جدل يسبق زيارة ترامب إلى بريطانيا

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصل الأسبوع المقبل إلى العاصمة البريطانية لندن في أول زيارة له منذ انتخابه قبل عامين، وسط أجواء متوترة بين البلدين الحليفين.
الجمعة 2018/07/06
الأيادي مفتوحة

لندن- يخطط محتجون لتنظيم مظاهرات عندما يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى بريطانيا في 13 يوليو الجاري لإجراء مباحثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي ومقابلة الملكة إليزابيت، فيما تشهد العلاقات الأميركية البريطانية توترا غير مسبوق منذ وصول ترامب إلى سدة الحكم.

وردّ تحالف يضم مجموعات احتجاجية باسم “تصدوا لترامب” على تأكيد الزيارة بدعوة منتقدي الرئيس ترامب للتكاتف سويا لتنظيم مظاهرة ضده. وقال التحالف على موقع فيسبوك “يتردد الآن أنّ دونالد ترامب قادم إلى بريطانيا في يوليو، سوف ننظم مظاهرة وطنية واسعة ضد سياساته المتعلقة بالعنصرية والحرب والكراهية”، مضيفا “دعونا نتأكد من تلقيه ترحيبا غير مرغوب فيه لن ينساه أبدا في حياته”.

وكان ترامب قد أعلن في يناير أنه ألغى زيارة إلى لندن كانت ستتزامن مع افتتاح سفارة أميركية جديدة في 26 فبراير، عندما تم التخطيط لتنظيم مظاهرات حاشدة ضده في لندن، حيث زعم أن المبنى لم يعجبه، واعتبره “صفقة سيئة” من الناحية المالية.

وقال منتقدون إن السبب الحقيقي وراء إلغاء ترامب للزيارة هو المعارضة القوية له في بريطانيا، بعد أن أيّد حوالي 1.9 مليون شخص عريضة على الإنترنت تحث الحكومة على خفض مستوى زيارته الرسمية.

العلاقة المميزة بين واشنطن ولندن شهدت حلقات من التوتر، يعود آخرها إلى نوفمبر الماضي، عندما أعاد ترامب نشر مقاطع فيديو معادية للمسلمين على حسابه بتويتر

وكان ما يطلق عليه “العلاقة الخاصة” بين بريطانيا والولايات المتحدة يمثل أحد أقوى التحالفات في القرن العشرين لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسياسات ترامب أثارا الشكوك حول مستقبل هذه العلاقة.

ودعا أعضاء في مجلس العموم البريطاني الثلاثاء، حكومة بلادهم لإلغاء الزيارة المقررة الشهر الجاري، حيث جاءت الدعوة خلال مشاركة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في أعمال جلسة لمجلس العموم، الغرفة السفلى للبرلمان البريطاني، خصصت لمناقشة عمل وزارته.

وطالب أعضاء بالمجلس من أحزاب المعارضة، خلال الجلسة نفسها، حكومة بلادهم برفض سياسات ترامب وإدانتها. و أشار جونسون إلى أن بعض قرارات الإدارة الأميركية تعرضت لانتقادات رسمية من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. مشددا على أن “علاقات بريطانيا مع الولايات المتحدة وثيقة جدًا، إلا أن هذا لا يعني صمت بريطانيا عن قرارات خاطئة قد تتخذها الولايات المتحدة”.

و لفت إلى أن الولايات المتحدة هي “أقرب حليف تاريخي لبريطانيا”، مشددا على أن زيارة العمل التي سيجريها ترامب “حيوية جدًا”. وطالب أعضاء محافظون في مجلس اللوردات البريطاني بإفساح المجال أمام الرئيس الأميركي لإلقاء خطاب أمام البرلمان، على الرغم من معارضة رئيس مجلس العموم على ما يبدو لتوجيه دعوة بهذا الخصوص.

وصرّح اللورد باتريك كورماك وهو من المحافظين أن زعيم “أهم دولة حليفة لنا” يجب أن يُسمح له بإلقاء كلمة أمام البرلمان، مضيفا “رأيي الشخصي به ليس مهما أبدا وعلينا أن نفسح أمامه المجال للتحدث أمام مجلسي البرلمان”.

