جهود عراقية متواصلة لإنقاذ ناجين من انهيار ترابي بمزار ديني

فرق الإنقاذ العراقية تنتشل ثلاثة أطفال، فيما لايزال ما بين ستّة وثمانية أشخاص عالقين تحت الركام إثر سقوط تلّ ترابي على مزار قطارة الإمام علي جراء تشبّعه بالرطوبة.
الأحد 2022/08/21
فرق الدفاع المدني أوصلت الأوكسجين ومياه الشرب والطعام للمحتجزين

كربلاء (العراق) – تحاول فرق الإنقاذ العراقية منذ السبت انتشال أشخاص عالقين تحت الركام إثر سقوط تلّ ترابي على مزار ديني شيعي في محافظة كربلاء في جنوب البلاد، فيما يعتقد أنّ ستّة أشخاص على الأقلّ ما زالوا عالقين، كما أفاد الدفاع المدني الأحد.

ونجحت فرق الإنقاذ في انتشال ثلاثة أطفال حتى الآن من تحت الركام، وقالت إنهم "بصحة جيدة وتم نقلهم إلى المستشفى لمتابعة وضعهم الصحي".

لكن يتوقّع أنه "لا يزال هناك ما بين ستّة وثمانية أشخاص عالقين"، كما قال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني نؤاس صباح شاكر.

وأضاف "ما زالت عمليات الإخلاء مستمرة حتى الآن".

ووقعت الحادثة بعد ظهر السبت، عندما وقع ساتر ترابي على مزار قطارة الإمام علي الواقع على بعد 25 كلم غرب مدينة كربلاء، وذلك بسبب "تشبّع الساتر الترابي الملاصق للمزار بالرطوبة"، كما أفادت مديرية الدفاع المدني لوكالة الأنباء العراقية.

وأوضح المتحدّث باسم الدفاع المدني أن "كثبانا رملية وصخورا انهارت بسبب الرطوبة العالية على مبنى المزار"، الواقع على أرض منخفضة تحيط بها الرمال والصخور.

وأضاف أن ذلك "تسبب في انهيار حوالي 30 في المئة من مساحة المبنى الذي تقدر مساحته بمئة متر مربع".

وقالت مديرية الدفاع المدني لوكالة الأنباء العراقية إن العمل كان متواصلا طوال الليل.

وذكرت أن فرقها تمكّنت من "إيصال الأكسجين ومياه الشرب والطعام للمحتجزين عبر إتمام عمل ثغرات في كومة الركام والكتل الخرسانية مع التواصل اللفظي المستمر لطمأنتهم".

وشدد الرئيس العراقي برهم صالح الأحد على ضرورة استنفار الجهود لإنقاذ المحاصرين بحادثة قطارة الإمام علي.

وقال صالح عبر صفحته على تويتر "تلقينا بألم الحادث المفجع الذي تعرّض له أهلنا في انهيار طال مزار قطارة الإمام علي (عليه السلام) في كربلاء المقدسة".

وأضاف "نشد على يد فرق الدفاع المدني البطلة والمتطوعين في إنقاذ العالقين وإسعافهم"، مشددا على "ضرورة استنفار الجهود لإنقاذ باقي المحاصرين".

وتواصل فرق الدفاع المدني العراقي عمليات الحفر الدقيق وإزالة الكتل الأسمنتية الكبيرة، باستخدام معدات الإنقاذ الخفيف لقص قضبان التسليح ورفع الكتل الخرسانية في مزار قطارة الأمام علي، بإشراف قوات النخبة من رجال الدفاع المدني.

وتحدث المسؤول الإعلامي للدفاع المدني معاذ سلام شاكر عن صعوبة عمليات الإنقاذ في تصريح للإعلام المحلي، وقال إن "الوضع بغاية الخطورة، لأن الانهيار كان لكتل كونكريتية ضخمة، وعلى الرغم من الدفع بآلات ثقيلة إلا أن عملية الإنقاذ صعبة".

واستبعد المدير العام لمديرية الدفاع المدني في العراق الأحد الوصول إلى أشخاص أحياء تحت ركام تلة كربلاء.

وقال اللواء كاظم  سلمان بوهان، في تصريح صحافي، إن عمليات الإنقاذ متواصلة وتم حتى الآن إنقاذ أربعة أشخاص، فيما لا يزال نحو خمسة آخرين تحت ركام المزار المدمر.

وأوضح أنه "تم إيصال الأكسجين إلى أسفل المبنى عبر ثقوب كإجراء احترازي"، مشيرا إلى عدم تفاؤله بالوصول إلى أشخاص أحياء تحت ركام المزار، متوقعا تعرضهم لإصابات خطيرة جدا بسبب سقوط العشرات من القطع الأسمنتية الخرسانية عليهم.

وقال "لا يوجد أي تواصل مع الأشخاص تحت ركام المزار"، مضيفا "نعمل بإمكانيات عالية وبالتعاون مع فرق الدفاع المدني لعدد من المحافظات، والعمل متواصل وربما يأخذ بعض الوقت".

واستبعد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا الوصول إلى "أشخاص ناجين، حيث لا يوجد أي تواصل معهم".

ويتوافد عدد كبير من الزوار القادمين من مختلف محافظات العراق باستمرار لزيارة القطارة التي تعد مقدسة لدى المسلمين الشيعة.

ويمتدّ موقع القطارة على مساحة تقدر بألف متر مربع، ويضم قاعة تنبع من إحدى جدرانها الصخرية مياه.