جائزة الشيخ زايد للكتاب تنظم ندوات ثقافية افتراضية

حفل افتراضي مباشر بثته جائزة الشيخ زايد للكتاب للاحتفاء بفائزيها يأتي في إطار مجهوداتها لبناء جسور التواصل والتبادل الثقافي بين العالم العربي والغربي.
الجمعة 2020/04/17
الجائزة طيلة 14 عاما احتفت بالأدب والمعرفة

أبوظبي- أحمد النعيمي- تحتفي جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ14 بصناع الثقافة والمفكرين والمبدعين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التنمية والتأليف والترجمة في العلوم الإنسانية التي لها أثر واضح في إثراء الأدب والمعرفة والثقافة العربية.

وعلى مدار الـ14 عاما كرمت الجائزة عددا من أهم وأبرز المبدعين والناشرين والمواهب الشابة البالغ عددهم 97 فائزا ينتمون إلى 26 دولة من حول العالم، والذين قدموا إسهامات وابتكارات جليلة في الفكر واللغة والأدب والعلوم الاجتماعية وثقافة العصر الحديث ومعارفه.

ونستعرض في التقرير التالي مراحل تطور الجائزة منذ تأسيسها، وذلك بمناسبة تكريم الفائزين بدورتها الـ14 الخميس 16 أبريل من خلال حفل افتراضي يتم بثه مباشرة وذلك بما يتماشى مع الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها الدولة الإمارات جراء الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم.

وعملت جائزة الشيخ زايد للكتاب منذ تأسيسها في عام 2006 بنزاهة وموضوعية عالية المستوى لتشمل وتغطي جميع فروع المعرفة والآداب على نحو متعدد، الأمر الذي أسهم في بلوغ عدد المتقدمين للجائزة منذ دورتها الأولى عام 2006 وحتى دورتها الرابعة عشرة في عامنا الجاري ما يقارب 16 ألف متقدم من 50 دولة، بما ينسجم مع التقاليد الحضارية التي تسعى الجائزة إلى تعزيزها لبناء مجتمع المعرفة والابتكار والإبداع.

منذ دورتها الأولى وحتى دورتها الرابعة عشرة هذا العام تلقت الجائزة أعمال ما يقارب من 16 ألف مترشح من 50 دولة

وتستكمل جائزة الشيخ زايد للكتاب مسيرة تفوقها بالاحتفاء بالمبدعين من المؤلفين والمفكرين والناشرين والمواهب الشابة الذين كان لمؤلفاتهم وترجماتهم في مجال العلوم الإنسانية دور مهم في الارتقاء بالثقافة والآداب والحياة الاجتماعية العربية وإثرائها علميا وموضوعيا.

وخلال الـ14 عاما تميزت الجائزة بإطلاقها لمبادرات نوعية ومميزة تعزز من مكانة الثقافة واللغة العربية ومكانتها بين الجوائز العالمية، من أهمها “إطلاق منحة الترجمة” في 2018، والتي تهدف إلى دعم دور النشر في ترجمة الأعمال الفائزة بالجائزة من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية من خلال اتفاقية تعاون مع مكتب معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في نيويورك.

وتسعى الجائزة من خلال هذه المبادرة إلى بناء جسور التواصل والتبادل الثقافي بين العالم العربي والغربي ودعم حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الحية والعكس، فضلا عن التكريم والدعم المستمر للأعمال الفائزة، ونقلها من نجاحها المحلي إلى العالمية وتعريف قراء جدد بمؤلفات حديثة للمبدعين العرب.

كما استحدثت الجائزة نظاما إلكترونيا لاستقبال الترشيحات في عام 2018 لمواكبة التطور التكنولوجي وتقليل الاعتماد على الأنظمة الورقية وتسهيل عملية الترشح للجائزة على المرشحين من جميع أنحاء العالم.

ومكن النظام الإلكتروني المرشحين من الترشح عبر خطوات بسيطة وسريعة، ما يوفر أيضا مميزات للفريق الإداري بالحصول على التقارير والإحصائيات اللازمة عبر السنوات، بالإضافة إلى الارتقاء بسير الأعمال في اجتماعات الهيئة العلمية وتوثيق أعمال لجان التحكيم.

إلى ذلك أطلقت الجائزة “فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى” عام 2013 والذي يشمل جميع المؤلفات الصادرة باللغات الأخرى عن الحضارة العربية وثقافتها، بما فيها العلوم الإنسانية والفنون والآداب بمختلف حقولها ومراحل تطّورها عبر التاريخ.

جائزة الشيخ زايد للكتاب ساهمت بشكل بارز في دعم المبدعين العرب
جائزة الشيخ زايد للكتاب ساهمت بشكل بارز في دعم المبدعين العرب

ومنذ إطلاق هذا الفرع بات محط اهتمام الباحثين والكتاب المهتمين بالثقافة العربية لما له من دور في التعريف بالثقافة العربية قديما وحديثا وتعزيز الانفتاح والحوار الثقافي بين الشعوب.

وجاء توجه الجائزة لاستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة ومواكبتها بما يخدم القطاع الثقافي بشكل عام والجائزة بشكل خاص حيث توجهت الجائزة للاحتفاء بفائزيها في دورتها الـ14 الخميس من خلال حفل افتراضي مباشر على قناة الجائزة على يوتيوب، فضلا عن العمل على تنظيم سلسلة من الندوات الثقافية الافتراضية بمشاركة الفائزين في الدورة الحالية والتي سيعلن عنها خلال الأيام القليلة القادمة.

وساهمت جائزة الشيخ زايد للكتاب بشكل بارز في دعم المبدعين العرب ونقل إبداعاتهم للعالمية كونها حاضنة للثقافة العربية، حيث عملت على مدار مسيرتها خلال الـ14 عاما على برامج ثقافية في العواصم الثقافية حول العالم، منها لندن والقاهرة وفرانكفورت ونيويورك ونيودلهي وموسكو وطوكيو ومدريد وميلان وباريس وعّمان، لتعزيز حضور الجائزة في أهم المحافل الثقافية للتعريف بالفائزين ودعم الحراك الثقافي ودفع حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية.

ولا يتوقف دور الجائزة على تكريم المبدعين والفاعلين الثقافيين، بل تسعى إلى ترسيخ أسس ثقافية متينة مبنية خاصة على ثقافة الانفتاح والتسامح، وهو ما حققته بتنظيمها لندوة فكرية حول التسامح في الثقافة والآداب والتاريخ، وذلك في ديسمبر الماضي.

حيث تحرص الجائزة على تعميق قيم الحوار وتقبّل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، وتجسيدا لأهمية قيمة التسامح.

ومن الندوات أيضا نذكر ندوة  “الحوار الثقافي العربي الروسي” التي أقيمت في موسكو، حيث تسافر الجائزة إلى عواصم مختلفة لتحقيق برنامج ثقافي شامل، يحاول منح قنوات تواصل جديدة للثقافة العربية في تفاعلها مع الآخر وإفادته والإفادة منه.

ونذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب كانت قد أعلنت مؤخرا أسماء الفائزين في دورتها الرابعة عشرة لعام 2019 – 2020 والتي ضمّت ستة كُتاب وأدباء عالميين إلى جانب مجلة أدبية مستقلة تكريما لنتاجهم الإبداعي والفكري المتميز الذي يعكس نهجا فكريا وفنيا يسهم في إثراء حركة الكتابة في الثقافة العربية المعاصرة. وستعلن بقية فعالياتها لاحقا.

15