جهود عمانية حثيثة للنهوض بتنافسية المطارات وتنشيط حركة السفر

مسقط- يعقد المسؤولون العمانيون آمالا كبيرة في الارتقاء بقطاع الطيران وجعله مجالا إستراتيجيا من خلال تطوير المطارات وزيادة حركة السفر، بما يسهم في توليد المزيد من الإيرادات لخزينة الدولة.

وتعول السلطنة على زيادة حركة السفر عبر مطارات البلاد خلال السنوات المقبلة لدفع عجلة السياحة التي تراهن عليها ضمن سياسة تنويع مصادر الدخل، بفضل الإصلاحات الاقتصادية مدفوعة بالتنافس القوي بين مراكز جذب الزوار في منطقة الخليج العربي.

وأظهر الطلب العالمي على قطاع السفر تسارعا في النمو مع عودة حركة النقل الجوي بشكل ملحوظ عقب إلغاء قيود الإغلاق بسبب الوباء في كل اقتصادات العالم، وذلك رغم التكاليف الباهظة بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.

ويساهم قطاع الطيران المدني في دعم السياحة والشحن الجوي وتمكين القطاع اللوجستي، وذلك عبر العديد من المشاريع التي أسهمت في تحسين البنية التحتية للقطاع في المطارات العمانية بما في ذلك مطار الدقم.

ونظّمت شركتا مطارات عُمان والطيران العُماني الأربعاء بمسقط لقاءً صحفيا مشتركا، لاستعراض أبرز الإنجازات التي حققتهما في عام 2024، وتسليط الضوء على خطة التحول الإستراتيجي والخطوات المستقبلية لنمو مستدام لقطاع الطيران في البلاد.

وأكد سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ورئيس مجلس إدارة الشركتين، على أهمية التعاون المتكامل بين مطارات عُمان والطيران العُماني في رفع جودة الخدمات وتحقيق التنافسية في السوقين الإقليمية والدولية.

وتطرق في حديثه أن ذلك سيكون عبر “رؤية موحّدة وإستراتيجية تقوم على الابتكار والاستدامة والربط العالمي،” مضيفًا أنه “يتعين على الشركتين القيام بمزيد من الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة للتعادل المالي بحلول نهاية عام 2026.”

وأوضح المعولي أن الإستراتيجية الشاملة لعملية التحول في الطيران العُماني، حققت نتائج إيجابية في توسع شبكة الوجهات وزيادة الأرباح وعدد المسافرين وتحسنًا في الوضع المالي إذ تم تقليص نحو 200 مليون ريال (520.1 مليون دولار) من خسائرها خلال العامين الماضيين.

وأشار إلى أن مطارات عُمان شرعت في مسار مماثل لتبسيط العمليات وتعزيز تجربة المسافرين وتحسين الأداء التجاري، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء العمانية الرسمية.

وتعد المنافسة مع جيران السلطنة في منطقة الخليج العربي أحد الأهداف الإستراتيجية البعيدة المدى خاصة في ظل طفرة الإصلاحات والتطوير الذي يشهدها قطاع النقل الجوي والسياحة.

وتشير بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إلى أن منطقة الشرق الأوسط، التي بلغت حصتها 9.4 في المئة من سوق السفر الجوي العالمي في 2023 قياسا على الإيرادات، شهدت نمو الطلب بنحو 8.7 في المئة في نوفمبر 2024 بمقارنة سنوية.

وفي عام 2022 قفزت طموحات صناعة النقل الجوي في السلطنة إلى مستوى جديد بعد أن تم الكشف عن مجموعة من الخطوات، التي ستعزز دورها في اقتصاد البلد الخليجي مستقبلا.

وأعلنت هيئة الطيران المدني في مارس من ذلك العام أنها تنوي استكمال إعادة هيكلة القطاع، من خلال اعتماد خطة تستهدف التوسع في البنية الأساسية للملاحة وعقد شراكات جديدة تسهم في التحول إلى مسح البصمة الكربونية مع دعم منظومة الإنذار المبكر.

وفي السنة التي سبقت تفشي الأزمة الصحية العالمية قامت مسقط بتأسيس المجموعة العمانية للطيران وتتضمن الطيران العماني ومطارات عُمان والعمانية لخدمات الطيران.

وقبل ذلك بعامين تم إطلاق شركة السلام للطيران منخفضة التكلفة المملوكة لصناديق تقاعد حكومية وبلدية مسقط، وهي ثاني كيان حكومي يعمل في القطاع إلى جانب الطيران العماني.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال حمود بن مصبح العلوي الرئيس التنفيذي لمطارات عُمان بالإنابة إن “عدد المسافرين عبر مطار مسقط الدولي وصل إلى 12.9 مليون مسافر، بنسبة نمو بلغت 3 في المئة في عام 2024.”

وأضاف “تم تحقيق نمو بنسبة 17.3 في المئة في حركة مطار صلالة مقارنة بعام 2019، فيما بلغت الإيرادات التشغيلية للشركة 114.5 مليون ريال (297.79 مليون دولار).”

وأوضح أن مطارات عُمان قامت بتوظيف 357 عُمانيا ضمن خطط التعمين، واستيعاب 227 موظفا من مزودي خدمات سابقين، كما تم طرح 71 فرصة عمل للموظفين المتأثرين بإعادة هيكلة الطيران العُماني.

وأشار إلى أنّ الشركة حصلت على جوائز إقليمية لمطاري مسقط وصلالة، ووقّعت اتفاقية إستراتيجية لتشغيل مطار كربلاء الدولي، مؤكدة توسّعها الإقليمي.

وتعمل الحكومة من خلال “رؤية عمان 2040” على تحسين كفاءة التشغيل والإدارة في قطاع النقل الجوي، والذي يعتبر إحدى ركائز دعم اقتصاد البلد الخليجي.

ووجهت السلطات خلال السنوات الأخيرة أنظارها إلى تطوير هذا القطاع الحيوي كونه إحدى الأدوات المهمة في تنشيط حركة السفر والسياحة.

وأكد كون كورفياتيس الرئيس التنفيذي للطيران العُماني أن الشركة قلّصت خلال عام 2024 التكاليف التشغيلية بنسبة 19 في المئة وحققت نموا بنسبة 51 في المئة في الأرباح التشغيلية.

وقال إن الطيران العُماني تمكنت من نقل أكثر من 5.4 مليون مسافر في عام 2024، ورفع معدل المسافرين على الرحلات المباشرة ليصل إلى 40 في المئة من إجمالي حركة المسافرين وبزيادة تصل إلى 27 في المئة مقارنة بعام 2019.”

وأشار إلى أن الشركة أضافت وجهة جديدة لرحلاتها إلى روما في إيطاليا، وأعادت تصميم مقصورات الدرجة الأولى إلى “أستوديو الأعمال”، ما رفع نسبة الإشغال من 15 إلى 42 في المئة، موضحًا أنه تم زيادة نسبة التعمين إلى 79.4 في المئة مقارنةً مع 74.8 في المئة في عام 2023.

وأعلنت الشركتان عن بدء تنفيذ خطة تحول خمسية في يناير 2025، تركز على زيادة الإيرادات وتحسين الأداء التجاري، ودعم الناقل الوطني وتوسيع شبكة الوجهات، وترشيد التكاليف التشغيلية عبر كفاءة العقود والوظائف.

وتتضمن الخطة إطلاق مبادرات مثل، برنامج لدعم الابتكار والشركات الناشئة، وتطوير الخدمات الرقمية وتبني التوأم الرقمي وتعزيز الشراكات الجوية ورفع كفاءة تجربة المسافر.