جهاز قطر للاستثمار يتطلع إلى شراء حصص في 7 فنادق مصرية

الدوحة – يتطلع جهاز قطر للاستثمار (صندوق الثروة السيادية) إلى شراء حصص في سبعة فنادق تاريخية بمصر، في صفقة قد تمثل علامة فارقة بين البلدين اللذين أعادا العلاقات الدبلوماسية في عام 2021 بعد خلاف طويل الأمد.
وكشف مصدران مطلعان، طلبا عدم نشر هويتيهما، لوكالة رويترز الأربعاء أن الجهاز يجري محادثات مع صندوق مصر السيادي بشأن الصفقة التي يبدو أنها في مراحل متقدمة. وأوضح المصدران أن الجهاز، الذي رفض التعليق على الأمر كما هو الحال مع صندوق مصر السيادي، يدرس الاستحواذ على حصة تصل إلى 30 في المئة في الفنادق، دون أن يسميها.
ووضع الصندوق السيادي المصري اللمسات الأخيرة على طرح حصة 30 في المئة من رأسمال الشركة القابضة، التي تضم 7 فنادق حكومية، لصناديق خليجية ومستثمرين خلال الربع الأول من هذا العام. وتشمل تلك الفنادق ماريوت القاهرة وكتاراكت أسوان ومينا هاوس الهرم ووينتر بالاس الأقصر وسيسل الإسكندرية وموفنبيك أسوان وألفنتين أسوان.
30
في المئة من رأسمال الشركة القابضة، التي تضم 7 فنادق حكومية، تم طرحها لصناديق خليجية ومستثمرين خلال الربع الأول من هذا العام
وسبق أن أكد رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي أنه يجري العمل على إدماج فنادق حكومية تحت مظلّة شركة واحدة تمهيداً لطرحها بالبورصة أو على مستثمرين، وكذلك إدماج أكبر سبعة موانئ تحت كيان واحد تمهيداً لطرحها أيضاً.
وتواجه مصر، وهي أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، أزمة اقتصادية وانخفضت قيمة عملتها بمقدار النصف تقريبا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا العام الماضي، مما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب أكثر من 20 مليار دولار من أسواق أدوات الخزانة. وتسعى القاهرة إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، عبر طرح شركات حكومية في البورصة، ومن خلال الشراكة المباشرة في المشاريع والشركات القابضة مع مستثمرين رئيسيين.
كما تعمل على طرح بعض الأصول الحكومية أمام القطاع الخاص للاستحواذ على نسب منها، وتُقدّر قيمة هذه الأصول بنحو 40 مليار دولار، يجري طرحها على مدار 4 سنوات بمتوسط 10 مليارات دولار كل عام. وتشمل استثمارات جهاز قطر للاستثمار أصولا مميزة منها ناطحة سحاب ذا شارد أو ما يعرف بـ”برج جسر لندن” سابقا، ومتاجر هارودز في العاصمة البريطانية.
وفي حين يبدو أن الجهاز يبتعد عن الاستثمار في أصول كهذه ويحول تركيزه إلى قطاعات مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية والأسواق العامة والخاصة، إلا أن المصدرين ذكرا أن الفنادق مازالت تتناسب مع محفظتها الاستثمارية وتتفق مع خبرتها كمستثمر. وكشف أحد المصدرين أنه لن يتم تقييم الفنادق على أنها أصول عقارية، وإنما بوصفها شركات تتمتع بميزة تاريخية، حيث يعود بعضها إلى القرن التاسع عشر.
وكانت الحكومة المصرية قد قالت في وقت سابق إنها يمكن أن تبيع حصصها في فنادق مثل أولد كتاراكت المطل على النيل بمحافظة أسوان، ويعتقد أنه كان مصدر إلهام للرواية البوليسية “موت على ضفاف النيل” للكاتبة البريطانية أجاثا كريستي.