جميل أبوصبيح شاعر يسرد ملاحمه بالقصائد

الزرقاء (الأردن) - نظمت مديرية ثقافة الزرقاء مؤخرا في قاعة مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي أمسية أدبية قدم فيها الشاعر والإعلامي عمر أبوالهيجاء قراءة نقدية في سرديات الشاعر جميل أبوصبيح.

وقرأ الشاعر أبوصبيح، خلال الأمسية التي حضرها مدير الثقافة أيمن عرار، وجمع من الشعراء والكتاب والمهتمين، نماذج من سردياته الشعرية ومنها “ملاك البحر” و”القمر” والأحلام.

وقال الشاعر أبوالهيجاء إن الحديث عن سرديات الشاعر جميل أبوصبيح يضعنا أمام تجربة شاعر مختلف له السبق في تجربة السرد الشعري، ويعد من رواد قصيدة النثر، إذ أخذ يؤسس بأسلوب شعري سردي من منظور متطور عبر منجزه الإبداعي بدءا من كتابته للقصيدة العمودية مرورا بقصيدة التفعيلة ووصولا إلى قصيدة النثر، حيث يعد أحد روادها عبر تشكيلاته الشعرية والفتوحات اللغوية لقصيدته مؤسسا لقصيدة السرد والتي عرفت بسرديات جميل أبوصبيح”.

الشاعر جميل أبوصبيح يضعنا أمام تجربة مختلفة يفتح فيها أبواب قصيدة النثر العربية على عالم السرد الملحمي

وأضاف أن الشاعر أبوصبيح يدهشنا بتراكيبه اللغوية وتفاصيل الحياة، حيث عمل على منجزه الإبداعي بروية منفردا بصوته الخاص وصوره المتدفقة وإيقاعه المختلف.

وتحدث عن قصيدته المعروفة “ملحمة الكائن الحربي” التي تعد بوابة من بوابات الدخول إلى عالم آخر للقصيدة العربية التي يعود فيها أبوصبيح إلى بواكير طفولته ساردا تجربة الروح وشتاتها وتفاصيلها، مشيرا إلى أن النص الشعري عند أبوصبيح يشد المتلقي برائحة الإيقاع والموسيقى التي تتوالد من تقارب المفردات وجرسها الموسيقي، فتمتزج مع إيقاع الكلمة بروح مفعمة بكلاسيكية عالية تنفذ إلى الروح المسكونة بنبض الحرف وإيقاع الحياة.

وتابع أبوالهيجاء في مداخلته أن هذه الكلاسيكية الشعرية السردية في قصائد الشاعر مفعمة بخيال خصب ولغة بصرية، إذ أن أبوصبيح يضعنا أمام مشهديات بصرية تتداخل فيها الدراما الإنسانية بتشكيلات لغوية منسابة، ويروي لنا لوحات فنية رسمها بعين لاقطة متبصرة للأشياء وتمثل لقطات سينمائية تتخللها حوارات ومحاورات للروح القلقة على عتبة الحياة وجدلية الموت ضمن رؤيته الفكرية العميقة مشتبكا مع الواقع الأكثر وحشة واغترابا.