جنود ليبيون جرحى يتابعون محادثات السلام في تونس ولسان حالهم "حاذروا من تركيا"

ليبيون يدعون إلى تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.
الاثنين 2020/11/09
نريد حياة أفضل

بنغازي (ليبيا) - من على كرسيه المتحرك في بنغازي، يقدم رامي العبيدي نصائح لمبعوثين بدأوا محادثات في تونس، الاثنين، حول مستقبل ليبيا السياسي بما في ذلك إجراء انتخابات عامة وتشكيل سلطة انتقالية جديدة.

وأُصيب العبيدي (24 عاما)، وهو جندي في الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بعيار ناري في الرئة وفقد ساقه وكفيه حين أُصيب بقذيفة مورتر خلال هجوم على طرابلس انتهى في يونيو الماضي.

وقال، وهو يكشف عن مكان خروج الرصاصة في خاصرته، "استمعوا من إنسان لا يريد شيئا من دنياه.. الحل تتشكل لجنة من الجميع وناس قلبها ع الوطن مش على مصالح شخصية".

ويشك العبيدي كالعديد من الليبيين، في أن تسفر المحادثات عن حل طويل الأمد للفوضى وإراقة الدماء المستمرة في ليبيا منذ نحو عشر سنوات على الرغم من وقف إطلاق النار المتفق عليه الشهر الماضي.

وتعود هذه الشكوك إلى تصعيد النظام التركي وتحريضه لأدواته في ليبيا على عدم الامتثال لما ستنتهي إليه اجتماعات تونس، لاسيما أن أردوغان سبق له أن أعلن رفضه المستتر لاتفاق اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5، ووصفه بـ"الهدنة الهشة" في إشارة واضحة إلى أنه لن يفرط في هيمنته على غرب ليبيا.

وقال معتز الفرجاني، وهو مصاب آخر من مقاتلي الجيش الوطني الليبي، إنه يخشى من نفوذ تركيا التي تدعم الحكومة المتمركزة في طرابلس"، مضيفا "ذهبنا (للقتال) في سبيل وطننا. نريد حياة أفضل".

وبعد واحدة من أدمى نوبات الحرب التي تعصف بليبيا من حين لآخر منذ عام 2011، يشعر الليبيون بالتعب. وتأمل الأمم المتحدة، التي تتوسط في المحادثات، أن يحفز ذلك الطرفين على التوصل إلى حل.

وعلى الجانب الآخر في ليبيا، الجانب المقابل من الجبهة التي يوجد فيها العبيدي والفرجاني ببنغازي، احتجت مجموعة من النساء في مدينة مصراتة الساحلية بغرب البلاد على غياب أي مساعدة من الدولة لهن بعد أن فقدن أزواجهن أو أولادهن في القتال. وكانت من بينهن حواء الرملي التي قُتل زوجها في 2011.

وقالت حواء "بالنسبة للحوار اللي صار، إذا كان فيه تصالح ومعدش فيه إراقة دماء، إحنا تعبنا من إراقة الدماء، يعني لنا عشر سنوات على نفس الحكاية والدائرة".

وأضافت "إحنا نبوا (نريد) الصلح لكن مع العلم إحنا فيه ناس لازم يُحاسبوا، القانون لازم يطولهم، يعني هم بعدين توا بعد الحوار فيه ناس لازم يتحاكموا، فيه ناس لازم تاخد العدالة مجراها معاهم".