جنبلاط: المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لإنقاذ لبنان

الزعيم الدرزي يحذر ميشال عون وحليفيه حزب الله وحركة أمل من عرقلة المبادرة الفرنسية.
الأربعاء 2020/09/16
جنبلاط: هواة جدد على الساحة

بيروت – أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط أن الجهود التي تقودها فرنسا لإخراج لبنان من الأزمة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد، فيما بدا تحذيرا للرئيس ميشال عون وحليفيه حزب الله وحركة أمل من أن القادم أسوأ في حال تم عرقلة المبادرة الفرنسية.

وكتب جنبلاط على موقعه على تويتر "يبدو أن البعض لم يفهم أو لا يريد أن يفهم بأن المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لإنقاذ لبنان ومنع زواله كما قال وزير خارجيتها (جان إيف لودريان) بكل وضوح".

 ولفت الزعيم الدرزي إلى عودة "كبار الفرقاء إلى لعبة المحاصصة مع إدخال أعراف جديدة دون الاتصال بأحد يقودها هواة جدد على الساحة. وشكرا للسيد بومبيو على لزوم ما لا يلزم"، في غمز إلى تصريح لوزير الخارجية الأميركية حذر فيها باريس من أن حزب الله سينسف جهودها في لبنان.

وتأتي تصريحات جنبلاط بعد زيارة قام بها إلى العاصمة الفرنسية في 13 سبتمبر الحالي، فيما بدا محاولة للاستطلاع عن قرب ما يقع بحثه في الشأن اللبنانين وما هي التوجهات في حال فشلت جهود تشكيل الحكومة.

وانتهت المهلة الفرنسية لتشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة مصطفى أديب، دون تحقيق أي خرق في ظل إصرار كل من حزب الله وحركة أمل على التمسك بحقيبة المالية، والتدخل في تسمية الوزراء من الحصة الشيعية.

وأكدت مصادر سياسية لبنانية أن موقف حزب الله، المدعوم من إيران وحليفته أمل يضعان رئيس الوزراء المكلّف مصطفى أديب أمام خيار واحد يتمثل في إبلاغ رئيس الجمهورية اعتذاره عن عدم قدرته على تشكيل حكومة.

وأضافت المصادر أن أديب لن يزور بعبدا، الأربعاء، وقد تم تأجيل الموعد إلى الخميس، لفسح المجال أمام الاتصالات السياسية حول الحكومة.

ويواجه أديب مصاعب جمة في الوصول إلى اتفاق حكومي يرضي جميع الأفرقاء السياسيين اللبنانيين، دون استفزاز المجتمع الدولي.

وقال الإعلامي اللبناني، سالم زهران، القريب من حزب الله الثلاثاء، في تغريدة على حسابه على "تويتر" "إن الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة مصطفى أديب بات على موعد مع تقديم اعتذاره عن التكليف بهذه المهمة". وأضاف "إلا إذا حصلت "معجزة سياسية" ونعتقد أن زمن المعجزات قد انتهى..!".

وتابع "حمى الله لبنان الواقع على خط الزلزال الدولي الإقليمي بانتظار هوية ساكن البيت الأبيض وما سيحمله من مواجهات أو تسويات!".

وتحاول باريس استغلال فترة المراوحة الأميركية بسبب الانتخابات لترتيب البيت الداخلي اللبناني وفق مبادرتها، لكن يبدو أن مؤشرات فشلها بدأت تلوح في الأفق وهو ما ينذر بتشدد غير مسبوق من واشنطن التي انتقد رئيس دبلوماسيتها مايك بومبيو في وقت سابق الرئيس الفرنسي على خلفية لقائه برئيس الكتلة النيابية لحزب الله محمد رعد.

وأكد بومبيو لا يعني أنّ العلاقات الفرنسية- الأميركية، بخصوص الملفين الإيراني واللبناني، متباينة فحسب، بل يشي، أيضا، بأن القنوات الدبلوماسية والسياسية التي تربط البلدين الحليفين لم تعد تُجدي نفعا، في هذه المرحلة.

ويتمحور الخلاف بين فرنسا والولايات المتحدة حول حزب الله، فواشنطن التي تصنفه بجناحيه تنظيما إرهابيا تطالب بضرورة عزله سياسيان وأن لا يكون له اي حضور مباشر أو غير مباشر في الحكومة اللبنانية المقبلة، ترى باريس بأن الحزب أمر واقع في لبنان ولا يمكن تجاوزه.

وتعتقد واشنطن أنّ الإيجابية التي سبق وأبداها عدد من اللاعبين السياسيين اللبنانيين تجاه مبادرة ماكرون، كانت تهدف إلى توسّله ليساعدها في صدّ "الهجمة الأميركية"، على أن يعود الجميع إلى طبيعته، بمجرد ثبات عجز ماكرون عن ذلك.

وتشي التعقيدات اللبنانية في ملف تشكيل الحكومة الجديدة بأنّ الإدارة الأميركية ليست مخطئة أبدا في توقعاتها، فمن يفترض بهم "رد الجميل" لماكرون يتولّون بأنفسهم نسف مبادرته.

والمبادرة الفرنسية تقوم على مهل ومبادئ، المهلة الأولى التي على أساسها تحل المهل الأخرى-ومن بينها مؤتمر دولي جديدة لدعم لبنان-حلّت، وهي تتعلّق بتشكيل الحكومة، بطريقة مختلفة تماماً عمّا كانت عليه الأمور سابقاً. وتؤكد الوقائع اللبنانية أن لا المهلة جرى احترامها ولا مبادئ التشكيل.