جنوب السودان يعود إلى مربع العنف

مقتل 18 مدنيا في اشتباكات بين جيش جنوب السودان والمتمردين بمنطقة بانكيتا بعد أقل من 72 ساعة من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
الثلاثاء 2018/07/03
تبادل الاتهامات بين الجيش والمتمردين

جوبا - قتل الاثنين العشرات من الأشخاص في اشتباكات بين جيش جنوب السودان والمتمردين في منطقة أعالي النيل، فيما يعدّ انتهاكا آخر لاتفاق وقف إطلاق النار وقّعته الأطراف المتنازعة في الخرطوم الأسبوع الماضي ولم يمض على توقيعه أكثر من 72 ساعة.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان لول رواي كوانج لوكالة الأنباء الألمانية “جاء المهاجمون وهاجموا منطقة بانكيتا القريبة من حقل أدار النفطي وقتلوا 18 مدنيا”، مضيفا “بين القتلى ثلاثة إثيوبيين وسودانيين اثنين كانوا يقومون بأعمال تجارية مع السكان المحليين بالمنطقة".

 ولم يحظ أحدث اتفاق وقف إطلاق نار يتم التوصل إليه خلال مباحثات السلام بين الرئيس سيلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار، أواخر الأسبوع الماضي، بفرصة لتطبيقه السبت، حيث اندلعت أعمال عنف قبل فترة قصيرة من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، فيما يتهم كل طرف الآخر بأنه وراء أعمال العنف.

وقال لام بول جابريل المتحدث باسم المتمردين إن القوات الحكومية هاجمتهم أولا لرغبتها في “السيطرة على مزيد من الأراضي قبل سريان وقف إطلاق النار الدائم”.

وفي ديسمبر الماضي، أبرمت حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة، اتفاقاً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لوقف العدائيات، وفتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين كجزء من مبادرة لإحياء اتفاقية السلام الموقّعة بين الجانبين 2015، سرعان ما تّم خرقها.

وانزلقت جنوب السودان، التي تعد أحدث دولة في العالم، بعد انفصالها عن السودان عام 2011، في أتون للحرب الأهلية عام 2013 عقب أن اتهم سلفاكير نائبه حين ذاك مشار بالتخطيط لشن انقلاب.

 وبينما اندلعت الحرب في البداية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان، الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار، ظهرت منذ ذلك الحين ميليشيات أصغر تتقاتل في ما بينها ما يثير الشكوك بشأن قدرة الزعيمين على وقف الحرب.

ولتحقيق حد أدنى من النتائج، يفترض أن يتجاوز الرجلان اللذان طبعت المنافسة بينهما مصير جنوب السودان منذ استقلاله في 2011، غياب الثقة بينهما، لكن من غير المؤكد حسب محللين، أن يكون سلفاكير مستعدا لتقديم أي تنازلات لأن قواته على وشك التفوّق عسكريا في مواجهة حركة تمرد تزداد تفككا.

5