ثورة جياع تطرق أبواب لبنان

الاحتجاجات تدخل يومها السابع على التوالي والمتظاهرون يتوعدون بالتصعيد.
الاثنين 2021/03/08
الغضب يتفجر في لبنان

بيروت - أحرق متظاهرون إطارات لإغلاق الطرق الرئيسية في مختلف أرجاء لبنان لليوم السابع على التوالي الاثنين، نتيجة الغضب من الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عام والجمود السياسي المستمر منذ سبعة أشهر.

وقالت باسكال نهرا، وهي متظاهرة في جل الديب، "قلنا عدة مرات وسنرجع نعيد إنه سيكون هناك تصعيد لأن الدولة ما عم تحس على دمها (لا تفعل شيئا)... مشهد 17 أكتوبر يجب أن يتكرر ونحن سنبقى بالشارع واليوم ستكون مفتوحة".

وكانت الاحتجاجات في بداية الأزمة المالية في لبنان عام 2019 قد دفعت بمئات الآلاف إلى الخروج إلى الشوارع لإسقاط الحكومة.

والاثنين أغلقت ثلاثة طرق رئيسية تؤدي إلى العاصمة بيروت جنوبا من الزوق وجل الديب والدورة، وفي بيروت نفسها أغلق المحتجون طريقا رئيسيا أمام مصرف لبنان المركزي.

وفي صور حاول رجل إحراق نفسه بعدما سكب البنزين على جسمه لكن الدفاع المدني أوقفه في الوقت المناسب، وفقا لما نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

ويتزامن قطع الطرق وإغلاقها مع دخول لبنان المرحلة الأخيرة من تخفيف قيود الإغلاق المشدد المفروض منذ منتصف الشهر الماضي، في محاولة للحد من التفشي المتزايد لفايروس كورونا.

صورة

وناشدت شركة كبرى للأوكسجين في لبنان المواطنين "تسهيل مرور شاحناتها على جميع الطرقات لتلبية حاجة المستشفيات للأكسيجين الطبي للضرورة الإنسانية، خصوصا خلال جائحة كورونا" التي تكافح السلطات للحدّ من تداعياتها.

وشهدت محال بيع المواد الغذائية حوادث صادمة في الأيام الأخيرة، مع التهافت على شراء سلع مدعومة، لم تمر دون صدامات، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر وترتفع فيه معدلات البطالة تدريجيا.

وحذّر مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو مبادرة بحثية تهدف إلى دراسة تداعيات الأزمات المتعددة في لبنان وطرق مقاربتها، في تقرير الاثنين من أنه و"إن ظهرت تداعيات انهيار قيمة الليرة جليا في تدهور القدرة الشرائية للبنانيين والمقيمين في لبنان، وما يرافق ذلك من تنافس محموم وأحيانا عنيف على ما يعرض من سلع وبضائع مدعومة في بعض المحلات، فإن الأسوأ لم يحدث بعد".

وفقد عشرات الآلاف وظائفهم بسبب الأزمة التي أدت أيضا إلى تجميد الحسابات المصرفية، وبدأ كثيرون يعانون من الجوع.

وبعد انفجار دمر مناطق بأكملها في بيروت في أغسطس استقالت الحكومة، لكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري على خلاف مع الرئيس ميشال عون، ولم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة تنفذ الإصلاحات المطلوبة لصرف مساعدات دولية بمليارات الدولارات.

صورة

ومنذ تراجع قيمة الليرة اللبنانية إلى مستوى قياسي جديد الثلاثاء الماضي يغلق المحتجون الطرق الرئيسية يوميا.

وهدد حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال بالاستقالة لزيادة الضغط على من يعطلون تشكيل حكومة جديدة.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن دياب سيجتمع مع الرئيس عون وعدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال وحاكم مصرف لبنان والمسؤولين الماليين والأمنيين الاثنين.

وانتقد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الساسة في عظته الأحد قائلا "تصالحوا أيّها المسؤولون مع السياسة، ومع الشعب الذي بدّدتم ماله وآماله... ولم يعد له سوى الشارع. فنزل يطالب بحقوقه".

وأضاف الراعي "كيف لا يثور هذا الشعب وقد أخذ سعر صرف الدولار الواحد يتجاوز 10000 ليرة لبنانيّة بين ليلة وضحاها؟ كيف لا يثور هذا الشعب وقد هبط الحد الأدنى للرواتب إلى 70 دولارا".

ودعا الراعي إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لمساعدة لبنان.

صورة