جدل سعودي حول تدوير فلول الصحوة في البرامج التلفزيونية

أكاديميون سعوديون يحذرون في تغريدات على تويتر من تلميع فلول الصحوة وتدويرهم في برامج تلفزيونية ولو اعتذروا، خاصين بالذكر رجل الدين عائض القرني الذي يعتبر رمزا صحويا بامتياز ويظهر في برنامجين أحدهما يبثّ على إم.بي.سي والآخر على روتانا خليجية.
الرياض - أثار ظهور بعض “فلول” الصحوة في برامج تلفزيونية ضخمة جدلا واسعا في السعودية على موقع تويتر حول الهدف من تدويرهم وتلميعهم بعد أن لفظهم السعوديون.
ويستهدف الجدل تحديدا عودة رجل الدين عائض القرني، الذي يعد رمزا صحويا بامتياز، إلى الظهور اليومي في عدة برامج خلال شهر رمضان منها “مع القرني” ومدته ساعة ويبث يوميا على قناة “إم.بي.سي”، بالإضافة إلى برنامج آخر بعنوان “عطر المجلس” على قناة “روتانا خليجية”.
وانتقد مغردون تأهيل قناة “إم.بي.سي” لأحد رموز الصحوة قائلين إن بلادهم بحاجة إلى “إنهاء فكر الصحوة العفن“. ورأى مغرد:
ويقصد المغرد برنامج “حجر الزاوية“ الذي بثته قناة إم.بي.سي طيلة شهر رمضان من عام 2004 إلى عام 2009 وقدمه فهد السعوي واستضاف فيه الداعية سلمان العودة الذي استغل البرنامج لبث الفكر الصحوي. وترمز فترة الصحوة إلى العقود الأربعة الماضية عندما ساد فكر ديني في البلاد.
وتداول مغردون مقطع فيديو للقرني يحرض فيه على حمل السلاح و”الجهاد في سوريا والعراق”، ثم ظهر في فيديو آخر يتبرأ وينكر أن يكون قد قال ذلك.
وقال حساب:
jwwc22@
#مع_القرني يا ليت مرة واحدة أعرف هل عايض ينتمي إلى دار الإفتاء أو سبق له ذلك؟ هل المذكور مؤهل للفتوى بشهادة من دار الإفتاء؟ الأدوار التي يقوم بها في البرنامج متشعبة.. ما بين فتوى وقصص وحلفان إلخ إلخ..
وأوضح مغرد:
وفي مايو 2019، اعتذر الداعية السعودي عائض القرني باسم “الصحوة” للمجتمع السعودي عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيقت على الناس في السعودية.
وتابع الداعية السعودي في برنامج “الليوان” على قناة “روتانا خليجية” انتقاده لخطاب الصحوة قائلاً إن “من الأخطاء التي وقعت فيها الصحوة الاهتمام بالمظهر أكثر من المخبر والوصاية على المجتمع وتقسيمه إلى ملتزمين وغير ملتزمين”. وأشار إلى أن “من أخطاء الصحوة انتزاع البسمة وروح الفرح من المجتمع، بالتركيز على الفظاظة والغلظة في الخطاب وكأنه لا يوجد غير النار دون جنة، والعذاب دون رحمة”.
عائض القرني سبق أن اعتذر باسم "الصحوة" للمجتمع السعودي عن الأخطاء التي ضيقت على الناس حياتهم
وأكد أن الصحوة بعدما أصيبت بالتشدد صارت ترى سلبيات الدولة فقط ولا تنظر إلى إيجابياتها، وهذا سبب الصدام والسجون والإيقاف. وقال القرني في اعتذاره “أنا الآن مع الإسلام المنفتح والمعتدل على العالم الوسطي”.ولا يعد تراجع القرني وإنكاره استثناء إذ أن رموز الإخوان والصحوة اتخذوا نفس القرار ليبقوا في المشهد. وينكر المتراجعون مقاطع فيديو لهم يحرضون فيها على حمل السلاح و”الجهاد”.
وعبّر أكاديميون سعوديون عن استيائهم من بعث الحياة في تيار الصحوة الديني الذي تجذّر في البلاد خلال حقب سابقة. وبدأ النقاش حين تساءل المحلل السياسي عبدالرحمن العلولا مستخدما هاشتاغ “إم.بي.سي تفرقنا”، في إشارة إلى شعار القناة إم.بي.سي تجمعنا:
ليجيبه الكاتب تركي الحمد:
TurkiHAlhamad1@
“الصحوة” لا تزال جمرات تحت الرماد، فلا نظن أنها انتهت، بمثل ما هي النازية التي تحاول النهوض بين فينة وأخرى، وإعادة تلميع رموزها، فيه خطر كبير على مسيرة الإصلاح والتجديد التي نعيشها. فالحذر كل الحذر.
وغردت الأكاديمية السعودية هيلة المشوح:
hailahabdulah20@
لا أعرف ما الجدوى، أو بالأحرى ما الهدف من إعادة تدوير “رموز الصحوة” في برامج تلفزيونية ضخمة، يجب أن نتعاون على طمر فكرهم وصحوتهم وليس تلميع فلولها وتقديمهم بمظهر المتسامحين الكل باختصار “لا نحتاجهم”!
وانتقد المستشار الإعلامي مفرج بن شويه تكرار الخطأ بتمكين رموز الصحوة ولو كانوا فلولا من منصات لبث أفكارهم. وغرد:
وكتب معلق:
mnalmady1@
أخذوا فرصتهم في الظهور الإعلامي والظهور المرئي وفي المحاضرات والندوات والدعوات والنتيجة سلبية.. اشتكى منهم الداخل مع الخارج.. وأفكارهم قديمة لا تخدم مستقبل البلد، وثقافتهم إقصائية لا تتناسب مع المستقبل.
واعتبر آخر:
aa12314655000@
بالفعل الحذر كل الحذر فأغلب الهاشتاغات التي تتداول باستمرار من فئات معادية للحياة، هي عزف على وتر الصحوة.. ليت فيه سبب مُقنع يُبرر تسلط الملايين من مكبرات الصوت على بيوتنا وبأصوات ما فيها روحانية وشالت جمالية الأذان #إلى متى يا حضرة المسؤولين؟ وليست مسؤوليتكم إدخال الناس إلى الجنة.
ويقصد المغرد الحملات المنظمة على الترند السعودي من جيوش إلكترونية. ومنذ الانفتاح السعودي ولفظ تيار الصحوة دخلت حسابات بثقلها “للتباكي على الإسلام”، مؤكدة “عودة السعودية إلى عصر الجاهلية”. وتشدد الحسابات الوهمية على خطابات دينية عاطفية تخاطب مشاعر الشباب السعوديين.
وسبق أن حذر مغردون من الصحوي المتحور. وقال مغرد في هذا السياق:
ورغم ذلك يقول معلقون إن “وجود رجال دين متنوّرين هو أفضل علاج للأفكار المتطرفة”، وهم من يجب أن يظهروا في البرامج التلفزيونية.
اقرأ أيضا: