جهاد أزعور يطمئن حزب الله: لست مرشح تحدّ

حزب الله يريد فرض فرنجية إلى رئاسة لبنان.
الثلاثاء 2023/06/13
أزعور يدعو إلى تجاوز الاصطفافات

بيروت - وجّه مرشح الرئاسة اللبنانية جهاد أزعور الاثنين رسائل طمأنة لمعارضيه ولاسيما للثنائي الشيعي الممثل في حزب الله وحركة أمل، بأنه يطرح نفسه كعنوان تلاق وليس مرشح تحدّ أو مواجهة.

وجاءت تصريحات وزير المالية الأسبق والمسؤول في صندوق النقد الدولي، قبل يومين من انعقاد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للبنان. ويملك أزعور حسابيا القدرة على حصد الأصوات الكافية للفوز في مواجهة مرشح الثنائي الشيعي زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، وذلك من الجولة الثانية للاستحقاق.

ويرى متابعون أن أزعور يريد مع ذلك إيصال رسائل طمأنة للثنائي الذي قد يلجأ إلى خيار تعطيل الجلسات من خلال ضرب النصاب القانوني لعقدها أو اللجوء إلى الورقة البيضاء، خاصة وأن قيادات من حزب الله شددت في الأيام الأخيرة على أن الحزب لن يسمح بوصول “رئيس مواجهة” إلى قصر بعبدا.

سليمان فرنجية: لا أخجل من أنني أنتمي إلى مشروع سياسي معيّن
سليمان فرنجية: لا أخجل من أنني أنتمي إلى مشروع سياسي معيّن

ويريد حزب الله كما حليفته حركة أمل التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري فرض فرنجية المحسوب على “خط الممانعة” إلى رئاسة لبنان، لكن التقاء حليفهما السابق التيار الوطني الحر مع قوى المعارضة على ترشيح أزعور أعاد خلط أوراق الثنائي.

وقال أزعور إن ترشحه للمنصب “ليس تحدّيا لأحد” وإنما “دعوة إلى الوحدة والبحث عن جوامع مشتركة” للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد.

وذكر أزعور في بيان “لا أريد لترشيحي أن يكون تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعا”.

وتابع “لست سليل عائلة سياسية عريقة، ولا أنا ابن تجربة حزبية، ولست بطل طائفة في مواجهة طائفة أو طوائف أخرى”.

ومؤخرا، أعلنت الكتل المسيحية الكبرى في البرلمان الممثلة في “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” ترشيح أزعور لمنصب رئاسة الجمهورية، وذلك بعد نقاشات ومفاوضات أجرتها هذه الأطراف وأثمرت نتائجها عن دعمه.

وصدم هذا الترشيح الثنائي الشيعي الذي كان يراهن على عدم سير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في خيار وضع يده مع قوى المعارضة بشأن مرشح للمنصب.

ويرى متابعون أن الثنائي أخطأ تقدير موقف باسيل، مشيرين إلى أن الجانبين سيكونان مجبرين على الذهاب إلى الجلسة المقبلة وهما في موقف ضعف، وأن أي توجه لتعطيل الجلسة سيضعهما في مواجهة الداخل وأيضا الخارج الذي يبدو هذه المرة مصرا على إنهاء الجمود الرئاسي.

وفي محاولة من قبله للتأثير على موقف القوى المترددة في البرلمان بشأن مرشح الكتل المسيحية، صرح فرنجية الأحد، بأن “أزعور هو ابن المنظومة حيث شغل منصب وزير المالية في حكومة فؤاد السنيورة من 2005 إلى 2008”.

وقال فرنجية في كلمة ألقاها بعد قداس أقيم في ذكرى مجزرة إهدن إن “الناس يفرضون وجودنا على مساحة لبنان ولا أحد يزايد علينا بمسيحيتنا ووطنيتنا”. ورأى أنه “أتى الوقت لكي نُريح المسيحيين ونقول لهم إنّ الشريك في الوطن لم يأتِ لإلغائنا”.

وذكر بأن “اتفاق التيار والقوات كان لتقاسم الحصص على حساب الجمهورية”. وشدد “لا أخجل من أنني أنتمي إلى مشروع سياسي معين ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على الجميع في حال كنت رئيساً”.

منذ سبتمبر 2022 فشل البرلمان اللبناني في 11 جلسة آخرها بتاريخ 12 يناير في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون

ويرى متابعون أن المشهد الحالي يشير إلى أنه رغم المحاولات الجارية لعرقلة انتخاب أزعور لكن الغلبة ستؤول لصالحه، ما لم ينسحب التيار الوطني الحر من دعمه، ويجر البحث عن رئيس توافقي بينه والثنائي.

وفي بيانه أوضح أزعور “أمام هذا المشهد، لا خيار لنا سوى وضع ما يفرق بيننا جانبا، والتعالي على الاصطفافات والاعتبارات الضيقة، والاتحاد على هدف واحد مشترك هو إنقاذ بلادنا”.

وكان أزعور يشغل منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، لكنه علق مهامه حالياً بعد ترشحه تجنباً لأي تضارب للمصالح بحسب ما أعلن الصندوق مؤخراً، كما سبق أن تولى منصب وزير المالية (2005 - 2008).

ويستبعد متابعون أن تشهد الجلسة المنتظرة الأربعاء انتخاب رئيس جديد للبنان، لكن الأمر قد يحسم في الجلسة المقبلة لأزعور أو لمرشح ثالث كثر الحديث عنه في الفترة الأخيرة.

ومنذ سبتمبر 2022، فشل البرلمان اللبناني في 11 جلسة آخرها بتاريخ 12 يناير في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر 2022.

وإلى جانب الأزمة السياسية تعصف بالبلاد أزمة اقتصادية حادة منذ 2019 أدت إلى انهيار مالي وتدهور معيشي، بينما تسعى بيروت لعقد اتفاق مع صندوق النقد للتوصل إلى برنامج استدانة ووقف الانهيار.

2