جثث متفحمة بعد قصف الجيش السوداني سوقا مكتظة في دارفور

قوات الدعم السريع يرجح أن تكثف محاولات السيطرة على كامل إقليم دارفور بعد هزيمتها في العاصمة الخرطوم.
الأربعاء 2025/03/26
حرب يدفع ثمنها المدنيون

دارفور (السودان) - يكثف الجيش السوداني ضرباته الجوية على إقليم دارفور غرب البلاد، بالتوازي مع عملياته الجارية لاستكمال السيطرة على العاصمة الخرطوم، مخلفا ضحايا من المدنيين. ويخشى سكان دارفور أن يكون الإقليم ساحة المواجهة المقبلة بعد انتهاء الجيش من معاركه في الخرطوم، الأمر الذي ينذر بمجازر لاسيما وأن الإقليم يعد الحاضنة الشعبية لقوات الدعم السريع.

والثلاثاء اتهمت مجموعة “محامو الطوارئ”، التي توثق الانتهاكات في الحرب السودانية، الجيش بتنفيذ قصف دام على شمال إقليم دارفور، في ضربة يمكن أن تكون من الأكثر حصدا للضحايا منذ بدء النزاع قبل سنتين.

وقالت مجموعة المحامين المتطوعين المؤيدة للديمقراطية في بيان إن القصف “طال منطقة مكتظة بالمدنيين،”، مشيرة إلى استهدافه سوقا في مدينة طرّة شمال الإقليم، “وأدّى إلى مقتل المئات من المدنيين وإصابة العشرات بجروح خطيرة.”

ووصف البيان القصف بأنه عشوائي و”يشكّل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني ويعدّ جريمة حرب ممنهجة.” وقال متحدث باسم “محامو الطوارئ” إن المجموعة لم تتمكن بعد من تأكيد عدد محدّد للقتلى “بسبب العدد الكبير من الجثث المتفحمة التي يجري حصرها.”

وتظهر صور تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي آثار دمار ناتج عن القصف، وفق ناشريها، مع جثث متفحمة وأرض محروقة، بينما يتصاعد الدخان من أكوام الحطام. وقالت قوات الدعم السريع التي تخوض نزاعا مدمّرا مع الجيش منذ أبريل 2023، والتي تسيطر على المنطقة المستهدفة، في بيان الاثنين إن الجيش “ارتكب مذبحة” أدت إلى “مقتل وجرح المئات.”

◙ سكان دارفور يخشون أن يكون الإقليم ساحة المواجهة المقبلة بعد انتهاء الجيش من معاركه في الخرطوم، الأمر الذي ينذر بمجازر

وخلال عامين من الحرب في السودان قتل عشرات الآلاف ونزح أكثر من 12 مليون شخص، ما تسبّب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. وبسبب الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية السودانية، هناك صعوبة كبيرة في تأكيد أرقام القتلى والجرحى.

وفي مايو الماضي قال المبعوث الأميركي السابق إلى السودان توم بيريلو إن عدد القتلى قد يكون وصل إلى 150 ألفا. وسبق أن أدى قصف الجيش سوقا في شمال دارفور في ديسمبر الماضي إلى قتل أكثر من مئة شخص، وأكدت الأمم المتحدة “مقتل 80 على الأقل.” وأُعلنت المجاعة في ثلاثة من مخيمات اللجوء في دارفور، بينما تتوقع الأمم المتحدة امتدادها إلى خمس مناطق أخرى.

ويشهد إقليم دارفور -الذي يوازي مساحة فرنسا- منذ بداية الحرب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين. واستخدمت في النزاع البراميل المتفجرة التي تلقى من الجو على أحياء سكنية، بينما تشهد مخيمات لاجئين تعاني من المجاعة هجمات وتطهيرا عرقيا، وفق تقارير لمدافعين عن حقوق الإنسان.

ويحتفظ الجيش السوداني بالتفوّق الجوي في سماء دارفور لامتلاكه طائرات حربية، بينما تستخدم قوات الدعم السريع المُسيرات. وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم المدن الرئيسية في إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة، باستثناء مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور الشمالي، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.

وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ عشرة أشهر وتقوم بهجمات متكررة على مخيمات النزوح المجاورة لها، التي حولها الجيش إلى معسكرات. ويتوقع محللون أن تكثف قوات الدعم السريع محاولات السيطرة على كامل إقليم دارفور بعد هزيمتها في العاصمة الخرطوم.

وأعلن الجيش السوداني الجمعة سيطرته على القصر الجمهوري وسط العاصمة، بعد أن كان تحت سيطرة الدعم السريع منذ بداية الحرب. واستعاد الجيش السوداني كذلك منشآت حيوية أخرى، منها المصرف المركزي ومبنى المخابرات الوطنية والمتحف القومي.

2