جلسات الاستماع.. كل الشاشات ضد ترامب

واشنطن - حولت كبرى شبكات التلفزيون في الولايات المتحدة برامجها الخميس وقت الذروة إلى سرد مؤثر لتصرفات الرئيس السابق دونالد ترامب خلال أعمال الشغب التي حدثت في السادس من يناير 2021 في مبنى الكابيتول الأميركي، مع استثناء واحد بارز هو شبكة الأخبار الأعلى تصنيفًا، قناة فوكس نيوز.
واستغلت اللجنة المختارة من مجلس النواب جلسة الاستماع الثامنة هذا الصيف، والتي عقدت مساء الخميس، لرسم جدول زمني لأنشطة ترامب خلال 187 دقيقة في السادس من يناير 2021 عندما كان مناصرون له يقتحمون الكونغرس.
ومنذ التاسع من يونيو عقدت اللجنة ثماني جلسات استماع علنية مطولة كشفت عما وصفه العديد من المحللين بالأدلة “الضارة” ضد ترامب. وركزت جلسات الاستماع على تصرفات الرئيس السابق عندما وقعت انتفاضة الكابيتول، وكذلك جهوده لإلغاء فوز جو بايدن في انتخابات 2020 بشكل غير دستوري.
وتسعى اللجنة إلى إنشاء قضية مفادها أن ترامب، الجمهوري، تصرف بصورة غير قانونية في مسعى منه لقلب هزيمته على يد جو بايدن، الديمقراطي، إلى انتصار في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر 2020.
استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر إلى حد كبير أن الرئيس السابق سيكون أكثر احتمالًا لعدم الفوز في عام 2024 إذا واجه بايدن للمرة الثانية
ورفض ترامب، الذي كان يلمّح إلى أنه قد يترشح مجدداً لمنصب الرئيس في الانتخابات المقبلة المقررة عام 2024، التحقيق الذي يجريه الكونغرس واصفاً إياه بأنه “محكمة وهمية غير رسمية” تستهدف تشتيت انتباه الأميركيين وصرف الأنظار عن “كارثة” حكم الديمقراطيين.
وبغض النظر عن جلسات الاستماع والأدلة المقدمة ضد ترامب، تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة إلى حد كبير أن الرئيس السابق سيكون أكثر احتمالًا لعدم الفوز في عام 2024 إذا واجه بايدن للمرة الثانية.
وشجب معلق قناة فوكس نيوز شون هانيتي “المحاكمة الاستعراضية” في زاوية على شاشة التلفزيون تمامًا كما ظهر فيها، فيما بثت القناة على بقية الشاشة مقتطفًا صامتًا لأعضاء اللجنة الذين دخلوا غرفة الاستماع كجزء من مونولوغ طويل يدين الإجراءات. وكان هذا كل ما شاهده متابعو قناة فوكس نيوز خلال الجلسة. وقال هانيتي لمشاهديه “إنه حقًا مجرد إعلان سياسي رخيص ومعدَّل بشكل انتقائي”.
ورغم ذلك كان هناك القليل من الاهتمام في قناة فوكس نيوز، التي تبث جلسات الاستماع خلال النهار. وتُظهر التقييمات أن ما يقرب من نصف متابعي الشبكة يغادرون عندما تبدأ الجلسات ويعودون عند انتهائها.
وقد تكون هذه مشكلة أكثر خطورة في وقت الذروة، حيث يتضاعف جمهور فوكس خلال النهار. وقالت نيكول همر، الخبيرة في وسائل الإعلام المحافظة ومؤلفة كتاب “أنصار: المحافظون الثوريون من أعاد صنع السياسة الأميركية في التسعينات “، “إنه يخلق موقفًا حرجًا عندما يخبر مضيف مثل تاكر كارلسون جمهوره بأن جلسات الاستماع كارثة لا تستحق وقتهم، ثم تستبق الشبكة عرضه لبثها”.
من جانبه استدعى هانيتي ضيوفًا مثل النائب الجمهوري جيم بانكس من إنديانا، الذي قال إنه إذا كانت جلسات الاستماع قد فعلت شيئًا فإن هذا الذي فعلته هو أنها “برأت الرئيس ترامب والأشخاص الذين يدعمونه”.
حوالي 20 مليون شخص شاهدوا جلسة الاستماع الأولى في وقت الذروة في التاسع من يونيو
وفي الوقت نفسه بثت قنوات “أي.بي.سي” (ABC) و”سي.بي.سي” (CBS) و”أن.بي.سي” (NBC) و”بي.بي.سي” (PBS) و”سي.أن.أن” (CNN) و”أم.أس.أن.بي.سي” (MSNBC) جلسة الاستماع الثانية في وقت الذروة، مع التركيز على استجابة ترامب في الوقت الفعلي لأعمال الشغب. وقالت اللجنة إنها الجلسة الأخيرة حتى سبتمبر.
وقال ديفيد موير، مذيع شبكة “أي.بي.سي”، “بدا هذا إلى حد كبير وكأنه حجة ختامية، وبالتأكيد في هذا الفصل من تحقيقهم، وكان عميقًا”.
وقالت شركة “نيلسن” إن حوالي 20 مليون شخص شاهدوا جلسة الاستماع الأولى في وقت الذروة في التاسع من يونيو. وبشكل عام يعد الوصول إلى هذا الجمهور الكبير في منتصف شهر يوليو أمرًا بعيد المنال، لأنه الشهر التلفزيوني الأقل مشاهدة في العام.
ورغم ذلك أثبتت الجلسات السبع النهارية وجود شيء غريب؛ إذ كانت مدعومة بالكلمات الشفهية القوية من معلقي القنوات. وقالت “نيلسن” إن شبكة “سي.أن.أن”، على سبيل المثال، وصلت إلى 1.5 مليون شخص في جلسة الاستماع النهارية الثانية في السادس عشر من يونيو، ووصلت إلى 2.6 مليون شخص في آخر جلسة يوم الثاني عشر من يوليو.