جلطة الأوردة العميقة.. القاتل الصامت

برلين – تجلط الأوردة العميقة، أو ما يعرف أيضا باسم تجلط الدم الوريدي، هو جلطة دموية تتشكل في أحد الأوردة العميقة في الجسم، وفق ما أشارت إليه بوابة الصحة “جزوند.بوند.دي الألمانية.
وقد تحد الجلطة من تدفق الدم عبر الوريد أو تمنعه تماما، وتتشكل معظم حالات الإصابة بجلطات الأوردة العميقة في أسفل الساق والفخذ والحوض ولكنها يمكن أن تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الذراع والدماغ والأمعاء والكبد والكلى.
ورغم أن كثيرًا من هذه الجلطات تمرّ دون أن تُكتشف، فإن بعضها يُظهر حضوره بألم مفاجئ، أو تورم غير مفسَّر، وربما باحمرار بسيط في الجلد أو شعور غريب بسخونة في موضع معين من الساق.
لكن الخطورة الحقيقية لا تكمن فقط في موضع الجلطة، بل في وجهتها: إن اختارت أن تسلك طريق الرئتين، فقد تنتهي بانسداد مميت، يعرفه الأطباء باسم “الانصمام الرئوي”. لذا فإن الاكتشاف المبكر والعلاج ليس خيارا، بل ضرورة.
رغم أن كثيرًا من هذه الجلطات تمرّ دون أن تُكتشف، فإن بعضها يُظهر حضوره بألم مفاجئ، أو تورم غير مفسَّر، وربما باحمرار بسيط في الجلد أو شعور غريب بسخونة في موضع معين من الساق
وتبدأ الجلطة غالبًا بعد جراحة كبرى أو رقود طويل في الفراش، عندما يتباطأ تدفق الدم، أو تُصاب جدران الأوعية، أو تختل آلية التجلط الطبيعية، هنا تبدأ أولى خيوط الجلطة في التشكل، وقد تلعب الوراثة دورًا، أو السنّ، أو حتى هرمونات أنثوية تُتناول على هيئة حبوب منع الحمل أو علاج بديل في سن اليأس.
وتزداد فرصة حدوث الجلطة مع التقدم في العمر، ومن ضمن العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بالجلطة، ضعف عضلة القلب والسجل المرضي وبعض أنواع السرطان.
وتظهر الأعراض الأولى على شكل ألم، وانتفاخ، وربما لون أحمر على الجلد. وأحيانًا لا يكون هناك ألم، لكن يكفي الشعور بأن الساق لم تعد كما كانت، وأحيانا لا تظهر أية أعراض على الرغم من وجود المرض.
ويبدأ الطبيب بطلب تحليل دم للتشخيص، وقد يكون هناك حاجة لإجراء التصوير الوريدي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الأشعة بالموجات فوق الصوتية، للتأكد من الإصابة بالمرض.
أما العلاج، فيبدأ بخطوة سريعة باستخدام الهيبارين، ثم يتواصل عبر أدوية فموية تُضعف قدرة الدم على التجلط، لأسابيع أو أشهر، وفي الحالات التي يُمنع فيها استخدام الأدوية، قد يُزرع “فلتر” صغير في الوريد، ليحجز الجلطة قبل أن تواصل رحلتها إلى الرئتين. وللوقاية ينصح بالقليل من الحركة بعد الجراحة، وزيادة حركة الجسم، أو عمل تمارين بسيطة للساق، فضلا عن أن الجوارب الطبية الضاغطة تعيد الدم إلى مجراه الصحيح.
ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن التخثر الوريدي العميق (تخثر الأوردة العميقة) يحدث عند حدوث جلطة دموية (تجلط) في واحد أو أكثر من الأوردة العميقة في الجسم، وعادة ما يكون ذلك في الساقين. ويمكن أن يسبب التخثر الوريدي العميق ألمًا أو تورمًا في الساق. ويحدث في بعض الأحيان دون أعراض ملحوظة.
ويمكن أن يحدث التخثر الوريدي العميق إذا كان الشخص مصابًا بحالات مَرَضية معينة متعلقة بجلطات الدم. وقد تتكون جلطة في الساقين إذا لم يتحرك الشخص لفترة طويلة. فمثلا قد لا يتحرك كثيرًا إذا كان مسافرًا لمسافة طويلة أو إذا كان ملازمًا للفراش بسبب جراحة أو مرض أو حادث.
قد يعتبر التخثر الوريدي العميق حالة خطيرة نظرًا لأن الجلطات الدموية في الأوردة قد تسري إلى أماكن أخرى، ومن ثم تنتقل عبر مجرى الدم وتلتصق بالرئتين وتعوق تدفق الدم (الانصمام الرئوي). وعند حدوث التخثر الوريدي العميق والانصمام الرئوي معًا، يُسمى ذلك الانصمام الخثاري الوريدي.