"جدار - فن الشارع" يزين شوارع الرباط بأعمال تجريدية

الرباط – قال المدير الفني لمهرجان “جدار – فن الشارع”، صلاح ملولي، إن الدورة الثامنة لهذه التظاهرة الفنية التي تتواصل فعالياتها إلى غاية الثامن والعشرين من مايو الجاري، تتميز بتكريس الحوار والتبادل الثقافي بين فنانين من بلدان مختلفة.

وأضاف ملولي أن الفنانين المشاركين في المهرجان سيجعلون بعض شوارع الرباط وأحيائها، تزخر بلوحات مختلفة الألوان، من خلال رسم تسع جداريات للتعبير عن أفكارهم ورؤاهم الفنية، وبالتالي سيرحلون بالجمهور في رحلة إبداعية متميزة.

وأبرز المتحدث الأهمية التي تكتسيها مشاركة فنانين من دول مختلفة في هذا المهرجان، حيث يتقاسمون أفكارهم وتجاربهم باعتبار أن لكل واحد منهم رؤية وخلفية ثقافية مختلفة، كما يستلهمون بدورهم أفكارا من مدينة الرباط لإنجاز أعمال فنية.

وأوضح أن المهرجان يتميز في نسخته الثامنة كذلك ببرنامج متنوع، فبالإضافة إلى الجداريات التي تعتبر محور هذه التظاهرة الفنية، توجد أنشطة موازية حيث سيتم رسم جدارية جماعية، وتنظيم ورشات للسيريغرافيا (طباعة الشاشة)، وإقامة فنية، وعقد لقاءات تواصلية، وتنظيم جولات ليتعرف الجمهور على مختلف الجداريات من أجل تعزيز الصلة بينها وبين سكان الأحياء التي تقع فيها.

 بدوره قال الفنان مهدي زموري الملقب بـ”ميد”، إن المهرجان يشكل مناسبة له لرسم جداريات يستلهم أفكارها من كل ما يحيط به، معتبرا أن الجداريات وسيلة فنية فريدة ومبتكرة للتواصل مع الجمهور.

وأضاف أنه يتناول من خلال الجداريات التي يقوم بإنجازها مواضيع مختلفة يحاول من خلالها إبراز الثقافة المغربية، مشيرا إلى أن ما يميز أعماله هو أسلوبه الذي يمزج بين التجريدي والتصويري، وحرصه على أن تكون له بصمته الخاصة التي تميزه عن باقي المشاركين.

من جهة أخرى اعتبر، أن الدورة الثامنة لمهرجان “جدار – فن الشارع”، تتميز بالمزيد من التطور، وإيلاء أهمية للمواهب الشابة.

وعلى مدى مختلف دوراته، ساهم المهرجان في إضفاء وجه جديد على مدينة الرباط من خلال ما يفوق 100 عمل فني تحمل تواقيع أبرز رسامي الجداريات المغاربة والأجانب، وهو تراث سيتم إثراؤه هذه السنة بأعمال فنانين آخرين مثل تيلمو، ومييل، وسيباس فيلاسكو، وإليزا كابدفيلا، وبيزت، وأليغريا ديل برادو، ومريم بنكيران، وماشيمان، وينحدر هؤلاء الفنانون من هولندا وإسبانيا وبولندا والمكسيك والمغرب.

وحسب المنظمين فلكل واحد من هؤلاء الفنانين خلفيات ثقافية مختلفة ورؤية متميزة، لكنهم سيستمتعون على مدى 10 أيام بلقاءات مع سكان الرباط ومحبي فن الشارع.

ويسعى مهرجان “جدار – فن الشارع”، إلى إبراز أصوات الثقافات الحضرية، ومنحها نفس الاعتبار الذي تحظى به الأنواع الفنية الأخرى، إلى جانب فتح آفاق جديدة أمام الجمهور المغربي، وتهيئة الظروف المناسبة من أجل ضمان بيئة مواتية للفنانين للتعبير عن أفكارهم.

ومنذ بداية مهرجان “جدار – فن الشارع” في الرباط سنة 2015، والذي ينظم بمبادرة من جمعية التربية الفنية والثقافية – لبولفار، شهدت المدينة تزايدا ملحوظا في عدد الجداريات التي تزين الواجهات الكبرى للمباني.