جائزة حمدان بن محمد للتصوير تخصص دورتها الجديدة لثقافة التنوع

إمارة دبي تسعى إلى أن تكون مركزاً للثقافة الفوتوغرافية البصرية في العالم العربي.
الجمعة 2023/01/20
الصورة جسر حضاري

دبي - أعلنت الأمانة العامة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي عن محاور دورتها الثانية عشرة التي تأتي هذا العام تحت عنوان “التنوع”.

وقال علي خليفة بن ثالث الأمين العام للجائزة إن الجائزة تعمل دوما على تطوير أدواتها وتحديث مخزونها المعرفي والمهاري سعيا لتحقيق رؤيتها في نشر ثقافة التصوير وتعزيز الوعي بدور الصورة في صناعة الحضارة ومد جسور التواصل بين الشعوب.

وأضاف أنه “مع إطلاق الدورة الثانية عشرة ننظر إلى المشهد الفني والثقافي بتفاؤل وتحمّل لمسؤولية عرض القضايا ذات الأولوية بأساليب مدروسة للحفاظ على جودة التواصل والتفاعل مع مجتمعات المصورين حول العالم”.

كما كشف بن ثالث عن محور “الفن الرقمي” الذي اعتبره فرصة بصرية لأصحاب الرسائل ذات المعاني الـمكثفة حيث يمكنهم تقديم أعمال مشبعة بالمعاني والدلالات من خلال تشكيلات رقمية تعزز تأثير فكرة العمل الفني.

وأشار إلى أن مستجدات الأحداث العالمية من المحركات الرئيسية لترتيب الأولويات بين القضايا الشاغلة للجمهور على الصعيدين الفني والثقافي، ومن هذا الـمنطلق اختار مجلس أمناء الجائزة “التنوع” كضرورة فكرية وثقافية ملحة على المشهد العالمي وكأرضية للفكر التعايشي ولمبدأ التسامح وقبول الآخر وتقدير الاختلاف. لذلك يتوجب على الفنون أن تلعب دورها بكامل طاقتها للارتقاء بجودة الاتصال البشري ومواجهة الأدوات المضادة لازدهار التواصل الحضاري كالتطرف والعنصرية وغيرهما.

الجائزة اختارت "التنوع" كضرورة فكرية وثقافية ملحة على المشهد العالمي وكأرضية للفكر التعايشي ولمبدأ التسامح وقبول الآخر
الجائزة اختارت "التنوع" كضرورة فكرية وثقافية ملحة على المشهد العالمي وكأرضية للفكر التعايشي ولمبدأ التسامح وقبول الآخر

يذكر أن الجائزة الكبرى تبلغ قيمتها 120 ألف دولار أميركي وهي جائزة مفتوحة حيث أصبح بإمكان المحكمين اختيار الصورة الفائزة بالجائزة الكبرى من أي محور من المحاور المطروحة توسيعا لنطاق المنافسة على هذا المركز الذي يطمح لاقتناصه الجميع.

ويستمر للعام السابع على التوالي محور “ملف مصور” مختبرا ومستخرجا الإمكانات القصصية لدى المصور والقدرات السردية، ليبقى المحور “العام” بمنزلة مساحة الحرية الإبداعية الصرفة التي تكسر جميع الأطر والقوالب حيث يبحر كل مصور بأشرعته الخاصة مستهدفا المرافئ التي لم يكتشفها أحد سواه، سواء باللونين الأبيض والأسود أو من خلال طيف الألوان الكامل.

وتشهد الدورة الثانية عشرة الظهور السادس لفئتين من الجوائز الخاصة هما “جائزة صناع المحتوى الفوتوغرافي” و”جائزة الشخصية.. المؤسسة الفوتوغرافية الواعدة”، حيث تستهدف الأولى المحررين والناشرين والمدونين والمروجين وصناع المحتوى الفوتوغرافي المطبوع، والإلكتروني ذي التأثير الإيجابي الواضح والملموس، وأصحاب مؤسساتٍ أغنت عالم الفوتوغرافيا وأسهمت في وصوله إلى ما هو عليه اليوم، ويدخل فيها أيضا أصحاب الأبحاث والاختراعات المؤثرون.

بينما تمنح الثانية لإحدى الشخصيات الصاعدة من الشباب أو المؤسسات الفوتوغرافية الناشئة والتي تشكل ظاهرة في عملها أو في ظروفها أو في أفكارها وتمثل أملا واعدا لصناعة الفوتوغرافيا في بلدها أو منطقتها أو في العالم أجمع.

هذا بجانب الجائزة التقديرية التي تمنح لشخصيات أسهمت في تطوير فن التصوير وقدمت خدمات جليلة للأجيال الجديدة التي تسلمت مهمة المسك بزمام أمور هذه الرسالة الفنية السامية من خلال عدسة الإبداع لتنال جائزة التقدير.

وعن إستراتيجيات التعامل مع هذا الإرث البصري الضخم، الذي أصبح يتضاعف عاما بعد عام، وحول مآل تلك الصور التي تتوافر عليها الجائزة، قال بن ثالث في تصريح سابق إن أمانة الجائزة تضع مفردات مثل “الثقافة” وتوسيع انتشار “المعرفة” البصرية في منطقتنا العربية، كأولوية يمكن من خلالها أن تتحقق هوامش أخرى ليست أقل أهمية بل هي جوهر تلك المفردات، كتوسيع دائرة اشتغال قسم الأرشفة في الجائزة ليصبح مركزا بصريا يمكنه أن يشكل إضافة بالنسبة إلى المصورين من حيث العود بالنفع عليهم من الناحية الفنية والثقافية.

إرث بصري ضخم
إرث بصري ضخم

ومن أبرز إنجازات المؤسسة إصداراتها الثقافية والفنية، التي كان للتصوير الضوئي النصيب الأكبر فيها من خلال إصدار كتبٍ مصورة ذات قيمةٍ بصريةٍ ومعرفيةٍ وفنيةٍ كبرى، إذ أصدرت المؤسسة العديد من الكتب القيمة في مستواها المرجعي، وقد نجحت في تقديم أرشيف متكامل للأعمال الفوتوغرافية بما تمثله من وثائق فنية وثقافية وحتى تأريخية، ذلك أن الفن الفوتوغرافي اليوم له مكانة بارزة في صدارة القوى الثقافية الناعمة لمد جسور التواصل الحضاري وتناقل الرسائل بلغة بصرية سهلة.

ومنذ انطلاقها تطرح “جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي” هدفا يتمثل في مراكمة نجاحاتها عاما بعد عام لتصبح إمارة دبي “مركزاً للثقافة الفوتوغرافية البصرية” في عالمنا العربي. وهذا ما يأمله الكثير من فوتوغرافيي الخليج والوطن العربي، وهذا ما تراهن عليه طبيعة اشتغال فريق العمل بالجائزة بقيادة أمين عامها علي خليفة بن ثالث.

وتستقبل الجائزة في دورتها الجديدة المشاركات في المحاور المذكورة بدءا من 1 أبريل المقبل حتى منتصف ليل 30 يونيو 2023 بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة على الموقع الرسمي الخاص بها.

13