جديد مسلسل "سيمبسون".. تنبأ بالغزو الروسي لأوكرانيا أيضا

واشنطن – تناقل مستخدمو مواقع التواصل أجزاء من حلقة قديمة من مسلسل “عائلة سيمبسون” الكرتوني، أظهرت تنبأ المسلسل بالغزو الروسي لأوكرانيا. وقارن معلقون ما جاء في الحلقة بأحداث يشهدها العالم حاليا.
وأظهرت أجزاء من الحلقة التي بُثت في عام 1998 في سلسلة “سيمبسون” تحت عنوان “سيمبسون تايد” دخول روسيا إلى أوكرانيا وإعادة إحياء الاتحاد السوفيتي وبناء جدار برلين مجددا. وفي تلك الحلقة دخل هومير (الشخصية الأبرز في المسلسل)، عن طريق الخطأ، إلى المياه الروسية وذلك خلال إجرائه تمرينا عسكريا مستخدما غواصة. هذا الأمر دفع الاتحاد السوفيتي، الذي كان قد “أعيد إحياؤه مؤخرا” في المسلسل، إلى نشر قوات ودبابات في الشوارع وإعادة بناء جدار برلين على الفور.
وتم تأكيد أوجه التشابه بين الحلقة وما يحدث حاليا من قبل المنتج التنفيذي لمسلسل “سيمبسون” آل جين، الذي غرد قائلا “من المحزن جدا أن أقول إن هذا لم يكن من الصعب التنبؤ به”. وتابع “أكره أن أقول ذلك، لكنني ولدت في عام 1961، لذا فقد عشت 30 عاما من حياتي في ظل شبح الاتحاد السوفيتي”.
وأوضح رسام الرسوم المتحركة المولود في ميشيغان في مقابلة مع “هوليوود ريبورتر”، “لقد توقعنا أن الأمور سوف تسوء”. وتابع “العدوان التاريخي لا يختفي أبدا، وعليك أن تكون يقظا للغاية. في عام 1998، عندما عرضنا هذا المقطع، ربما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في ذروتها”. وأضاف “لكن منذ وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الحكم، اعتقد الجميع تقريبا أن أشياء سيئة ستحدث”.
وتابع “يقال إن هناك نوعين من توقعات أو تنبؤات عائلة سيمبسون. إذ نجد تلك الصدف الجنونية الغريبة كما حصل مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهناك أيضاً أمور كهذه تتحقق، وأنا حزين للغاية بأنها تحققت، ولكنني لست متفاجئاً».
ولا يخفى على متابعي “سيمبسون” ”التنبؤات” التي يزعم المشاهدون أن حلقاتها تستعرضها وسط ادعاءات بأن القائمين على إعداد البرنامج “من المسافرين عبر الزمن”.
ونشر المسلسل صورة كرتونية خاصة على حسابه الرسمي على تويتر تم ابتكارها حديثاً لإظهار التضامن مع أوكرانيا. وصرح المنتج المنفذ للمسلسل آل جين، بأن ابتكار الصورة التي تحمل أبعاداً سياسية بهذا الشكل السريع أمر «لا يحصل غالباً»، ولكنه لفت إلى «أهمية أن يكون المرء متيقظاً ومتأهباً في الدفاع عن الحرية».
وتظهر الصورة الكرتونية التي ابتكرها المخرج واختصاصي الرسوم المتحركة ديفيد سيلفرمان العائلة الشهيرة التي يتميز أفرادها باللون الأصفر، وهي تحمل أعلاماً أوكرانية بتعبير صريح ومباشر عن التضامن.
وأشار جين “تهدف الصورة إلى إظهار اهتمامنا بما يجري وتعاطفنا الكبير مع الشعب الأوكراني وتوجيه رسالة بأننا نود لذلك أن يتوقف”. وأضاف “نحن لا نقوم بهذا الأمر غالباً بل عندما يحصل أمر في غاية الأهمية ولهدف سام. إن مستقبل الديمقراطية في العالم على المحك”.
وتعليقاً على وقع تلك الصورة على مجرى الأمور، قال جين “لست متبجحاً لأعتقد أن صورة ستغير مسار الأمور، ولكنها لفتة صغيرة وحسب، ونحن نحبها”.
يذكر أن بث حلقات برنامج “عائلة سيمبسون” بدأ منذ عام 1987 كرسوم كاريكاتورية قصيرة في برنامج “تريسي أولمان”، وهو برنامج متنوع كان يبث عبر شركة “فوكس” للإذاعة. وبعدها امتد البرنامج إلى نصف ساعة، وظهر لأول مرة كعرض خاص بمناسبة فترة الأعياد في السابع عشر من ديسمبر 1989، ثم بدأ بثه بانتظام في يناير 1990، وفقا لموقع “بريتانيكا”.
ومن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مرورا بتفشي فايروس كورونا من الصين، وصولا إلى الحرب الروسية - الأوكرانية تتواصل نظريات المؤامرة المرتبطة بالسلسلة الكرتونية.
ورغم ذلك تشير دراسات إلى أن أغلبية التنبؤات ليست صحيحة وأنه جرى التلاعب بها.
وتنتشر هذه المقاطع تحت تسمية “البرمجة التنبؤية” (Predictive Programming)، وهو مصطلح عرّفته جامعة أوهايو ضمن علم النفس بأنه “النظرية القائلة إن الحكومة، أو غيرها من المسؤولين الكبار، تستخدم الأفلام أو الكتب الخيالية كأداة للتحكم في العقل الجماعي، لجعل السكان أكثر قبولا للأحداث المستقبلية المخطط لها”. وبالطبع، لا يمكن التطرق إلى توقعات “سيمبسون” المفترضة من دون أن نذكر الحلقة التي زعم المتابعون أنها تشير إلى التنبؤ بهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
وفي الحلقة التي بعنوان مدينة نيويورك ضد هومر سيمبسون “The City of New York vs. Homer Simpson”، يحمل بارت مجلة أمام شقيقته ليزا، تظهر في غلافها صورة لبرجي مركز التجارة العالمي وبجانبها رقم “$9”، ليبدو وكأن الصورة تظهر تاريخ “11 – 9”.
وفي مقابلة مع “نيويورك أوبزيرفر” عام 2010، تطرق أحد مؤلفي حلقات المسلسل بيل أوكلي إلى المصادفة “الغريبة”. وقال “لقد اخترنا سعر المجلة لأننا رأينا أنه رخيص بشكل يدعو إلى السخرية”، مضيفا “أعترف بالفعل أنه أمر غريب، لأن رقم 9 دولارات يظهر في الحلقة الوحيدة بأي سلسلة بثت على الإطلاق، وكانت مبنية على فكاهات تخص مركز التجارة العالمي”.