"جمهورية مصر فقط" تعيد جدل الهوية المصرية على مواقع التواصل

جدد الملياردير المصري نجيب ساويرس، سجالا بشأن الهوية المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب اقتراحه حذف كلمة العربية من اسم "جمهورية مصر العربية" وانتشرت ردود الفعل المطالبة بمراعاة الخصوصية المصرية بينما رآها آخرون بأنها تنكر للعروبة.
القاهرة - أثارت تغريدة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد مطالبته بحذف كلمة “العربية” من اسم “جمهورية مصر العربية”، وهو المقترح الذي يثار بين حين وآخر ويتسبب بانقسام بين الناشطين وسجال تاريخي حول هوية مصر.
واعتبر ساويرس أنه لا داعي لإضافة كلمة “عربية” إليها، مما أثار استغراب العديد من متابعيه وأشعل النقاشات حول الهوية والانتماء.
وعبّر الكثير من رواد مواقع التواصل عن رفضهم لهذا الرأي، معتبرين أن مصطلح “العربية” جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، نظرًا للانتماء الثقافي واللغوي لمصر في العالم العربي.
وجاء الجدل بعد تعليق إحدى المتابعات على منصة إكس قائلة “تحيا جمهورية مصر العربية.. آخر ناس اتضايقت من كلمة العربية كانوا اليهود وهربوا من مصر وقتها… لكن المسيحيين بقالهم فترة ماشيين على نفس الخطى، خير؟”
ورد عليها ساويرس قائلًا:
"أنا مصري أولا وعربي ثانيا.. لا خلاف على عروبتنا.. وبالتالي لا داعي للإضافة، لأنها لغتنا وتجمعنا جميعا".
وأثار هذا التعليق تباينًا في ردود الأفعال، حيث رأى البعض أن موقف ساويرس يعكس فكره القومي المصري بعيدًا عن التصنيفات الأخرى، بينما اعتبر آخرون أن حذف كلمة “عربية” قد يثير حساسية حول الهوية الوطنية، مما دفع الجدل إلى الاشتعال على مواقع التواصل، فقال ناشط:
nabil19910@
وجهات نظر مع اختلافي كلمة عربية وعربيا مذكورة في القرآن وكذلك مصر فلنا الشرف العظيم لقيام الساعة بهذان الإسمان ولا نختلف كثيرا في أمور قد تُحدث شقاق وخلاف في المجتمع دعونا نفكر في بكره ومستقبل بلدنا تحياتي للجميع
وحفظ الله جمهورية مصر العربية
وسخر آخر من الفكرة قائلا:
AmrMersal5@
خلاص نشيل مصر بالمرة لأننا مصريين و ما فيش داعى لاضافتها .. و تبقى اسمها “جمهورية” بس .. و اللى يسال انت منين نقوله جمهورية اصل نجيب ساويرس شايف ان المعروف لا يعرف و مش مهم للاضافة
وأبدى الكثير من الناشطين وجهة نظرهم التي تتحدث عن الخصوصية المصرية المنفردة التي لا علاقة للعرب بها، وجاء في تعليق:
mohmed_alsa3ed@
مصر فيها عرب ولكن الغالبية مصريين واللغة (الأصلية) أكيد مش العربي وحتى اسمها (الأصلي) كيميت وحالة فقدان الهوية هينتهي قريبا بالتأكيد
الجدل حول الهوية المصرية قديم متجدد، ويقول المؤرخون إن ثلاثة أسماء عرفت بها مصر منذ زمن بعيد
ورأى مغرد:
Mohamed98077226@
مافيش اى علاقة بين الاسلام او المسيحية بالعودة الى الهوية المصرية
ومافيش تعارض مع اى انتماءات اخرى بسبب اللغة او الموقع الجغرافى
انما العودة الى الهوية المصرية عودة الى الجذور واعلاء للشأن المصرى والمواطن المصرى قبل اى شئ آخر
وكتب آخر:
Newandchanged@
نحن مصريون فقط… اللغة ليست هوية. دول كثيرة لها نفس اللغة ولكنها لا تنتمي لبعضها. كم دولة تتحدث الأسبانيا غير إسبانيا؟ كم دولة تتحدث الفرنسية غير فرنسا؟ كم دولة تتحدث الإنجليزية غير بريطانيا؟ اللغة ليست هوية
وعلق ناشط على تغريدة رجل الأعمال:
Gehad_el_barody@
لا طبعا في خلاف على عروبتنا
سبق أن أيد الكاتب الصحفي أسامة الغزالي حرب الدعوة بإعادة اسم مصر الرسمي ليكون مصر فقط، وليس جمهورية مصر العربية
ولا حضرتك حابب تمسك العصاية من النص
والجدل حول الهوية المصرية قديم متجدد، ويقول المؤرخون أن ثلاثة أسماء عرفت بها مصر منذ زمن بعيد.. الأول “كيميت” ومعناه “الأرض السمراء” بلون طمي نهر النيل، والثاني باللغات اليونانية والأوروبية “ايجيبت”، اشتقاقا من “أجيب” بمعنى الماء الأزلى.. أما مصر فهي تسمية عربية سامية تعنى “البلد المبسط المكنون”، ومع الفتح الإسلامي تجاور اسما “كيميت” و”مصر” ثم صار هو الغالب في القرن الرابع من الهجرة عندما أصبحت العربية اللغة السائدة.
