جبال الشريعة تشجع الجزائريين على إنعاش السياحة الداخلية

فتح المسالك المؤدية إلى مرتفعات الشريعة بالبليدة سمح للعائلات باكتشاف مناطق ومناظر جديدة، والقيام بجولة سياحية للتخلص من التوتر جراء الحجر الصحي.
الأحد 2020/09/06
الطبيعة تفتح أحضانها لزائرين ملوا العزل

البليدة (الجزائر) - استعادت مرتفعات الشريعة بالبليدة زوارها وأصبحت تعج بالسياح الذين يقبلون عليها قادمين خصوصا من الولايات المجاورة، وذلك بعد عدة أشهر من الحجر الصحي بسبب كورونا.

وعادت الحياة لتدب في غابات الأطلس البليدي، خصوصا من طرف عشاق الغابات الذين يقصدونها مفضلين إياها على زرقة البحر، حيث حرصت العديد من العائلات والشباب على الانطلاق نحو الطبيعة للاستمتاع بالهواء النقي والهدوء تحت ظلال أشجار الأرز والبلوط والكستناء.

وكانت الجزائر أعلنت مؤخرا عن تخفيف إجراءات الحجر المتّخذة لمواجهة فايروس كورونا في ضوء تراجع أعداد الإصابات، وقرّرت بالخصوص تقليص عدد الولايات الخاضعة لحظر تجوّل وإعادة فتح المتاحف وكذلك الشواطئ وأماكن الترفيه الأخرى من فنادق ومطاعم ومقاه، لكنّ حدود البلاد لا تزال مغلقة.

وشجع تواصل إغلاق الحدود المزيد من الجزائريين على إنعاش السياحة الداخلية، حيث بدأ الزوار بالتوجه نحو هذه المنطقة لقضاء يوم كامل والاستمتاع بجولة سياحية للتخلص من التوتر، ومنهم من يقوم بإحضار مستلزمات الشواء لتحضير الأكل في الطبيعة فيما يفضل البعض الآخر ارتشاف القهوة أو الشاي حول مائدة مزينة بمختلف الحلويات وآخرون يقتنون الأكل الجاهز من الفندق المتواجد في المنطقة.

ووفقا لوكالة الأنباء الجزائرية، قالت ليلى محمد الحاج، مفتشة رئيسية بالمديرية المحلية للسياحة، إن المديرية قامت فور الإعلان عن رفع الحجر عن المنشآت التابعة للقطاع، بضبط كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال السياح والسهر على ضمان مراقبة تطبيق الإجراءات الصحية.

تواصل إغلاق الحدود شجع المزيد من الجزائريين على إنعاش السياحة الداخلية، حيث بدأ الزوار بالتوجه نحو مرتفعات الشريعة بالبليدة لقضاء يوم كامل

وأشارت إلى أن هناك إقبالا واسعا وكثيفا من طرف العائلات التي تقصد المنطقة للتنفس خاصة وأن الشواطئ المفتوحة للسباحة محدودة ومكتظة، كما أن هناك من يبحث عن الهدوء والطبيعة.

وأشادت بالوعي الكبير الملاحظ لدى زوار الشريعة من تباعد بين عائلة وأخرى والتزود بالسائل المعقم وحمل الكمامات وغيرها من الإجراءات الوقائية التي تساهم بشكل كبير في الحد من انتشار الوباء.

وسمح فتح المسالك المؤدية إلى مرتفعات الشريعة بالبليدة للعائلات باكتشاف مناطق ومناظر جديدة لم تكن معروفة من قبل وأصبحت مقصدا للعديد من السياح والتي تتميز بغطائها النباتي الغني ومياهها العذبة والمنعشة.

لامية من عين الدفلى: سعيدة كثيرا بعودة الحياة من جديد بعد أشهر من الخوف والاكتئاب بسبب انتشار الوباء.. إنني وزوجي وأبناءنا من مرتادي منطقة الشريعة منذ سنوات نحب الطبيعة ولا نفوت فرصة المجيء إلى هنا.

جابر من الشلف: جئت للاستمتاع بهدوء مرتفعات الشريعة وهوائها النقي في محاولة لمحو آثار الحجر الصحي الذي عايشناه منذ عدة أشهر. البقاء في المنزل لفترات طويلة خلف آثارا سلبية في العائلات الجزائرية كالقلق والتوتر ولهذا يتوجب علينا العمل على محوها تدريجيا من خلال الجولات السياحية في أحضان الطبيعة.

نورالدين بن عاشور، رئيس البلدية بالنيابة: تم فتح المطاعم والفندق الوحيد الموجود في الشريعة “فندق الأرز” ويتم استقبال الزوار في ظل احترام الإجراءات الوقائية.. المنطقة شهدت أيضا عودة ظهور مختلف الحيوانات من جديد بعد فترات طويلة من اختفائها على غرار قرد الماغو وطيور النسر والصقور، كما أن الغطاء النباتي عرف نموا لا مثيل له.

16