جعجع يتهم حزب الله بمحاولة تأجيل الانتخابات خشية الخسارة

زعيم حزب القوات يؤكد أن تأجيل الاستحقاق البرلماني أو تعطيله سيقود لبنان إلى المزيد من "الموت البطيء".
الأربعاء 2021/12/01
جعجع: استمرار الوضعية الحالية سيؤدي إلى تحلل الدولة وموتها

معراب (لبنان) - اتهم زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحية سمير جعجع حزب الله وحلفاءه بأنهم يعملون على تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في 2022 خشية خسارة الانتخابات، محذرا من أن هذه الخطوة ستقود لبنان إلى المزيد من "الموت البطيء".

وكان المانحون الغربيون الذين يعتمد عليهم لبنان في وقف انهياره المالي قد تحدثوا عن ضرورة إجراء الانتخابات. وقال السياسيون من كافة الأطياف، بما في ذلك حزب الله الشيعي، مرارا إنه ينبغي إجراء الانتخابات وإلا تلقت البلاد ضربة جديدة.

لكن جعجع قال في مقابلة مع رويترز إن حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون سيعملان على تأجيل الانتخابات أو تعطيلها، "لأنهما شبه متأكدين أنهما سيخسران الأكثرية النيابية التي بحوزتهما".

وأضاف من مقر إقامته في بلدة معراب أن مؤسسات الدولة تتحلل يوما بعد يوم، وأن استمرار الوضعية الحالية سيؤدي إلى تحلل الدولة وموتها، معتبرا أن الانتخابات ضرورة ملحة جدا أكثر من أي وقت آخر.

ورأى جعجع أن الأمل في إعادة الأحداث إلى الوراء يتعلق بإجراء الانتخابات والخروج بأكثرية نيابية مختلفة، ثم البدء بعلمية إنقاذ جديدة، مشددا على أنه من غير المقبول مهما كان السبب أن تتأجل الانتخابات أو تتعطل.

وقال إنه دون انتخابات في البرلمان الذي يتمتع فيه حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه بالأغلبية "سترى المزيد من الشيء نفسه"، في إشارة إلى الانهيار المالي في لبنان الذي تقول الأمم المتحدة إن الأزمة جعلت 80 في المئة من شعبه في حالة فقر.

وأضاف "إذا كان عندنا أي أمل بإعادة الأحداث إلى الوراء، بمعنى أن تتخذ الأحداث في لبنان منحى مختلفا عما هي عليه في الوقت الحاضر وأن نبدأ بعلمية إنقاذ جديدة، فهي بهذه الانتخابات بالذات، وبالتالي من غير المقبول مهما كان السبب أن تتأجل أو تتعطل هذه الانتخابات".

وتوقع جعجع أن حزبه سيكون أول من يربح، وبالدرجة الثانية سيربح مستقلون لديهم السياسة نفسها، مضيفا "أشك أن يخسر حزب الله كثيرا في بيئته، ولكن خسارته ستكون بالبيئات الأخرى".

وحزب القوات اللبنانية بزعامة جعجع هو ثاني أكبر حزب مسيحي في البرلمان، وهو بمنأى عن مجلس الوزراء منذ انتفاضة شعبية ضد النخبة الطائفية في 2019.

ولم يستبعد جعجع تحالفات مماثلة لانتخابات 2018، التي خاضها مع تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة الدرزي وليد جنبلاط.

وتعليقا على الأزمة اللبنانية الخليجية الأخيرة، قال جعجع "إن نفوذ حزب الله المتزايد هو السبب الرئيسي وراء الخلاف الذي يضر بالاقتصاد اللبناني"، مضيفا أنه يرى أن السعودية ودول الخليج هي الرئة الاقتصادية للبنان، وأن علاقة حزبه بالسعودية علاقة "سياسية" لا تنطوي على أي دعم مالي.

وتعرض لبنان لأزمة دبلوماسية بعدما سحبت السعودية سفيرها وطردت المبعوث اللبناني وحظرت الواردات من لبنان، على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، كما اتخذت الكويت والبحرين خطوات مماثلة، في حين سحبت الإمارات جميع دبلوماسييها من بيروت.

وفي أعقاب اشتباكات الطيونة أكتوبر الماضي التي أودت بحياة 7 أشخاص من الشيعة، اتهم زعيم حزب الله حسن نصرالله حزب القوات اللبنانية بالسعي لإشعال فتيل صراع طائفي، محذرا من أن حزب الله لديه 100 ألف مقاتل تحت إمرته.   

وأكد جعجع أن أنصار حزبه إلى جانب آخرين كانوا طرفا في الاشتباكات، لكنه نفى أن تكون هذه الخطوة قد تم التدبير لها، وألقى باللائمة على حزب الله لدخوله حي عين الرمانة الذي تقطنه أغلبية مسيحية في بيروت.

وشكل لبنان حكومة تضم معظم الأحزاب السياسية الرئيسية في سبتمبر بعد شلل سياسي على مدى 13 شهرا، لكنها لم تجتمع منذ ما يقرب من 50 يوما، وسط سعي حزب الله وحلفائه لإقالة المحقق العدلي الذي يحقق في الانفجار الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020.

وتبددت آمال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في حشد المساعدات الإقليمية والدولية بسبب أسوأ أزمة دبلوماسية منذ سنوات بين لبنان والسعودية.