جدري الماء يتسبب في أضرار جسيمة للجنين

برلين – يصيب جدري الماء، وهو مرض فايروسي مُعد للغاية، الجلد والأغشية المخاطية، وفق ما قاله المركز الاتحادي للتوعية الصحية.
وأضاف المركز الألماني أن جدري الماء ينتقل عبر الرذاذ المتطاير من الجهاز التنفسي للمصاب أو من خلال الاتصال المباشر مع المصاب أو مع أغراضه الموبوءة بالفايروس.
وتتمثل الأعراض المميزة لجدري الماء في الطفح الجلدي على شكل حويصلات ممتلئة بسائل وحكة جلدية، بالإضافة إلى الحمى والإعياء وتضخم العقد اللمفاوية.
وأشار المركز إلى أن جدري الماء قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. ومن ضمن هذه المضاعفات التهاب المخيخ أو التهاب جدار الأوعية الدموية في المخ.
كما يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على الحوامل اللاتي لم يسبق لهن أن أصبن بهذا المرض؛ فإذا حدث أن أصبن بالعدوى قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، قد يؤدي ذلك إلى حدوث إجهاض أو يتسبب للجنين في حدوث أضرار جسيمة.
وإذا أصيبت المرأة بجدري الماء قبيل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة فمن الممكن أن ينتقل المرض إلى المولود. ولأن جهاز مناعة المولود يكون في
ذلك الوقت غير مكتمل النمو بشكل كاف فإن جدري الماء يتخذ في هذا السن مسارا خطيرا للغاية وقد يصل الأمر إلى حد الوفاة.
وأشار المركز إلى أنه ليس هناك علاج لجدري الماء؛ لذا يتعين على المريض الانتظار إلى أن تتغلب مناعة الجسم على خلايا هذا النوع من الجدري. ويمكن تطهير مواضع الطفح الجلدي بالمطهرات، كما يمكن مواجهة الحمى بواسطة الأدوية الخافضة للحرارة.
وفي تلك الأثناء ينبغي عزل المريض جيدا، وذلك منعا لانتشار العدوى، مع ضرورة الالتزام الصارم باشتراطات النظافة الصحية، أي غسل اليدين جيدا بصفة منتظمة وعدم ملامسة المريض أو أغراضه باليد المجردة وعدم التعرض للرذاذ المنبعث منه.
وجدير بالذكر أن هناك لقاحا مضادا لفايروس جدري الماء، يوصى بأخذه في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي.
وتتمثل أعراض جدري الماء في ظهور بثور الطفح الجلدي المثير للحكة بسبب عدوى الجدري المائي بعد مدة تتراوح بين 10 و21 يومًا من التعرض للفايروس، وتستمر في العادة من 5 إلى 10 أيام. وتشمل مؤشرات المرض والأعراض الأخرى التي قد تظهر قبل الطفح بيوم أو اثنين الحُمّى وفقدان الشهية والصداع والإرهاق وشعور عام بالمرض (التوعك).
يمر طفح الجدري المائي حال ظهوره بثلاث مراحل: ظهور فقاعات وردية أو حمراء تنتشر على مدار عدة أيام.
وتكوّن بثور مملوءة بكمية صغيرة من مادة سائلة (حويصلات) في غضون يوم تقريبًا، ثم تنفتح ويتسرب السائل الذي بداخلها، وتظهر قشور تغطي البثور المفتوحة، ويستغرق اختفاؤها عدة أيام.
وتستمر الفقاعات الجديدة في الظهور لعدة أيام، لذلك تمر بالمراحل الثلاث للطفح -الفقاعات والبثور والجلد المُقشر- في الوقت نفسه. كما يمكن أن تنتقل عدوى الفايروس من المريض إلى الآخرين لمدة 48 ساعة قبل ظهور الطفح، ويظل الفايروس معديًا إلى حين تقشّر البثور المفتوحة.
ويُذكر أن حدة المرض تكون خفيفة لدى الأطفال الأصحاء. وقد يغطي الطفح الجسم بأكمله في الحالات الشديدة، وقد تتشكل آفات في الحلق والعين والأغشية المخاطية للإحليل والشرج والمهبل.