جهود دولية معقدة لتفادي وقوع كارثة بيئية في البحر الأحمر

إنقاذ السفينة سونيون عملية لا تخلو من تعقيدات وأخطار لكنها ضرورية لتفادي كارثة بيئية محتملة في المنطقة.
الاثنين 2024/09/16
تصدع الناقلة أو غرقها يهدد بتسرب نفطي خطير

الحديدة (اليمن)- مايزال اليمن والمنطقة مهددين بحدوث كارثة بيئية بحرية غير مسبوقة على الرغم من الجهود الدولية الحثيثة لتفادي الخطر الذي تسببت به جماعة الحوثي باستهدافها ناقلة محمّلة بكميات كبيرة من النفط  حذّرت العديد من الجهات من خطر تسرّبها إلى مياه البحر الأحمر.

وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهت إنقاذ الناقلة من التفكك والغرق إلاّ أنّ عملية قُطْرها تواصلت ببطء منذ انطلاقها السبت وفق ما ذكره الأحد مصدر عسكري يوناني.

◄ عملية قطر ناقلة النفط المتضررة تسير ببطء ما يبقي على خطر وقوع أكبر تسرب نفطي في مياه البحر الأحمر قائما

وأوضح المصدر لوكالة فرنس برس أن عملية قطر السفينة التي ترفع علم اليونان وتحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام “تجري بوتيرة بطيئة جدا”، مضيفا “كانت الناقلة تتجه في البداية شمالا” دون أن يحدد وجهتها الحالية.

ويهدد تصدع الناقلة أو غرقها بتسرب نفطي يقدر بأربعة أضعاف التسرب من الناقلة إكسون فالديز عام 1989 قبالة سواحل ألاسكا. وأضاف المصدر “عندما تصل الناقلة إلى مرسى آمن، ستكون هناك محاولة لإطفاء الحريق وستتّخذ إجراءات لمنع تسرب الشحنة”.

واشتعلت النيران في الناقلة سونيون التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام، وفقدت قوتها الدافعة بعد تعرضها لهجوم في الحادي والعشرين من شهر أغسطس الماضي، وتم إجلاء أفراد طاقمها المكون من 25 فردا في اليوم التالي بواسطة فرقاطة فرنسية من مهمة أسبيدس الأوروبية المنتشرة في المنطقة والتي تشرف على عملية القطر.

وبعد أيام من الهجوم، أعلن الحوثيون أنهم فجروا عبوات ناسفة على سطح السفينة، ما أدى إلى نشوب حرائق جديدة. وأعلنت مهمة أسبيدس في وقت سابق أن عملية قطر سونيون “ضرورية لتفادي كارثة بيئية محتملة في المنطقة”. وقالت على منصة إكس إن إنقاذ السفينة سونيون عملية معقدة تجري على مراحل عدة”. ونشرت صورا جوية للناقلة برفقة سفينتين حربيتين، إحداهما مؤرّخة الأحد، وتظهر أن الدخان مازال يتصاعد منها.

◄ مهمة أسبيدس محض دفاعية لكن يُسمح لها بإطلاق النار للدفاع عن السفن أو الدفاع عن طواقمها
مهمة أسبيدس محض دفاعية لكن يُسمح لها بإطلاق النار للدفاع عن السفن أو الدفاع عن طواقمها

ولا تخلو عملية القطر من تعقيدات وأخطار جعلت البعثة البحرية الأوروبية تعلن في وقت سابق عن إرجائها بعد أن “توصلت الشركات الخاصة المسؤولة عن عملية الإنقاذ إلى أن الظروف لم تكن مواتية لإجراء عملية القطر وأنه لم يكن من الآمن المضي فيها”.

ومهمة أسبيدس محض دفاعية لكن يُسمح لها بإطلاق النار للدفاع عن السفن أو الدفاع عن طواقمها. وقد أطلقت في فبراير لحماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين. وقالت في بيان إنّ وظيفتها حاليا تتلخص في “تسهيل الوقاية من كارثة بيئية غير مسبوقة في المنطقة”، وإنّها “تواصل التركيز على مهمتها الأصلية وهي العمل كمزود موثوق للأمن البحري من الاتحاد الأوروبي، بهدف المساهمة في حرية الملاحة للسفن التجارية في منطقة عملياتها”.

وأوردت وكالة الأنباء اليونانية أن زورق القطر ترافقه ثلاث فرقاطات ومروحيات وفريقا من القوات الخاصة، من دون الكشف عن جنسيته.

وكانت الناقلة راسية غرب مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون، في منتصف المسافة تقريبا بين اليمن وإريتريا.

ومنذ أشهر، يستهدف الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، ويبررون ذلك بالتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة في سياق الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.

وأدت هجماتهم إلى تعطيل الملاحة في هذه المنطقة البحرية الأساسية في التجارة العالمية، ما دفع الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف بحري دولي وتنفيذ ضربات على أهداف للحوثيين شاركت بريطانيا في بعضها.

3