وكان رئيس مجلس العموم جون بيركو أعرب العام الماضي عن “معارضته الشديدة” للسماح لترامب بإلقاء كلمة أمام البرلمان، معلّلا ذلك بـ”الموقف المناوئ للعنصرية والتمييز الجنسي” وبأن إلقاء كلمة أمام البرلمان البريطاني شرف يجب “اكتسابه”.

بوريس جونسون: علاقتنا الوثيقة مع الولايات المتحدة لا تعني صمتنا عن قرارات خاطئة قد تتخذها
بوريس جونسون: علاقتنا الوثيقة مع الولايات المتحدة لا تعني صمتنا عن قرارات خاطئة قد تتخذها

وأشارت تقارير إلى إمكان أن يلقي ترامب كلمته في القاعة الملكية التي تستخدم في مناسبات خاصة وذلك على غرار الرئيسين الأميركيين الأسبقين بيل كلينتون ورونالد ريغان. وقال نورمان فولر رئيس مجلس اللوردات إنه منذ تولى منصبه في العام 2016 استقبل في البرلمان ملك إسبانيا ورئيس كولومبيا.

وأضاف في بيان “لم تحصل مباحثات بين مجلس اللوردات والحكومة البريطانية بشأن زيارة الرئيس ترامب إلى القاعة الملكية”. وتابع إن “أي طلب له للتحدث في القاعة الملكية سيبحث عند تلقيه وإذا تم إرساله”، موضحا أن “الولايات المتحدة حليفة وصديقة لبريطانيا منذ فترة طويلة”.

وتعوّل بريطانيا كثيرا على الحليف الأميركي لما بعد بريكست وتأمل في توقيع اتفاق تجاري كبير مع الولايات المتحدة، حيث سيتم التطرّق إلى هذا الموضوع خلال المحادثات التي سيجريها ترامب مع ماي في حين تتفاوض لندن مع بروكسل حول سبل انسحابها من الاتحاد الأوروبي.

وكان ما يطلق عليه “العلاقة الخاصة” بين بريطانيا والولايات المتحدة يمثل أحد أقوى التحالفات في القرن العشرين لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثارا الشكوك حول مستقبل هذه العلاقة.

وشهدت العلاقة المميزة بين واشنطن ولندن حلقات من التوتر، يعود آخرها إلى نوفمبر الماضي، عندما أعاد ترامب نشر مقاطع فيديو معادية للمسلمين على حسابه بتويتر سبق أن نشرتها، جيدا فرانسين، نائبة رئيس حزب بريطانيا أولا، اليميني المتطرف.

واعتبرت ماي أن ترامب “ارتكب خطأ” عندما أعاد نشر مقاطع الفيديو، ليردّ الرئيس الأميركي بتوجيه نصيحة إلى رئيس الوزراء البريطانية بالتركيز على “الإرهاب الراديكالي المدمر” في بلادها. وانتقد عمدة لندن صادق خان بشدة إعادة نشر الرئيس الأميركي لشريط الفيديو واصفا إياه بـ” صاحب الأفكار المتغطرسة”. وقال خان “الرئيس ترامب استخدم لدعم جماعة وضيعة متطرفة موجودة فقط لزرع الانقسام والكراهية في بلادنا، والآن تبيّن بصورة أكثر أن أي زيارة رسمية له إلى بريطانيا لن تكون موضع ترحيب”.

وكتب النائب ستيف ريد، المنتمي لحزب العمّال على حسابه بتويتر “العديد من سكان لندن، مسرورون لعدم جلب ترامب آرائه العنصرية والكارهة للنساء إلى هنا لدى تدشين السفارة الأميركية الجديدة”، فيما اعتبر نايجل فاراج، الزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة، إلغاء الزيارة بـ”المخيب للآمال”.

وقال فاراج “دونالد ترامب ذهب إلى دول حول العالم لكن ليس إلى البلد الأقرب إليه”، في إشارة إلى عدم زيارة الرئيس الأميركي لبريطانيا مند توليه مقاليد الحكم في الولايات المتحدة.

5