جهود دولية لاحتواء مخاطر كورونا

وزير الداخلية الأسترالي يعلن إصابته بفايروس كورونا المستجد، ورئيس وزراء كندا يفرض حجراً صحياً على نفسه إثر إصابة زوجته.
الجمعة 2020/03/13
كورونا يهدد الاقتصاد العالمي بالشلل

واشنطن ـ يزداد انتشار فايروس كورونا المستجد في كل دول العالم في ظل ارتفاع كبير في عدد الإصابات، ووصل إلى مشاهير العالم حيث أعلن الجمعة وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون أن الفحوص أكدت إصابته بالفايروس وأنه يخضع لحجر صحي في المستشفى.

وقال الوزير النافذ في الحكومة وأحد أهم واضعي قوانين الهجرة في أستراليا "أفقت من النوم هذا الصباح مع حرارة مرتفعة وألم في الحلق". وأضاف "تقضي سياسات الصحة في (ولاية) كوينزلاند بأن يدخل أي شخص تأتي نتائج فحصه إيجابية المستشفى وقد التزمت بالارشادات".

كما فرض رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، حجراً صحياً على نفسه، الخميس 12 مارس، إثر إصابة زوجته بكورونا.

وقال متحدث باسم ترودو إن الفحوص أكدت إصابة زوجته صوفي (44 عاماً) التي كانت تعاني من أعراض تشبه الإنفلونزا بفايروس كورونا، وذلك بعد عودتها، مساء الأربعاء 11 مارس، من زيارة لبريطانيا.

وأكد الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أنه تم تشخيص إصابة دبلوماسية من بعثة الفيليبين بالأمم المتحدة في نيويورك بالفايروس وهي أول حالة معروفة يعلن عنها في نطاق المقر الرئيسي للمنظمة الدولية في نيويورك.

وكتب دوجاريك: "لقد أبلغت البعثة الدائمة للفيليبين دائرة الخدمات الطبية التابعة للأمم المتحدة أن واحدة من دبلوماسييها أظهر فحصها نتائج إيجابية لفايروس كوفيد 19"، وأضاف: "زارت الدبلوماسية للمرة الأخيرة مقر الأمم المتحدة الإثنين، التاسع من الشهر، لحوالي ثلاثين دقيقة في منتصف النهار حيث زارت غرفة اجتماعات واحدة والتقت فيها وفدين دبلوماسيين، ولم تلتق موظفين من الأمم المتحدة. قام الطاقم الطبي التابع للأمم المتحدة بالاتصال بأعضاء الوفدين". 

وكانت السفيرة الفيليبينية بالأمم المتحدة، كيرا أزوسينا، قد أرسلت في وقت سابق من مساء الخميس بتوقيت نيويورك رسالة إلكترونية إلى البعثات الدبلوماسية للأمم المتحدة في نيويورك، تعلن فيها عن إصابة دبلوماسية من طاقم السفارة بالفيروس، مرجحة إصابة جميع موظفي بعثتها الـ12 بالعدوى.

وتنضم كيرا أزوسينا إلى قائمة الساسة والمشاهير الذين أصيبوا بالفايروس المستجد، من بينهم رئيس أركان الجيش الإيطالي سالفاتوري فارينا، ووزير الثقافة فرانك ريستر، ووزيرة الدولة البريطانية لشؤون الصحة نادين دوريس، ومالك نادي أولومبياكوس اليوناني، إيفانغيلوس ماريناكيس، ونجم يوفنتوس الإيطالي دانييلي روغاني، والممثل والمخرج الأميركي توم هانكس وزوجته الممثلة ريتا ويلسون.

وفي الولايات المتحدة، شاع الاضطراب في جميع مناحي الحياة تقريبا من ديزني لاند إلى المحكمة العليا ومن وول ستريت إلى البيسبول، بعدما تسبب تفشي الفايروس في إغلاقات واسعة النطاق وتعطيلات اقتصادية.

ومع تنامي القلق من انتشار سريع لـ (كوفيد-19) تهاوت سوق الأسهم الأميركية مجددا كما علقت دوريات رياضية محترفة وجامعية المباريات وأوقفت مسارح برودواي العروض وأغلق كثير من المدارس أبوابه من أوهايو وحتى تكساس.

وتعكس وتيرة الإغلاقات التي لم يسبق لها مثيل المخاوف المتزايدة من خروج تفشي الفايروس شديد العدوى عن نطاق السيطرة ما لم تمنع السلطات التجمعات الكبيرة. وقتل الفايروس بالفعل 40 شخصا على الأقل في الولايات المتحدة.

ووجّه المرشّحان الساعيان إلى نيل بطاقة الترشيح الديمقراطيّة إلى انتخابات الرئاسة الأميركيّة جو بايدن وبيرني ساندرز، انتقادات شديدة الخميس للطريقة التي يُدير فيها الرئيس دونالد ترامب ملفّ كورونا المستجدّ، منددين بـ"عدم كفاءته" وبـ"لجوئه إلى كراهية الأجانب".

وكان خبراء الصحة وجّهوا أيضا انتقادات إلى السلطات بسبب تقليلها من شأن هذه الأزمة وتأخّرها في تطوير اختبارات الفحص.

كورونا لا يستثني أحد.. وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون من المصابين بالفايروس
كورونا لا يستثني أحد.. وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون من المصابين بالفايروس

ومع إغلاق كثير من الشركات مكاتبها وطلبها من الموظفين العمل من المنزل، تزايدت المخاوف من حدوث ركود تزامنا مع تزايد عدد الإصابات في الولايات المتحدة والتي قفزت إلى أكثر من 1300 يوم الخميس. وانعكست المخاوف على أسواق الأسهم الأميركية حيث تكبدت المؤشرات الرئيسية خسائر حادة.

وأعلن بيل دي بلاسيو رئيس بلدية مدينة نيويورك حالة الطوارئ مما يتيح له سلطات إضافية مع ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة في المدينة الأكبر في البلاد من حيث عدد السكان إلى 95.

ومن كاليفورنيا إلى نيويورك، حظرت السلطات التجمعات الكبيرة وأغلقت المتاحف ومؤسسات أخرى دون أن تحدد إطارا زمنيا للإغلاق وهو ما يفاقم حالة الغموض.

وطالت عمليات إلغاء أو تعليق الأنشطة كل شيء من البيسبول والسلة والهوكي وصولا حتى إلى المعارض المدرسية.

وحاول المسؤولون في المناطق الأكثر تضررا، ومنها ولايتا نيويورك وواشنطن، إلى إحداث توازن بين الحاجة إلى حماية العامة وعدم تعطيل النشاط الاقتصادي.

وحظرت ولاية نيويورك التجمعات التي تضم أكثر من 500 شخص بدءا من اليوم الجمعة، بينما حددت كاليفورنيا سقفا للتجمعات عند 250 شخصا.

وأجلت هوليوود إطلاق العديد من الأفلام كما أغلقت مسارح في أرجاء العالم أبوابها بسبب الأزمة الصحية.

وأغلقت شركة والت ديزني متنزهاتها الكبرى في الولايات المتحدة بما في ذلك ديزني لاند في كاليفورنيا وديزني وورلد في فلوريدا.

وفي واشنطن العاصمة أغلقت السلطات مجمع الكونغرس أمام العامة بعدما أكدت الفحوص إصابة مساعد لعضو بمجلس الشيوخ بفايروس كورونا. كما أُغلقت المحكمة العليا أمام العامة لأجل غير مسمى.

وجاءت التوجيهات الرامية للتصدي لتفشي العدوى في وقت يكافح فيه مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة لتوسيع طاقة الفحص المحدودة في البلاد.