"جسور ذهبية" تجمع المشاركين في المهرجان الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة بالجزائر

الجزائر – ستعرف الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة المبرمجة من التاسع عشر وحتى الرابع والعشرين من نوفمبر الجاري، بمركز الدراسات الأندلسية بمدينة تلمسان الجزائرية، مشاركة أكاديميين وأساتذة مختصين بارزين في المجال من تسع دول.
وأوضحت محافظة المهرجان، سامية قادرين، في ندوة صحفية بالجزائر العاصمة أن هذه الطبعة التي تحمل شعار “جسور ذهبية” تهدف إلى “التعريف بأبرز المدارس الفنية في العالم الإسلامي ومختلف التجارب الرائدة وستعرف إلى جانب الجزائر مشاركة دول أجنبية على غرار تركيا وباكستان وإيران وأفغانستان وسلطنة عمان والهند وأوزبكستان وأندونيسيا”.
وذكرت قادرين أن التظاهرة الفنية الدولية ستعرف تخصيص وقفة تكريمية لروح الفنان التشكيلي الراحل بشير يلس (1921 – 2022) الذي توفي في 17 أغسطس المنصرم، وهي وقفة عرفان وتكريم لعميد التشكيليين الجزائريين وأول مدير لمدرسة الفنون الجميلة صاحب المسار الفني الطويل الذي كرسه خدمة للفن والثقافة الجزائرية والحفاظ على التراث الجزائري.
وحظي بشير يلس، الذي وُلد في تلمسان، بشهرة واسعة لاشتغاله على مجال العمارة والفنون التشكيلية، وخصوصاً فنّ المنمنمات، حيث أنجز، منذ نهاية الستّينات، سلسةً من الطوابع البريدية والجداريات التي استلهم فيها عناصر من التراث الجزائري، كما شارك في تصميم مباني مؤسّسات جزائرية، إلى جانب تولّيه إدارة “مدرسة الفنون الجميلة” في الجزائر العاصمة (1962 – 1982) ومشاركته في تأسيس “الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية” عام 1964.
وحسب محافظة المهرجان، يضم برنامج هذه الطبعة نشاطات بيداغوجية متنوعة تخص ممارسة فن المنمنمات وفنون الزخرفة ضمنها دورات تدريبية تنظم لأول مرة لفائدة طلبة مدرسة الفنون الجميلة بعنابة وملحقة مدرسة الفنون الجميلة بعزازقة (تيزي وزو) وكلية الفنون الإسلامية بتلمسان التي سيؤطرها نخبة من الأساتذة البارزين في مجال الفنون الإسلامية من الجزائر، تركيا، إيران وغيرها، وستكون فرصة لاستعراض تقنيات وخصوصيات وتأثيرات المدارس الفنية الإسلامية في الفن المعاصر.
كما أشارت محافظة المهرجان إلى تنظيم ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي المصادف للثامن عشر من نوفمبر حول “مدارس الفن الإسلامي” بمشاركة أساتذة وأكاديميين من الجزائر والدول المشاركة تتناول مواضيع الزخرفة العثمانية نهاية القرن السادس عشر، تطور مدارس المنمنمات في العالم الإسلامي، تطور فن الزخرفة، والمدرسة الجزائرية للمنمنمات من خلال الأخوين راسم.
وأضافت المتحدثة أنه سيتم خلال اختتام المهرجان الإعلان عن نتائج المسابقة الدولية “فن المنمنمات والزخرفة” التي تم إطلاقها في سبتمبر المنصرم وتندرج في إطار الرفع من مستوى المنافسة بين الفنانين في المجال، وتشمل ثلاث جوائز في كل فئة.
وأشارت قادرين إلى أنه إلى جانب البرنامج الثري للمهرجان سيتم تنظيم ورشات لفائدة الفنانين الشباب كما سيتم بالمناسبة افتتاح معرض للأعمال الفنية، إضافة إلى تخصيص فضاء خاص بالأطفال يقدم مسابقات ومعارض ورشات حية تفاعلية وعروضا بيداغوجية وتربوية.
وأكدت ذات المتحدثة أن “المهرجان سيسلط الضوء أكثر على المدرسة الجزائرية في فن المنمنمات وفنون الزخرفة وتجارب الفنانين الجزائريين في هذه الممارسة الفنية العريقة إلى جانب التعرف والاحتكاك بمختلف المدارس العالمية الرائدة في المجال”.