جهاديون يستهدفون الجيش السوري لعرقلة تقارب دمشق وأنقرة

جماعة التوحيد الإسلامية تقرّ بشنّ هجمات بجنوبي إدلب، وزعيم هيئة تحرير الشام يتوعد هذا الشهر بمواصلة قتال الجيش السوري وحلفائه ردا على المحادثات العلنية بين أنقرة وحكومة دمشق.
الخميس 2023/01/19
تصعيد وسط مخاوف من حدوث تقارب بين دمشق وأنقرة

دمشق - شنّ مقاتلون جهاديون غارات على عدد من مواقع الجيش السوري الأربعاء في تصعيد لهجمات الكر والفر هذا العام في آخر معقل تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سوريا، وذلك مع وجود بوادر تقارب بين دمشق وأنقرة بوساطة روسية.

ويأتي تصعيد الجماعات الجهادية بجنوب إدلب الذي أكد وقوعه الجيش السوري ومقاتلو المعارضة كمحاولة منها لعرقلة أي تقارب بين النظامين السوري والتركي، بعد أن شنت هيئة تحرير الشام هجمات متتالية ضد الجيش السوري خلال الأسابيع الماضية مع توقعات باستهدافها القواعد الروسية.

وتتخوف هذه الجماعات من تسارع خطوات التقارب بين تركيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، وانعكاسها على الواقع الميداني والإنساني، بعدما ازدادت في الأيام الماضية المعلومات عن اجتماعات جرت مؤخرا في دمشق على مستوى قادة الاستخبارات في البلدين، وتضمّنت أيضا مناقشات حول العودة الآمنة للاجئين إلى ديارهم.    

وكان الرئيس السوري قد اشترط لتطبيع العلاقات مع تركيا أن تقوم بسحب قواتها وإنهاء الاحتلال للأراضي السورية والتوقف عن دعم المعارضة السورية، ورد النظام التركي على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن بالتلويح مجددا بشن حملة عسكرية برية ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمال شرقي البلاد.

ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين شخص في المنطقة التي أصبحت ملجأ للكثير من النازحين، ومن بينهم مقاتلون من المعارضة مدعومون من تركيا وأسرهم فروا من مناطق سيطر عليها الجيش السوري المدعوم من روسيا.

وتصاعد الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية في عام 2011 إلى حرب أهلية اجتذبت قوى أجنبية وتسببت في أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت جماعة التوحيد الإسلامية المرتبطة بجماعة هيئة تحرير الشام الجهادية الرئيسية إن مقاتليها شنوا هجوما انتحاريا على الخطوط الأمامية في معرة موحص بجنوب محافظة إدلب، بالقرب من الحدود مع تركيا.

وقال أبوحمزة، وهو أحد أعضاء الجماعة، إن مقاتليها تمكنوا من مداهمة عدة "مواقع للعدو" وقتلوا عددا منهم. وأضاف أبوحمزة أن الجماعة استخدمت أسلحة ثقيلة وصواريخ في أكبر هجماتها هذا العام.

وقالت هيئة تحرير الشام إنها كثفت الغارات والهجمات الانتحارية في الأشهر الثلاثة الماضية على مواقع للجيش السوري والجيش الروسي على طول الجبهات في شمال غرب سوريا.

وتعهد أبومحمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، هذا الشهر بمواصلة قتال الجيش السوري وحلفائه بعد أيام على أعلى مستوى من المحادثات العلنية بين أنقرة وحكومة دمشق منذ بدء الحرب السورية في 2011.

وأدى التقارب إلى قلق جماعات المعارضة من أن تتخلى تركيا عنها. وتقدم تركيا السلاح وتنشر الآلاف من القوات في مناطق المعارضة، مما حال دون تقدم الجيش السوري المدعوم من روسيا.

وقال بيان للجيش السوري إنه دحر الهجمات بعد اشتباكات استمرت ساعات أسفرت عن مقتل أو إصابة 12 مهاجما.

وذكر بيان الجيش أيضا أن القوات الروسية ساعدته في الآونة الأخيرة في تدمير عدة مراكز تدريب "للإرهابيين" في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب.

وقال سكان في المنطقة إن مواقع للجيش السوري قصفت عدة قرى في منطقة مرتفعات جبل الزواية القريبة، فيما كان انتقاما فيما يبدو لهجمات معرة موحص، مما أسفر عن مقتل مدني واحد على الأقل وإصابة عدة أشخاص.

وقالت مصادر من المعارضة إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قادمة من قاعدة رئيسية على الساحل السوري المطل على البحر المتوسط كانت تحلق على ارتفاع شاهق، لكنها لم تشارك في القتال.

وذكر مصدران آخران أن جماعة جهادية أخرى، وهي أحرار الشام، هاجمت عدة مواقع للجيش السوري في ريف حلب الغربي المجاور الأسبوع الماضي.