جهد إماراتي لإحياء التعايش الديني بالموصل

وزير التسامح الإماراتي يؤكد أنّ بلاده تراعي أهل الأديان جميعا وتضمن لهم إقامة دور عبادتهم على أرضها لممارسة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية.
الاثنين 2018/10/29
دولة تسامح بإمتياز

أبوظبي – تدعم دولة الإمارات العربية المتّحدة جهود الحفاظ على التنوّع الديني والمذهبي في محافظة نينوى بشمال العراق ومركزها مدينة الموصل وإحياء فضيلة التسامح والتعايش السلمي التي ميّزت سكان تلك المنطقة، قبل أن تتعرّض إلى أكبر هزّة في تاريخها المعاصر، مع غزو تنظيم داعش لها وتنكيله بجميع أبناء الديانات والمذاهب والأعراق فيها، من دون استثناء.

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتي، خلال استقباله جمعا من رجال الدين المسيحيين العراقيين، إنّ بلاده تراعي أهل الأديان جميعا وتضمن لهم إقامة دور عبادتهم على أرضها لممارسة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية، مؤكّدا أنّ “الإنسان مهما كانت ديانته أو مذهبه مرحب به”.

ولا تزال مدينة الموصل على غرار باقي مناطق نينوى بما لها من تاريخ حضاري وديني عريق، تجهد لتجاوز تبعات حقبة احتلال تنظيم داعش المتشدّد لها، واستهدافه بشكل استثنائي لمسيحييها وإيزيدييها وعبثه بمقدّساتهم ودور عبادتهم وبجميع رموزهم الدينية.

وجاء ذلك الغزو ليتوّج “نزيفا” حادّا أصاب العراق منذ سنة 2003 وتمثّل في تناقص أعداد مسيحييه بفعل هجرتهم المكثّفة بعد التهديدات الكثيرة التي طالتهم في أرواحهم ومقدّساتهم وممتلكاتهم.

وعن غزو داعش للموصل والعديد من مناطق العراق قال الشيخ نهيان بن مبارك إن ما فعله التنظيم المتشدّد “من أفاعيل شنيعة يندى لها الجبين، لم يكن خارج أجندات اشتركت فيها الدول والجماعات الداعمة للإرهاب”.

وتشتهر دولة الإمارات باتباعها منهجا وسطيا معتدلا وبانخراطها في جهود ترسيخ التسامح والتعايش بين أبناء الديانات والمذاهب والأعراق المختلفة، متخذة من ذلك أحد أسلحتها في الحرب الشاملة على التشدّد والإرهاب ثقافيا وفكريا، وعسكريا أيضا.

وضمّ وفد المطارنة والأساقفة العراقيين الذي التقى وزير التسامح الإماراتي في العاصمة أبوظبي، كلاّ من المطران مار يوحنا بطرس رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، ومار أبرس يوخنا أسقف أربيل ومعاون الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية، والمطران مار نيكوديموس داود متي رئيس أبرشية الموصل وكردستان للسريان الأرثوذوكس.

وتحدث رئيس الأساقفة عما حصل خلال حقبة داعش المظلمة لسكان الموصل عموما وللمسيحيين وبقية غير المسلمين خصوصا، موضّحا أن هناك تداعيات لما حصل من عنف لم يشهد التاريخ له مثيلا، معتبرا أنّ تدمير الكنائس والأديرة يمثّل تدميرا لتاريخ العراق والمنطقة “فتلك الأبنية تشكل تاريخ المنطقة والديانة المسيحية، ويعود وجودها، وخصوصا الأديرة كدير متي، إلى القرون الأولى بعد الميلاد”.

3