جهود أميركية لمنع تمدد الصراع الإثيوبي إلى منطقة القرن الأفريقي

المبعوث الخاص فيلتمان سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين من جيبوتي وإثيوبيا ودولة الإمارات لمناقشة الفرص المتاحة لتعزيز السلام ودعم الاستقرار في القرن الأفريقي.
الاثنين 2021/08/16
تعبئة تُنذر باتساع رقعة الصراع

أديس أبابا - سرعت الولايات المتحدة في وتيرة تحركاتها بهدف منع تمدد الصراع الإثيوبي إلى منطقة القرن الأفريقي حيث بدأ المبعوث الأميركي إلى المنطقة جيفري فيلتمان زيارة الأحد إلى كل من جيبوتي وإثيوبيا ودولة الإمارات.

وستمتد جولة فيلتمان التي تستهدف دفع طرفي الصراع في إثيوبيا إلى إعلان وقف لإطلاق النار إلى الرابع والعشرين من أغسطس الجاري.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان نشرته على موقعها الرسمي على الإنترنت إن المبعوث الخاص فيلتمان سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الدول الثلاث لمناقشة الفرص المتاحة أمام الولايات المتحدة لتعزيز السلام ودعم الاستقرار والازدهار في القرن الأفريقي.

وهذه الزيارة لفيلتمان تأتي بعد مطالبة الرئيس جو بايدن بها للحث على وقف القتال بين قوات الجبهة الشعبية لتحرير إقليم تيغراي والقوات الإثيوبية.

وجاءت الخطوة بعد أن اتخذ طرفا الصراع المزيد من الإجراءات التي تُنذر باتساع رقعة الحرب في الأيام المقبلة.

وتقاتل القوات الإثيوبية الحكومية قوات تابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي تسيطر على الإقليم منذ نوفمبر، في حرب أسفرت عن مقتل الآلاف وأدت إلى أزمة لاجئين واتسمت بعمليات قتل واغتصاب على أساس عرقي وتفجر أزمة إنسانية.

وحذرت الأمم المتحدة في يوليو من أن أكثر من مئة ألف طفل في تيغراي قد يعانون من سوء التغذية، على نحو يهدد حياتهم في الاثني عشر شهرا المقبلة.

الحرب بين الطرفين اتسمت بعمليات قتل واغتصاب على أساس عرقي وتفجر أزمة إنسانية

وكانت الحكومة الإثيوبية قد تعرضت لضغوط متزايدة من المجتمع الدولي لمحاسبة المسؤولين، بعد تواتر تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في تيغراي. وعلق الاتحاد الأوروبي مدفوعات لدعم الميزانية، وسط تقارير عن أعمال اغتصاب جماعي وقتل جماعي للمدنيين وانتشار أعمال النهب في الإقليم الواقع في شمال البلاد.

ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تلك الانتهاكات بأنها “تطهير عرقي”، وحث حكومة آبي أحمد على وقف جميع الأعمال العدائية. ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مرارا الحكومة الإريترية إلى سحب قواتها من الإقليم الإثيوبي المضطرب.

وبدأت المعارك بعدما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد الجيش الفدرالي إلى تيغراي للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم والذي هيمن على الساحة السياسية الوطنية على مدى ثلاثة عقود، قبل تسلّم آبي السلطة في 2018.

وبحسب آبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، فإن هذه العملية جاءت ردا على هجمات نفّذتها الجبهة ضد معسكرات للجيش.

وبعد إعلان آبي وقفا أحاديا لإطلاق النار برره رسميا باعتبارات إنسانية، وانسحاب الجنود الإثيوبيين، واصلت جبهة تحرير شعب تيغراي هجومها شرقا باتّجاه عفر وجنوبا باتّجاه أمهرة وسيطرت على مدينة لاليبيلا، وهي منطقة في أمهرة تضم كنائس مصنفة من التراث العالمي من قبل اليونسكو.

وإثر ذلك، دعا آبي السكان إلى الانضمام إلى الجيش والميليشيات من أجل القتال ضد قوات تيغراي، معلنا إلغاء قرار وقف إطلاق النار.

وقال بيان لمكتب آبي في وقت سابق إن قوات الأمن باتت لديها تعليمات “بإنهاء الدمار الذي تقوم به منظمة جبهة تحرير شعب تيغراي، الإرهابية والخائنة، والمكائد الأجنبية بشكل نهائي”.

وأعلنت قوات تيغراي أنها تتفاوض حاليا من أجل تشكيل تحالف عسكري مع متمردين من منطقة أوروميا، الأكثر سكانا في البلاد، وهو ما يهدد باتساع رقعة الصراع في البلاد، ما يفاقم من الضغوط على آبي.

5