جلال برجس يصوغ رؤية استشرافية للواقع في "معزوفة اليوم السابع"

الكاتب الأردني يدعو قراء الرواية لتأويل دلالات عنوانها وسبب تسميتها مؤكدا أن القارئ شريك للكاتب وليس متلقيا فقط.
الأربعاء 2025/02/05
مناقشة رواية بنيت على ثنائية الأمل والفناء

عمان - أشهر الروائي الأردني جلال برجس روايته الجديدة "معزوفة اليوم السابع"، في منتدى عبدالحميد شومان في عمان.

وتحكي الرواية التي صدرت عن دار الشروق وتقع في 318 صفحة، قصة مدينة مفترضة مكونة من 7 أحياء، في جنوبها مخيم ضخم لغجر مطرودين منها. وفي يوم تصاب هذه المدينة، التي وصلت إلى مرحلة قصوى من تبدلات تضرب جذر المكون الإنساني، بوباء غريب ونادر، يفضي أحد أعراضه بالمصابين إلى الوقوع في غرام الموت وبالتالي تصبح المدينة على حافة الفناء، فيأتي الخلاص من جهة غير متوقعة.

وقدم الناقد الدكتور عماد الضمور رؤيته النقدية للرواية في حفل الإشهار الذي انعقد مساء الاثنين وأدارته الناقدة الدكتورة ليديا راشد، كما قدم برجس شهادة إبداعية.

i

وقال الضمور، إن برجس في روايته يسعى إلى صياغة رؤية استشرافية للواقع الإنساني، مؤكدا هوية ومرجعية إنسانية لا مفر منها، وهذا ما جسده الروائي في شخصيات روايته التي وظفها جيدا في تعميق فكرته الإنسانية.

وأضاف “لا يبدو أن القارئ سيشعر بثقل الزمان الذي قام الروائي بتذويبه في البناء الروائي، فهو ماض بعيد وحاضر مثقل بالأزمات والقلق والذعر والشهوات العميقة ومستقبل غامض، يطرح الروائي أسئلته العميقة التي تبحث عن إجابات تولدها القراءات المتعددة للرواية.”

وبين الكاتب برجس أنه انعزل لفترة من الوقت لإتمام كتابة الرواية بعد أن وجد فكرتها، قائلا “قبل أن أنعزل لأجل الكتابة، كنت أراقب الإنسان في مختلف أنحاء العالم يوميا، حيث وجدته في خانة الضحية، يعاني من تبعات الأزمات الاقتصادية والحروب وخلخلة المفاهيم الاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية والدينية.”

وأشار إلى أن مراقبته للعالم والخوف الذي يعتريه، جعله يلاحظ أن الجاني والضحية يسيران معا نحو الهاوية بالسرعة نفسها، ومن هنا كان لزاما عليه أن يدعو في روايته إلى العودة نحو الأصل.

ودعا الكاتب الأردني قراء رواية “معزوفة اليوم السابع”، لتأويل دلالات عنوانها وسبب تسميتها، مؤكدا أن القارئ شريك للكاتب وليس متلقيا فقط.

وكان آخر ما نشره برجس رواية بعنوان “نشيج الدودوك” الصادرة عام 2023 والتي سرد فيها مقاطع من سيرته وأفكاره عن الكتابة، وكشف عن محطات غير معروفة في حياته، وعن طريقه التي لم تكن سهلة نحو ما وصل إليه من مكانة في عالم الأدب، ويصحبنا في رحلة ممتعة وعميقة، في تقاطع جميل بين حكايته، وحكاية ثلاث مدن زارها، وحكاية ثلاثة كتب رافقته في السفر. كل ذلك جاء بلغة عالية، كاشفة، فيها مستوى من الاعتراف الجريء.

12