جدل في مصر بعد سجن البلوغر سوزي بسبب "بلاغات محفوظ"

القاهرة - تصدرت البلوغر سوزي الأردنية مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أصدرت محكمة مصرية حكمًا بحبسها سنتين مع تغريمها 300 ألف جنيه، على خلفية اتهامها بسب والدها باستخدام ألفاظ خادشة للحياء العام عبر الهواء مباشرة، في واحدة من القضايا التي يقف خلفها المحامي أيمن محفوظ ضمن “حملة تطهير المجتمع".
وجاء الحكم على خلفية بلاغ تقدّم به المحامي محفوظ ضدها، يتهمها فيه بخدش الحياء العام وانتهاك قيم الأسر واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر محتوى غير لائق، وهو ما أثار جدلا واسعا بشأن الشهرة والضجة التي لاقاها هؤلاء المؤثرون دون محتوى هادف، وقالت ناشطة:
وعلقت أخرى:
وطالب آخرون بملاحقة آخرين يقدمون محتوى مشابها لسوزي، وجاء في تغريدة:
والبلوغر سوزي هي واحدة من بين الكثير من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين تم اتهامهم خلال الفترة الأخيرة بتهمة نشر فيديوهات فاضحة “تُحرّض على الفسق والدعارة”، وتعرضوا للملاحقة القانونية والحبس. والمفارقة أن ما تجمعهم هي بلاغات المحامي محفوظ التي طالت عددا من الممثلين والمطربين ضمن حملة محفوظ لـ”تطهير المجتمع”.
وفي وقت سابق، قالت سوزي الأردنية، خلال التحقيق معها أمام النيابة العامة، إن والدها استولى على أموالها التي حصلت عليها من تطبيق “تيك توك”، ورفض إعادتها لها، مشيرة إلى أنها تشاجرت معه خلال البث المباشر.
وأوضحت أنها اندمجت في الشجار مع والدها ولم تدرك أن الآلاف يشاهدونها عبر البث المباشر وهي تسب والدها، مرددة “أنا اندمجت في الفيديو غصب عني ومقصدتش أهين أبويا قدام الناس”. بدوره، أفاد والد سوزي أمام جهات التحقيق “أنا ماليش دعوة باللي قالته ومكنتش أعرف إنها بتصور لايف وقت السباب والشتائم والمشادة التي دارت بيني وبينها”.
من جانبه قال محمد الصافتي، محامي البلوغر سوزي، صاحبة ترند “آه.. الشارع اللي وراه”، أنه سوف يقدم استئنافا على الحكم الصادر من محكمة الطفل بحبس موكلته سنتين وتغريمها 300 ألف جنيه وكفالة مالية قدرها 100 ألف جنيه، على خلفيه اتهامها بسب والدها على الهواء بألفاظ خادشة للحياء العام، وفقا لما نشرته وسائل إعلام مصرية.
وكانت سوزي قد تصدرت منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان ارتباطها بشخص جديد عقب فسخ خطوبتها من التيك توكر طارق النشار، وأثارت الجدل مجددًا بفيديو انتقدت فيه استغلال البعض لإسمها بهدف زيادة مشاهداتهم. كما أثارت حالة من الجدل بعد إعلان نتيجة امتحانات الثانوية العامة 2024. وقالت إنها تشعر بالخجل من النتيجة لأنها لم تحقق النجاح، مضيفة “أنا ما ليش إلا بيت زوجي”.
◙ سوزي واحدة من الكثير من المؤثرين الذين تم اتهامهم بنشر فيديوهات فاضحة والمفارقة أن ما تجمعهم هي بلاغات محفوظ ضمن حملة لـ"تطهير المجتمع"
وقالت سوزي الأردنية، عبر فيديو نشرته على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي “يا جماعة أنا جايبة 138 من 410.. يعنى يا جماعة جايبة 30 في المئة بمجهودي”. وشهدت السنوات الأخيرة، انتشارا واسعا لما يسمى البلوغرز، وتعددت قضايا الرأي العام المتعلقة بهم، ما بين قضايا تمس الآداب العامة والفسق والفجور وخدش الحياء المتعمد، وأخرى تبث مقاطع تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع المصري والشرقي.
ومن أكثر القضايا التي أثارت جدلا واسعا في مصر على خلفية “بلاغات محفوظ” هي قضية الفتاتين مودة الأدهم وحنين حسام، اللتين صدر ضدهما حكم في 2021 بالسجن والغرامة بتُهمة “التعدي على قيم الأسرة المصرية”، ومنها أيضًا قضية الروائي المعارض علاء الأسواني الذي لُوحق قضائيًا في 2019 – بناء على بلاغ أيمن- بتهمة “إهانة الرئيس”.
ورغبة محفوظ في الحفاظ على ما يقول إنها “قيم الأسرة” لا تتوقف عن ملاحقة الأفراد وإنما امتدَّت أيضًا إلى تطبيقات الهاتف الذكي، بعدما قدّم بلاغين متعاقبين يطالب بمنع الشباب من لعبة “غاتا” بدعوى أنها تحرّض الصغار على مهاجمة مقار الشرطة وحظر تطبيق “تيك توك” باعتباره جزءا من مؤامرة خارجية على مصر، وفقًا لوصفه.
وصرح المحامي المصري لوسائل الإعلام أنه يعتمد في تقديم هذه البلاغات على المادة 25 من قانون الإجراءات الجنائية، التي تنصُّ على أن “كل مَن علم بوقوع جريمة يجوز للنيابة العامة رفع الدعوى فيها أن يبلغ النيابة أو أحد مأموري الضبط القضائي عنها”.
وعبر الاستناد على هذه المادة، وجّه محفوظ عشرات الإنذارات القضائية لنقابتي الموسيقيين والمهن التمثيلية لاتخاذ إجراءات ضد ما يعتبرها “جرائم” يقوم بها الممثلون والموسيقيون، أبرز هؤلاء الفنان محمد رمضان، الذي لاحقه محفوظ قضائيًا بسبب كلمات إحدى أغنياته التي اعتبرها “مسيئة”.
من جهته، أفاد أشرف فرحات المحامي بالنقض ومؤسس حملة تطهير المجتمع، إنه يرفض توصيف أو إدراج “ما يسمى بالبلوغر تحت مظلة المهنة، مشددا على أنه يقدم محتوى رديئا يستهدف الاستغلال السيء لمواقع التواصل الاجتماعي ولا يعتبر ذلك وظيفة”.
وأضاف أشرف فرحات خلال مشاركته في برنامج “خط أحمر”، الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة “الحدث اليوم”، أنه “لا يمكن أن تساوي بين وظيفة الطبيب الذي يقدم للجمهور النصائح الطبية أو المحامي الذي يقدم الاستشارات القانونية للمشاهدين، كلا يتحدث في تخصصه طبقا لما درسه وتعلمه وحصل عليه من شهادات، وبالتالي فهو عنصر يفيد المجتمع”.