطلاق قذائف ورشقات بالرصاص.
ويعمل الجيش اللبناني على تشديد المراقبة والتفتيش على جميع مداخل المخيم ويسيّر دوريات بمحيطه، وطالب المواطنين بعدم الاقتراب من الطرق المؤدية إلى المنطقة.
ونزح الآلاف من السكان من المخيم منذ بدء الاشتباكات السبت، بعضهم توجهوا إلى المساجد والمدارس في مناطق عدة بمدينة صيدا.
وأسفرت المواجهات في المخيم عن مقتل 11 شخصا وجرح 40 آخرين، فيما تضررت مدرستان تابعتان له، بينما اضطر أكثر من ألفي شخص إلى مغادرة المخيم، هربا من الاشتباكات.
واندلع الاشتباك في مخيم عين الحلوة جراء اغتيال القيادي بحركة فتح أبوأشرف العرموشي مع عدد من مساعديه. وأدى القتال إلى فرار 2000 شخص من المخيم.
ويُعرف عن مخيّم عين الحلوة بإيوائه مجموعات إسلامية متشددة وخارجين عن القانون. ويقطن فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية الآلاف من الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
ودعا الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصرالله الثلاثاء إلى وقف الاشتباكات الدامية. وقال نصرالله في خطاب بثه التلفزيون “لا يجوز لهذا القتال أن يستمر لأن تداعياته سيئة على أهل المخيم، أهلنا الفلسطينيين الأعزاء، على أهل صيدا، على أهل المنطقة، على أهل الجنوب، على كل لبنان”.
ولدى حزب الله علاقات بفصائل فلسطينية ويدعم قضيتها. وللجماعة الشيعية نفوذ قوي في جنوب لبنان وتناصب إسرائيل العداء.
ويعد مخيم عين الحلوة الذي تأسس عام 1948 أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجلين بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد عن 70 ألف نسمة على مساحة محدودة.
ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية.