جهاز مخابرات إيراني على قائمة الإرهاب بسبب هجمات في أوروبا

وزراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي يقررون تجميد أصول إيرانيين اثنين أدرجا إلى قائمة الإرهاب في أطار الرد على هجمات أحبطت مؤخرا على أراض أوروبية.
الأربعاء 2019/01/09
المخابرات الإيرانية متورطة في تنفيذ عدة هجمات واغتيالات

بروكسل- قال الاتحاد الأوروبي في بيان الأربعاء إنه أضاف إيرانيين اثنين وإدارة الأمن الداخلي التابعة لوزارة المخابرات الإيرانية إلى قائمة الإرهاب الخاصة بالاتحاد.

وقال البيان "تبنى المجلس هذا الإدراج في إطار رده على هجمات أحبطت مؤخرا على أراض أوروبية".

واتفق وزراء الدول الأعضاء بالاتحاد في اجتماع في بروكسل الثلاثاء على هذا الإجراء الذي يبدأ تنفيذه الأربعاء ويعني تجميد أصول المدرجين.

وكانت الدنمارك قد قادت الجهود الرامية لفرض العقوبات بعد اتهامات بأن طهران حاولت قتل ثلاثة معارضين إيرانيين على أراضي الدولة الاسكندنافية.

وتسببت عملية مطاردة أمنية على ارتباط بالمخطط الذي يعتقد أنه كان يستهدف ثلاثة إيرانيين يشتبه بانتمائهم إلى "حركة النضال العربي من أجل تحرير الأحواز"، بإغلاق الجسور وتعليق الرحلات البحرية بين الدنمارك والسويد في 28 سبتمبر.

والعام الماضي، فرضت فرنسا عقوبات على شخصين يشتبه بأنهما عميلان إيرانيان وغيرهما من وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.

وخلصت أجهزة الأمن الفرنسية إلى أن مسؤول العمليات في وزارة الاستخبارات الإيرانية أمر بوضع مخطط لتفجير تجمع لحركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في إحدى ضواحي باريس في يونيو العام الماضي، وهو اتهام نفته طهران بشدة.

وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك "عندما أُعلن عن العقوبات، اجتمعت هولندا إلى جانب كل من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والدنمارك وبلجيكا، بالسلطات الإيرانية".

تورط إيران

وأفاد بلوك في رسالة موجهة إلى البرلمان وقعتها كذلك وزيرة الداخلية كايسا اولونغرن أن الاجتماع أشار إلى "قلق جدي بشأن تورط إيران المحتمل في هذه الأعمال العدائية على أراضي الاتحاد الأوروبي".

وجاء في الرسالة "ينتظر من إيران أن تتعاون بشكل كامل في تبديد بواعث القلق الحالية والمساعدة في التحقيقات الجنائية عند الضرورة".

وأضاف بلوك "في حال لم يتم تعاون من هذا النوع في الوقت القريب، فلا يمكن استبعاد (فرض) عقوبات إضافية".

من جهته أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بمبادرة الاتحاد الأوروبي، معتبراً إيّاها "رسالة واضحة بأنه لن يتمّ التسامح مع الإرهاب".

وأكّد الوزير الأميركي في تغريدة على تويتر أنّ "الولايات المتّحدة تؤيّد بقوّة العقوبات الجديدة وتقف مع حلفائنا الأوروبيين في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد المشترك".

من ناحيته، رأى "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الكيان القريب من منظمة مجاهدي خلق، أنّ العقوبات الأوروبية "خطوة إيجابية وضرورية".

لكنّ المجلس حذّر في الوقت نفسه من أن "الوقت حان لكي يتخّذ الاتحاد الأوروبي موقفاً حازماً وقوياً ضدّ هذه الأعمال الإجرامية، بما في ذلك طرد العملاء الإيرانيين الموجودين على الأراضي الأوروبية".

إيران ستُحاسَب

السلطات الإيرانية متورطة في قتل معارضين لها داخل البلاد وخارجها
السلطات الإيرانية متورطة في قتل معارضين لها داخل البلاد وخارجها

وتعامل الاتحاد الأوروبي في الماضي بحذر مع إيران في وقت كان يسعى لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وقال الوزيران الهولنديان إنه تم التأكيد خلال لقاء مع مسؤولين إيرانيين إن "الاجراءات غير مرتبطة" بالاتفاق النووي الإيراني.

وورد في الرسالة أنه "مع ذلك، ستحاسَب إيران على جميع الأمور التي تؤثر على الاتحاد الأوروبي والمصالح الأمنية الدولية" بما في ذلك عمليتا الاغتيال في هولندا عامي 2015 و2017.

وفي وقت سابق، قالت الشرطة الهولندية إن الضحيتين هما علي معتمد (56 عاماً) الذي قتل في مدينة آلميره وسط البلاد في ديسمبر 2015 وأحمد ملا نيسي (52 عاماً) الذي قتل في لاهاي في نوفمبر 2017.

وأفادت تقارير إعلامية هولندية أن معتمد كان يعيش في هولندا باسم مستعار وأنه في الواقع محمد رضا كولاهي صمدي، الذي يقف وراء أكبر تفجير شهدته إيران عام 1981.

وقتل نيسي بإطلاق النار عليه من سيارة، كُشف لاحقا أنها سرقت من ضاحية خارج روتردام.

وذكرت الشرطة الهولندية أن نيسي كان رئيس "حركة النضال العربي من أجل تحرير الأحواز" الداعية إلى استقلال منطقة الأهواز في جنوب غرب إيران.

وفي يونيو الفائت، طردت هولندا موظفين اثنين في السفارة الإيرانية على خلفية عمليتي القتل. واحتجت طهران آنذاك على التحرك الذي اعتبرته "غير ودّي ومدمر" متوعدة بالرد.