جماعات الضغط الأميركية في قلب المعركة الانتخابية الإسرائيلية

غانتس يتوقع اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالجولان السوري أرضا إسرائيلية لدعم نتنياهو.
الأربعاء 2019/03/13
نتنياهو يراهن على استمرار دعم أيباك

تل أبيب – تتجنب جماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة، وأبرزها اللجنة الأميركية الإسرائيلية  للشؤون العامة “أيباك”، الخوض في الوضع الداخلي الإسرائيلي، بيد أن ذلك لا يعني وفق متابعين أنه ليس لها تأثير، بل العكس، وهو ما يفسر تسابق المتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية العامة المقررة الشهر المقبل على عرض برامجها الانتخابية أمام هذه الجماعات، وكسب دعمها.

وأعلن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود (يمين) ورئيس تحالف “أزرق أبيض” (نسبة إلى العلم الإسرائيلي) الجنرال السابق بيني غانتس أنهما يعتزمان حضور المؤتمر السنوى لمنظمة الأيباك الذي يعقد في واشنطن، بين 24 و26 مارس أي قبل أسبوعين فقط على الانتخابات التي ستجرى في 9 أبريل.

ودأب نتنياهو منذ سنوات على المشاركة في المؤتمر الذي يعد مناسبة ضخمة يحضرها القادة اليهود في الولايات المتحدة، وصانعو القرار الأميركيين، إضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي الأجانب.

ويرتبط نتنياهو بعلاقات وثيقة مع الأيباك، بيد أنه في الفترة الأخيرة برز فتور بينهما، على خلفية التوجهات الانتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الطامح لولاية خامسة، بالتحالف مع “القوة اليهودية” التي يتبنى قادتها رؤية الحاخام المتشدد مائير كاهانا.

 وكاهانا هو زعيم حزب كاخ الذي مُنع من خوض انتخابات الكنيست في العام 1988 قبل أن يوضع على قائمة المنظمات الإرهابية في كل إسرائيل والولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي عام 1994، بالنظر إلى مواقفه الموغلة في العنصرية تجاه الفلسطينيين والعرب عموما.

وتعرض نتنياهو مؤخرا لهجوم نادر من لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية بسبب هذا التحالف المثير مع أنصار كاخ. وقالت الأيباك “نتبع سياسة قائمة منذ فترة طويلة تتمثل في عدم الاجتماع مع أعضاء من هذا الحزب العنصري والبغيض”.

وأيدت الأيباك بوجه عام سياسات نتنياهو خلال 13 عاما له في السلطة على الرغم من أن بعض المنظمات الأميركية اليهودية عبرت عن تحفظات إزاء تحرك إسرائيل باتجاه اليمين.

وأوضحت أفيتال ليبوفيتش مديرة مكتب اللجنة الأميركية اليهودية في القدس “نحن عادة لا نتدخل في الانتخابات، ولكن في هذه الحالة نحتاج إلى أن يكون صوتنا مسموعا”.

ويرجح مراقبون أن يستغل نتنياهو مناسبة المؤتمر السنوي للأيباك في تبرير خطوته بالانفتاح على “القوة اليهودية”، وباقي عناصر الطيف اليميني باعتبارهم ماكينة انتخابية قادرة على تحقيق الفارق في ظل المنافسة الشرسة التي يواجهها من تحالف غانتس، الذي تكاد إحصائيات سبر الآراء تجمع على تقدمه أمام الليكود.

وسيتحدث نتنياهو أمام المؤتمر يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري، كما سيلتقي على هامش المؤتمر بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

ويبدو أن ترامب نفسه يميل إلى دعم نتنياهو حيث سبق أن أشاد بكفاءته وحنكته، إثر سؤاله عن موقفه من قرار المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، بتوجيه اتهامات لزعيم الليكود في ثلاث قضايا فساد.

Thumbnail

ويتخوف تحالف “أزرق أبيض” من أن يتحول هذا الميل إلى دعم ملموس كإعلان ترامب اعترافه بالجولان السوري المحتل أرضا إسرائيلية قبيل الاستحقاق، ما يشكل هدية كبرى لنتنياهو يسوقها لدى الرأي العام الإسرائيلي الذي لا يزال يتأرجح بين دعمه لتحالف نتنياهو وبين دعمه لتحالف غانتس، وإن كانت الكفة تميل حاليا إلى الأخير.

وقالت القناة الإسرائيلية (13) إن قادة تحالف “أزرق أبيض” يتوقعون أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه مع نتنياهو، عن اعتراف الولايات المتحدة بالضم الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية.

وأضافت أن قادة “أزرق أبيض” يعتقدون أن مثل هذا الاعتراف، سيمثل دفعة سياسية قوية لنتنياهو عشية الانتخابات الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، لقناة الأخبار الإسرائيلية (كان)، مساء الاثنين، إن هناك أجواء إيجابية في البيت الأبيض حول دعم الضم الإسرائيلي لمرتفعات الجولان”. وسبق أن أبدت الولايات المتحدة ترددا في اتخاذ هذه الخطوة رغم الضغوط الإسرائيلية، في ظل حساسية الأمر، بيد أن العديد من المؤشرات توحي بأن إدارة ترامب تتجه نحو اتخاذ هذا القرار.

وكانت إسرائيل قد احتلت مرتفعات الجولان السورية في العام 1967. وفي العام 1981 أقر الكنيست قانون ضم مرتفعات الجولان إلى إسرائيل.

ويقول محللون إن نتنياهو يملك أكثر من ورقة رابحة يمكن أن يغير من خلالها مزاج الرأي العام الإسرائيلي، على خلاف غانتس الذي يملك فقط رصيده العسكري ليقدمه.

 ويتجنب غانتس حتى اللحظة الحديث عن رؤيته لكيفية حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعن خططه الاجتماعية، وقد يشكل ذلك مع قرب موعد الانتخابات، نقطة ضعف، حيث أن الناخب بشكل عام لا يميل إلى الضبابية. ونقلت وسائل إعلام اسرائيلية، بينها هيئة البث الرسمية، عن مقربين من زعيم تحالف “أزرق أبيض” قراره الحديث أمام المؤتمر السنوي للأيباك يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري كمتحدث رئيسي.

وأوردت صحيفة “الجروزاليم بوست” الإسرائيلية، الثلاثاء، عن متحدثة بلسان غانتس قولها إنه سيقول إنه اذا كسب الانتخابات، فسيعمل على إعادة بناء العلاقة مع يهود الولايات المتحدة، لتتمتع إسرائيل مجددا بدعم أصدقائها من كل الأطياف في الولايات المتحدة.

2