جائزة نوبل للأدب 2016: من يحفر اسمه في قائمة الكبار

من المعلوم أنّ جائزة نوبل للأدب قد ذهبت في العام الفائت، إلى البلاروسيّة سفيتلانا ألكسييفتش وسط دهشة عارمة، ليس لأنها مجهولة الاسم لدى عموم القراء، ودوائر صناعة الكتاب، بل لأنّ النوع الذي تكبته (المزج بين القصّ والوقائع التاريخيّة) بعيد كل البعد عن الأنواع الكتابية الشائعة التي تنتمي إلى الأدب، على الرغم من أنّ موقع المراهنات البريطاني العريق "لادبروكس" الذي يتكهّن دائما بأسماء الفائزين المحتملين، كان قد أدرج اسمها في العام ذاته ضمن الأسماء التي من المتوقع لها أن تفوز بالجائزة (وبنسبة 2-1)، إلّا أن مسألة تحديد اسم الفائز، بشيء من اليقين، تظل مسألة عصيّة حتى على المتبحّرين في عوالم الأدب، خاصة وأنّ أعضاء الأكاديميّة بات يعرف عنهم "تفضيلهم" للأعمال القصصيّة على غيرها من ضروب الكتابة.
|
ولم تخرج تكهنات مكاتب المراهنات لهذا العام عن قوائم الأسماء المعلنة في العام الفائت، ضمن قوائم باتت تكرّر أسماء بعينها؛ فبالنسبة إلى موقع "لادبروكس" -حيث، وخلال العقد الماضي، لم يخرج اسم الفائز بجائزة نوبل للأدب عن أوّل ثلاثة مؤلفين في القائمة النهائيّة التي أعلن عنها، بعد إقفال باب المراهنة، سوى ثلاث مرّات فقط- يأتي الياباني هاروكي موراكامي في صدارة الكتاب المفضّلين، لهذا العام، (بنسبة 4-1، فيما حلّ الشاعر السوري أدونيس في المرتبة الثانية (بنسبة 6-1)، تلاه الروائي الأميركي فيليب روث (بنسبة 7-1).
أمّا الكاتب الكينيّ غوغي واتيينغو فقد حل رابعا (بنسبة 10-1)، فيما جاءت الروائية والقاصة الأميركية جويس كارول أوتس في المرتبة الخامسة (بنسبة 14-1)، تبعها الألبانيّ إسماعيل كادرايه (بنسبة 16-1).
ولم تخل التكهنات من ذكر أسماء أخرى، كالشاعر الكوري كو أون، والروائي الأيرلندي جون بانفيل، والروائي الأرجنتيني سيسار آيرا، والروائي الهنغاري لاسلو كروسنافوركاييه، والروائي البرتغالي أنتونيو لوبو أنتونش، والروائي النرويجي يون فوسّه، والبريطاني سلمان رشدي، والكنديّة مارغريت آتوود، والتشيكي ميلان كونديرا، والشاعر الأيرلندي بول مولدون، والإنكليزية هيلاري مانتل.
بيد أنّ أليكس شيبرد، في مقالته المنشورة بمجلة "نيو ريببلك" الأميركية، في 6 أكتوبر الجاري، استبعد كلّا من موراكامي وأدونيس وأوتس من الفوز بنوبل لهذا العام، قائلا "هاروكي موراكي، المهووس بالمعكرونة، لن يفوز بالجائزة. وجويس كارول أوتس، المغرّدة السيئة على موقع تويتر، لن تفوز بالجائزة.
كما أنّ الوضع في سوريا محبط للغاية، حتى إنّ لجنة نوبل التي تعشق الاحتفاء بصحوتها تجاه التمييز الجندريّ، لن تجرؤ البتّة على الاقتراب منه، ممّا يعني أنّ الشاعر أدونيس، المرشح الدائم للجائزة، ربّما لن يفوز بها".
أمّا إليسون فلود، وفي مقالتها المنشورة بصحيفة الغارديان البريطانية في 11 أكتوبر الجاري، فقد تحدثت عن عودة قويّة للأميركي دون ديليلو للتنافس على الجائزة، في عقول المراهنين على الأقل، خاصة بعد أن رفعت مراهنات عشّاق أعماله نسبة التوقعّات من (66-1) في السنة الفائتة، لدى "لادبروكس"، لتصبح (14-1) الآن.
|
كما ارتفعت حظوظ الروائي الكيني غوغي واتيينغو من (10-1) في العام المنصرم، لتصبح (4-1) في هذا العام. فيما قفزت أسهم الروائي الإسباني خافيير مارياس من (66-1) إلى (33-1) في السنة الفائتة، لتصبح الآن (16-1).
وبذلك، وحسبما صرح به أليكس دوناهو، الناطق الرسمي لموقع "لادبروكس"، فإنّ الثلاثة الكبار الأكثر شعبيّة للفوز بجائزة نوبل في الأدب لهذا السنة، هم: ديليلو وواتيينغو ومارياس، "فلقد تحمّس جيش المعجبين بموراكامي للمراهنة عليه في بادئ الأمر، ولكنّ الحماسة خفتت في الآونة الأخيرة.
ويبدو بأنه سيواصل السقوط من أعلى القائمة كلما اقترب موعد الإعلان عن الجائزة".
بيد أنّ موراكامي مازال يتصدر قائمتي شركتي "يوني بتّ" و"وليام هيل" للمراهنات، يليه مباشرة الشاعر السوري أدونيس.
وعلى الرغم من المكانة الرفيعة التي يحتلها الروائي الأميركي فيليب روث في عالم الأدب، وبالرغم من أنّ الجائزة لم تذهب إلى أيّ أميركي منذ فازت بها توني موريسن في العام 1993، إلّا أنه لن يفوز بها لهذا العام -كما يقول أليكس شيبرد، في مقالته آنفة الذكر- لأنّ "سنة 2016 ليست سنة أميركا البتّة. لسبب واحد: قد يتوجب على أيّ أميركي يفوز بالجائزة أن يقول، في خطبة الجائزة، شيئا حول زمن دونالد ترامب… فلجنة نوبل لن تعشق شيئا أكثر من قيامها بإرسال إشارة سلبيّة وعدائيّة لأميركا بمنحها الجائزة إلى شخص يناصر كل شيء يعارضه ترامب".
وقد يكون روث المفضل من بين الكتاب الأميركيين اليوم، إلّا أن توقفه عن الكتابة الروائية مؤخرا سوف ينقص من حظوظ فوزه.