واستمر اسم مصر من عهد الخلفاء الراشدين، ثم الأمويين، والعباسيين.. وفي عهد الفاطميين أصبحت مقر الحكم، وكذلك مع المماليك حتى الاحتلال العثماني، ومع زواله عادت لمصر بعض أشكال الحرية حتى جلاء الإنجليز.
وسبق أن أيد الكاتب الصحفي أسامة الغزالي حرب الدعوة بإعادة اسم مصر الرسمي ليكون مصر فقط، وليس جمهورية مصر العربية.
وقال إنه يؤيد وبلا أي تحفظ هذا المطلب متمنيا أن يجد الدعم والتأييد من أكبر عدد من المواطنين، من كل الفئات والأطياف، من كل النقابات والاتحادات…إلخ.
كما صرحت سمر فرج فودة، ابنة الكاتب المصري قائلة “لسنا عربا ولسنا أفارقة، ولسنا دولة مسلمة.”
وكتبت عبر صفحتها على فيسبوك، “نحن لسنا عربا، نحن نتحدث اللغة العربية فقط ونجيد بقية اللغات. نحن لسنا أفارقة، بل تقع دولتنا في أطراف القارة الأفريقية شمالا بحكم الموقع. نحن لسنا دولة إسلامية، ولكن أغلب شعبنا يدين بالإسلام.”
وأضافت “نحن لسنا هذا ولا ذاك، نحن مصريون فراعنة، قبل كل شيء وأي شيء، أول حضارة في العالم، أول من علم الجميع جميع الفنون والعلوم والقوانين والطب والهندسة والدساتير والتوحيد والدين والنظام الدولي.”
البعض أكد أنه مصر دون العروبة والإسلام لا تساوي شيئا، مؤكدين أننا في أشد الحاجة إلى التوحد لا التشرذم
كما أثيرت مسألة الهوية المصرية في الحوار الوطني المصري حيث تم تخصيص أربع جلسات عن سؤال الهوية المصرية، تحدث فيها 150 مشاركا على مدى سبع ساعات.
وخلال الجلسات أوضح الدكتور جمال عبد التواب، أن “هويتنا الوطنية تكونت في القرن التاسع عشر في سياقين أحدهما نهضوي والآخر استعماري أو بمعنى أدق يعادي الاستعمار، واستغرقت مصر عشرات السنين في الصراع لدرء المعتدين، مطالبا بضرورة إعادة التوازن إلى الهوية المصرية الجامعة.”
وتابع بالقول إن صراعات الهوية متجددة، و”أحد أسبابها إخفاقنا في المكون النهضوي. فأي أمة في أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية تعيد صياغة الأسئلة المأزومة من قبيل الهوية، ومن ثم فمن الضروري التركيز الآن على السياق النهضوي والإطار الجامع للهوية المصرية.”
ومن بين المتحدثين المحامي والباحث التاريخي سامي حرك، الذي قال إن “قوة أو ضعف الهوية يوضحان قوة أو ضعف مشاعر الولاء والانتماء، كما أنهما يحددان قوة أو ضعف النسيج الاجتماعي. الهوية طبقات متوازية ومتعايشة، وليست متقاطعة ولا متخاصمة، منها الوطني والجغرافي والعرقي والديني والمهني والرياضي والشخصي.”
وكانت مطالب حرك هي أن تعبر أسماء المدن والشوارع عن الشخصيات والرموز المصرية وليس الأجنبية، وأن تحتفل الحكومة بالسنة المصرية وليس الميلادية، والمطالبة بالاعتراف بلغة الشعب العامية باعتبارها التطور الطبيعي للغة المصرية القديمة.
أما المخرج المصري عمرو سلامة، فقارن بين الهوية الكورية والمصرية، فقال حتى الثمانينات كان وضع الشعب الكوري أسوأ من مصر، والآن تغيرت الأوضاع في كوريا تماما، ففي غضون عشرين عاما استطاعت كوريا بلغتها المحدودة (يتحدثها 50 مليون مواطن كوري) أن تحصد أهم جوائز فنية في العالم، واستطاعت الترويج للموسيقى الكورية، ثم نجحت في تصنيع الهواتف المحمولة والسيارات حتى أصبحت العلامات التجارية تحظى بسمعة دولية طيبة، وتخترق الأسواق المصرية والعربية وأسواق العالم. كل ما حدث أن الدولة قررت أن تتبنى خطة للتحديث الصناعي والثقافي والمعرفي. قررت كوريا بشكل واعٍ تطبيق نظام صارم للتطور، حتى غزت كوريا العالم بثقافة محدودة ولغة محدودة.
على الجانب الآخر أكد البعض أنه مصر دون العروبة والإسلام لا تساوي شيئا، مؤكدين أننا في أشد الحاجة إلى التوحد لا التشرذم.