جهود سعودية لمنع المزيد من التصعيد بعد مقتل قاسم سليماني

العاهل السعودي يبحث سبل تطوير التعاون المشترك بين الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
الاثنين 2020/01/06
السعودية: المملكة حريصة على عدم تصعيد الوضع بالمنطقة

الرياض ـ قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن بلاده حريصة على عدم تصعيد الوضع في المنطقة خاصة بعد مقتل القائد بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية بطائرة مسيرة يوم الجمعة الماضي.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحافي في الرياض أنه ينبغي الانتباه إلى المخاطر التي تحدق بالأمن العالمي وليس أمن المنطقة فحسب.

وعبر الوزير عن أمل السعودية في أن تتخذ جميع الأطراف الخطوات الضرورية لمنع المزيد من التصعيد وأي استفزاز.

وشهدت العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، اجتماعا لوزراء خارجية الدول المطلّة على البحر الأحمر، لبحث التحديات الأمنية في المنطقة.

واستقبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الاثنين، وزراء الخارجية المشاركين بالاجتماع، وهم ممثلون من مصر والأردن وأريتريا واليمن والسودان وجيبوتي والصومال، بخلاف السعودية حيث جرى بحث عدد من الموضوعات المتعلقة بسبل تطوير التعاون المشترك بين الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".

وقد برزت فكرة إنشاء كيان جامع للدول المشاطئة للبحر الأحمر، لمواجهة التدخلات الأجنبية هناك لاسيما التدخلات التركية والإيرانية المتزايدة بشكل مقلق حيث اقترحت السعودية في ديسمبر 2018، إنشاء تجمع لدول البحر الأحمر والقرن الإفريقي لأسباب منها "منع أي قوى خارجية من لعب دور سلبي" في تلك المنطقة الاستراتيجية.

ووصف وزير الخارجية السعودي اجتماع وزراء خارجية الدول المطلّة على البحر الأحمر بـ"المهم"، مشيرا إلى أنه سيتم اليوم إقرار ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية وخليج عدن.

وأوضح أن "الميثاق سيرفع إلى القادة لمباركته في اجتماع قمة سيدعو له الملك سلمان قريبا"، دون تفاصيل أكثر.

ويُعد البحر الأحمر أحد أهم طرق الملاحة الدولية التي تنقل نحو 15 بالمئة من التجارة العالمية، كما يعيش في الدول المطلة عليه أكثر من 200 مليون نسمة.

ويشهد البحر الأحمر وخليج عدن "تهديدات" عديدة لاسيما من الحوثيين والإيرانيين، وفق تصريحات غربية وخليجية في مقابل نفي من طهران وجماعة الحوثي.

ويُجمع مراقبون على وجود مخاطر حقيقية لأي تصعيد عسكري بين إيران والولايات المتحدة على منطقة الخليج، ومن ضمنها السعودية كحليف كبير للولايات المتحدة وكمتزعمة منذ سنوات لجهود مواجهة سياسات إيران والحدّ من نفوذها في المنطقة.

وتبدي الرياض حرصها على التنسيق والتعاون مع شقيقاتها الدول الأعضاء لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بها من كل جانب خاصة بعد تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران عقب مقتل قاسم سليماني، وتهديد الأخيرة بردّ "مؤلم".

كما تعمل الرياض على تنسيق مواقفها مع العديد من العواصم ذات الصّلة بالملف وبحث سبل نزع فتيل التوتّر ومواجهة التداعيات المحتملة لأي تصعيد من قبل الطرفين الرئيسيين في الصراع؛ إيران والولايات المتّحدة.

وكانت الخارجية السعودية قد دعت، الجمعة، إلى ضبط النفس بينما طالب الملك سلمان بن عبدالعزيز بإجراءات عاجلة لخفض التوتر، في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.