جهود إماراتية تقود انفراجا للوضع الاجتماعي في مناطق يمنية محررة

الكدحة (اليمن) - بدأت قطاعات وأنشطة اقتصادية حيوية تتعافى من حالة الركود والتوقّف في أحيان كثيرة وتستعيد وتيرتها الطبيعية في مناطق واقعة على الساحل الغربي اليمني، وتمت استعادتها من سيطرة المتمرّدين الحوثيين، وذلك بجهود حثيثة من قبل دولة الإمارات، العضو الرئيس في التحالف المناهض للمتمرّدين المدعومين من إيران، وتقوده المملكة العربية السعودية.
ويأتي في مقدّمة تلك القطاعات، قطاع الصيد البحري الذي لطالما شكّل العمود الفقري لاقتصاديات المجتمعات المحلية في المناطق الساحلية اليمنية، لاسيما تلك الواقعة على البحر الأحمر غربي اليمن.
وأعلن، الاثنين، عن افتتاح هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مركزا للإنزال السمكي في منطقة الكدحة بمديرية ذوباب في الساحل الغربي اليمني بعد إعادة ترميمه وتجهيزه.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إنّ المركز هو الخامس الذي يتم افتتاحه خلال أسبوعين من أصل 18 مركزا في مناطق الساحل الغربي لدعم القطاع السمكي سعيا لتوفير 3 آلاف فرصة عمل للصيادين اليمنيين.
ونقلت عن جمال محمد علي قاسم مدير مؤسسة الصيادين بالكدحة أن هذا المشروع الحيوي سيخدم شريحة واسعة من السكان البالغ عددهم 12 ألف نسمة في مناطق الكدحة والجافر والبهية والنفيطة والغنجة.
وأشار ذات المسؤول إلى وجود أكثر من 300 قارب صيد تعود إلى المرسى يوميا وهي محملة بعشرات الأطنان من الأسماك بفعل الدعم الإماراتي للصيادين.
وأكد ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في الساحل الغربي أن هذا المشروع الذي يتكون من مرسى الإنزال السمكي ومرافقه لإدارة مؤسسة الصيادين وتوفير منظومة طاقة شمسية متكاملة والذي يأتي ضمن مشاريع عديدة في مختلف القطاعات الخدمية والتنموية وعلى امتداد الساحل الغربي.
وقال إن مشروع إعادة تأهيل وتجهيز مرسى الكدحة سيستفيد منه أكثر من ثلاثة آلاف صياد يمني ويسهم في تحسين الوضع المعيشي لهم ولأسرهم وبقية سكان منطقة الكدحة والمناطق المجاورة لها.
ورحّب صيادون من المنطقة بإنجاز هذا المشروع الذي سيسهم بشكل كبير في تحسين دخلهم وزيادة إنتاج صيد الأسماك وتسهيل عملية التسويق والتصدير.
وتسجّل دولة الإمارات العربية المتّحدة حضورا مزدوجا في اليمن؛ عسكريا أمنيا من خلال مشاركة قواتها ضمن تحالف دعم الشرعية في مواجهة ميليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش، والمساعدة في إعادة بناء القوات اليمنية، ومدنيا إغاثيا تنمويا، حيث تقوم الإمارات بدور حاسم في إغاثة السكان في مختلف المناطق المستعادة من الحوثيين ومساعدتهم على استئناف حياتهم العادية وتوفير الخدمات الأساسية لهم وإعادة إطلاق عجلة التنمية في مناطقهم.
وقامت الإمارات بدور حيوي في معالجة الأزمة الغذائية في اليمن والمطروحة كمشغل أممي ودولي من الطراز الأوّل. ويقول مسؤولون محليون ومواطنون في القرى والمناطق المستفيدة من جهود الهلال الأحمر الإماراتي، إن تلك الجهود ساهمت بشكل ملموس في تحسين الأوضاع بمدن وقرى ومناطق الساحل الغربي اليمني.
كما يرى خبراء التنمية إنّ الدعم والمساعدات الإغاثية والغذائية وكذلك التنموية التي قدمتها الإمارات لعبت دورا في استقرار أهالي الساحل الغربي في قراهم ومناطقهم وعودتهم التدريجية لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
