"جسد" يسلط الضوء على خصوصية الإخراج المسرحي النسوي

الرباط – سلطت الدورة الثانية للمهرجان الدولي للنساء المخرجات “جسد” الضوء على التحديات والخصوصيات الرئيسية لمهنة النساء المخرجات في الفن الرابع، وذلك في ندوة نظمت في مسرح “أكواريوم” بالرباط.
وشكلت هذه الندوة مناسبة لمناقشة رؤية مخرجات مغربيات وعربيات وأفريقيات للمسرح، ومكانة المرأة المخرجة المسرحية في المجال الفني الأفريقي والعربي والأوروبي، فضلا عن مقاربة آفاق الولوج إلى التمويل والمشاركة في المهرجانات.
كما كانت هذه التظاهرة، التي جمعت مخرجات من تونس والكاميرون ومصر وإيطاليا وإسبانيا والمغرب، فرصة للتذكير بأن “المسرح فن حي يخاطب المجتمع”، إضافة إلى إبراز أهمية هذا المهرجان باعتباره منصة فريدة للنقاش والتواصل وتقاسم الخبرات.
وأجمعت المتحدثات، خلال هذا اللقاء، على التأكيد على صعوبة مهنة المرأة المخرجة المسرحية، مشيرات إلى عدة تحديات تتعلق بالصورة النمطية للمرأة في المجتمع، إلى جانب علاقتهن الجدلية بالمجال الفني.
وعلاوة على ذلك، أعربت المخرجات عن استيائهن من إسناد الأدوار الرئيسية للرجل في العديد من المسرحيات، في حين تكتفي المرأة بلعب الأدوار الثانوية في أغلب الأحيان، مشيدات، في المقابل، بجرأة بعض الرجال الذين يوافقون على لعب أدوار ثانوية عندما يُسند للمرأة الدور الرئيسي.
وعلى المستوى الفني، أكدت المخرجات المسرحيات أنهن يحاولن تفادي اقتصار نضالهن على قضايا المرأة فحسب، موضحات أنهن يعملن على مواضيع متنوعة.
ودعت المخرجات، انطلاقا من إدراكهن للمشاعر التي يثيرها الفن المسرحي لدى النساء والرجال على السواء، إلى إيجاد توازن بين الطرفين، سواء من حيث النص أو التمثيل الفني، ضمانا للمساواة في التمثيلية وحرية التعبير.
واعتبرن، بخصوص العمل في تآزر تام مع النساء والرجال، أن هناك اختلافا بين الكتابة والإخراج، مدافعات عن حريتهن في بلورة عرض مسرحي مختلف عن ذلك الذي يقترحه الكاتب المسرحي.
من جهة أخرى، تناولت المخرجات موضوع عدم المساواة في الأجور والتقدير مقارنة بالرجال. وطالبن بإجراء إصلاحات جوهرية على مستوى السياسة الثقافية، من خلال العمل الجاد على الذاكرة وعلاقتها بتاريخ التمثيل النسائي ومكافحة كافة أشكال التمييز التي تعاني منها المرأة.
يشار إلى أن الدورة الثانية للمهرجان الدولي للنساء المخرجات “جسد” التي تختتم الإثنين، تنظم بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، والمعهد الفرنسي بالمغرب، والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومؤسسة شرق – غرب.
ويضم المهرجان برنامجا غنيا، يشمل تسعة عروض مسرحية من إخراج نساء من تسعة بلدان مختلفة (المغرب وإيطاليا والكاميرون واليونان وفرنسا وتونس وإسبانيا ومصر وألمانيا)، إضافة إلى تقديم “ماستر كلاس”، ولقاءين نسائيين، سيتم تخصيص الأول للنساء المخرجات، والثاني للنساء السينوغرافيات، من أجل استكشاف مختلف الجوانب الفنية والإبداعية للمهن المسرحية برؤية نسائية.