جهاز ميت 70 يعيد هواوي إلى سوق الهواتف الذكية الفاخرة

الجهاز يعد أول هاتف ذكي لهواوي مزوّد بنظام تشغيل ابتكرته بشكل كامل.
الأربعاء 2024/11/27
نقطة تحوّل رئيسية لهواوي

شنتشن (الصين) - طرحت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي تكنولوجيز الثلاثاء سلسلة جهاز ميت 70، ما يمثل خطوة مهمة في عودتها إلى سوق الهواتف الذكية الفاخرة مع عرض نظام التشغيل الخاص بها في انفصال واضح عن التكنولوجيا الأميركية.

ويعد ميت 70 أول هاتف ذكي لهواوي مزوّد بنظام تشغيل ابتكرته بشكل كامل، والنظامان المستخدمان في غالبية الأجهزة المحمولة حاليا في العالم هما آي.أو.أس من أبل وأندرويد من غوغل.

ولكنّ هواوي المستهدفة بعقوبات أميركية، تسعى إلى عكس هذا الاتجاه من خلال سلسلة جديدة من الهواتف مجهزة بنظام تشغيل خاص بها هو هارموني أو.أس نكست.

وقال ريتشارد يو، رئيس مجموعة أعمال المستهلكين في الشركة، في مؤتمر من المقر الرئيسي للشركة في شنتشن جنوب الصين، إن الجهاز يمثل “أقوى هاتف ميت على الإطلاق.”

وأوضح أن ميت 70 هو أول هاتف ذكي رئيسي يتضمن نظام نداء عبر الأقمار الاصطناعية، ولديه معالج محسن ويعمل بنظام التشغيل الخاص بهواوي، والذي يعزز الأداء بنسبة 40 في المئة مقارنة بالطرازات السابقة.

ويأتي الإطلاق بينما من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن ضوابط تصدير جديدة يمكن أن تضيف ما يصل إلى 200 شركة صينية للرقائق إلى القائمة السوداء التجارية هذا الأسبوع، مما يقيد وصولها إلى الموردين الأميركيين، حسبما ذكرت رويترز السبت.

ريتشارد يو: الهاتف يمثل أقوى إصدارات سلسلة ميت على الإطلاق
ريتشارد يو: الهاتف يمثل أقوى إصدارات سلسلة ميت على الإطلاق

ولا تناقش هواوي عادة التطورات التي تطرأ على شرائحها في فعاليات إطلاق المنتجات، إذ تكتشف شركات التفكيك عادة التحسينات لاحقا.

ويمثل طرح هذا الهاتف نقطة تحوّل رئيسية لهواوي، التي أصيبت بشلل في مرحلة ما جراء العقوبات الأميركية التي فُرضت عليها، لكنّها شهدت منذ عامين انتعاشا في مبيعاتها.

وقال بول تريولو، رئيس قسم السياسات التكنولوجية والصين في الشركة الاستشارية أولبرايت ستونبريدج، لفرانس برس إن “هذا السعي في الصين للتوصل إلى نظام تشغيل للهواتف المحمولة يكون قابلا للتطبيق والتطوير وخارج نطاق سيطرة الشركات الغربية إلى حد كبير، بدا منذ فترة طويلة.”

وأضاف “هاتف هواوي الجديد، المجهز أيضا بمعالج من الجيل الجديد تم تصميمه وإنتاجه في الصين، يشكل مؤشرا على مثابرة شركات التكنولوجيا الصينية.”

وسُجّلت طلبات مسبقة على أكثر من ثلاثة ملايين هاتف ميت 70، بحسب منصة المبيعات عبر الإنترنت التابعة لشركة هواوي، على الرغم من أن هذا لا يعني بالضرورة أنه تم شراؤها.

وقال الخبير الاقتصادي في ناتيكسيس غاري نغ لوكالة فرانس برس إن “هارموني أو.أس هو أول نظام تشغيل مبتكر من هواوي” ويمثل “إنجازا تاريخيا في جهود الصين الرامية إلى تقليص اعتمادها على البرامج الغربية.”

وعلى عكس الإصدارات السابقة المصممة بدعم أندرويد، يستوجب نظام تشغيل هارموني أو إس نكست تكييف التطبيقات معه.

وأضاف نغ “الشركات الصينية مستعدة للاستثمار للمساهمة في نظام هواوي الجديد هذا، لكنّ قدرة هارموني أو.أس على توفير العدد نفسه من التطبيقات والميزات للمستهلكين في مختلف أنحاء العالم، لا تزال تشكل تحدّيا.”

هواوي لا تناقش عادة التطورات التي تطرأ على شرائحها في فعاليات إطلاق المنتجات، إذ تكتشف شركات التفكيك عادة التحسينات لاحقا

وهواوي في خضم المنافسات التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، التي تؤكّد من دون توفير أدلّة، أنّ المعدات الصينية تُستخدم لأغراض تجسسية، بينما تنفي بكين هذه الاتهامات بشكل تام.

وأثّرت العقوبات الأميركية بشكل كبير على إنتاج هواتف الشركة، إذ تمنع المجموعة من استخدام التقنيات والمعدّات الأميركية.

ومن المتوقع أن تشتد هذه المواجهة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فقد وعد رجل الأعمال الجمهوري بزيادة الرسوم الجمركية بشكل كبير على المنتجات الصينية المستوردة، ردا على ممارسات تجارية يعتبرها غير عادلة.

وفي حديث إلى فرانس برس، قال المحلل في شركة كاناليس المتخصصة في دراسة السوق توبي تشو إنّ “هذا الاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي في قطاع التكنولوجيا الصيني جعل تقدّم هواوي ممكنا.”

ورأى أنّ نجاح المنتج الجديد سيكون مؤشرا رئيسيا على ما إذا كانت جهود المجموعة قد أتت بثمارها. وأضاف “لا ينبغي أن يفشل هذا الجيل الجديد من المنتجات، لأن التوقعات المتعلقة به كبيرة.”

وكانت هواوي أكبر شركة مصنّعة للهواتف الذكية في الصين قبل بدء الصراع التكنولوجي بين بكين وواشنطن. وفي الربع الثالث من العام 2024، مثلت هواوي، وفق كاناليس، 16 في المئة فقط من المبيعات في السوق الصينية، أي أقل من 11 مليون سلعة مبيعة.

وفي سبتمبر الماضي، كشفت الشركة عن أول هاتف محمول في العالم قابل للطيّ ثلاث طيات، مسمى “ميت إكس.تي” وبيع بسعر يناهز 2800 دولار. ويُفترض أن يُطرح ميت 70 بسعر مقبول أكثر، على غرار سلفه الذي بيع بنحو 750 دولارا.

وموافقة مصممي التطبيقات على الاستثمار لإنشاء إصدارات جديدة تتماشى مع نظام هواوي الجديد، ليست محسومة، بحسب ريتش بيشوب، مدير شركة آب أن تشاينا، المتخصصة في تكييف البرامج الأجنبية لتصبح قابلة للتشغيل في السوق الصينية.

ولإقناعهم، بحسب المحلل بول تريولو، “سيتعين على هواوي أن تواصل تحسين برامجها، وتقديم دعم أفضل للمطورين وإقناعهم بأنها مصممة على الالتزام بتطوير هارموني أو.أس على المدى البعيد.”

10