جنبلاط يتراجع عن موقفه من التطبيع مع إسرائيل: لنؤجله قليلا

الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي يدرك أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التطبيع العربي – الإسرائيلي، وبالتالي فإن عليه تخفيف حدة موقفه.
الخميس 2025/05/15
وليد جنبلاط: لدي تحفظ على الصلح مع إسرائيل في الوقت الراهن

بيروت - لوقت قريب كان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في مقدمة الرافضين للتطبيع مع إسرائيل وبشكل قطعي، لكن هذا الموقف بدأ يتآكل، تماشيا مع الحالة الإقليمية، التي يبدو أنها منفتحة على المزيد من المصالحات مع الدولة العبرية.

ويرى متابعون أن تغير موقف جنبلاط ليس بالغريب بالنظر للبراغماتية المعروف بها، لافتين إلى أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي يدرك أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التطبيع العربي – الإسرائيلي، على الرغم مما يجري حاليا في غزة، وبالتالي فإن عليه تخفيف حدة موقفه.

وقال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، في كلمة أدلى بها من منطقة بكفيا، شرق لبنان، الأربعاء “لدي تحفظ على الصلح مع إسرائيل في الوقت الراهن و’خلينا نأجلوا شوي’، واتفاق الهدنة أفضل وعندما يصالح العرب إسرائيل جميعهم يأتي دورنا.”

وشهدت الساحة الدرزية انقساما واضحا بين مؤيدين للتقارب مع إسرائيل، ومعارضين للخطوة، وظهر هذا الخلاف لاسيما بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، وتولي إسلاميين السلطة في دمشق.

وقد عملت إسرائيل على استغلال هواجس الأقلية الدرزية في سوريا حيال الحكام الجدد، وقدمت نفسها على أنها الحامي لها.

الزعيم الدرزي أعرب عن شكره للرئيس الأميركي على قراره رفع العقوبات عن سوريا، معتبرا أن الخطوة تحمل "أثرا إيجابيا" على لبنان والمنطقة

وتعمق الانقسام في المجتمع الدرزي بعد أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها بلدتا صحنايا وجرمانا في دمشق.

ويقول المتابعون إن تغير موقف جنبلاط، أو تخفيف نبرته حيال إسرائيل، يرتبط بشكل كبير بإمكانية قبول دمشق بالتطبيع مع تل أبيب، وهو ما ألمح إليه الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية الأربعاء.

وأعرب الزعيم الدرزي عن شكره للرئيس الأميركي على قراره رفع العقوبات عن سوريا، معتبرا أن الخطوة تحمل “أثرا إيجابيا” على لبنان والمنطقة.

وكان ترامب قد أعلن الثلاثاء خلال “منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي 2025” في العاصمة السعودية الرياض، عن قراره رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكدا أن الهدف من ذلك هو “منح الشعب السوري فرصة للنمو والتطور.”

وأوضح ترامب أن القرار جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي سياق حديثه، أكد جنبلاط على ضرورة العمل من أجل “لبنان جديد”، وشدد الزعيم الدرزي على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي فورا من الأراضي اللبنانية، معتبرا أن وجود أي سلاح غير لبناني داخل البلاد يشكّل “اعتداء على السيادة الوطنية”.

وفي ما يخص الوضع الأمني، قال جنبلاط إن الجيش اللبناني يقوم بواجباته، مؤكدا أهمية تقديم المزيد من الدعم له “من دون شروط”.

وفي الثامن من أكتوبر 2023، اندلعت مواجهات بين إسرائيل وحزب الله، لتتحول إلى حرب واسعة في الثالث والعشرين من سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وفيما يواصل الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي، رفضت إسرائيل استكمال انسحابها، حيث نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية.

2