ثنينة عزيري تعرض فنتازيا لونية بـ"لمسة فنان"

الفنانة تؤثث أعمالها التي أرفقتها بنصوص شعرية منتقاة بوجوه نساء جزائريات وهن بصدد القيام بأعمالهن اليومية.
الأربعاء 2024/08/14
عناصر من التراث الجزائري

الجزائر - يتواصل حتى الثالث والعشرين من أغسطس الجاري برواق الفنون “محمد راسم” بالجزائر العاصمة معرض الفنانة التشكيلية ثنينة عزيري الذي تقدم فيه للجمهور عصارة تجربتها الفنية الثرية، حيث تعكس أعمالها الفنية ارتباطها الوثيق بعناصر التراث الثقافي الجزائري الثري ونزوعها لممارسة فنية حداثية لترسم بذلك شغفها بالموروث الثقافي المادي واللامادي الجزائري بلمسة عصرية.

يضم المعرض الذي يحمل عنوان "لمسة فنان"، أكثر من 40 لوحة فنية من مختلف الأحجام والتقنيات بتقنية الألوان الزيتية، وهي تتناول نماذج مختلفة تبرز عناصر التراث الثقافي والفني الوطني على غرار بورتريهات لوجوه نسائية ورجالية بكل تفاصيلها اليومية ولباسها التقليدي وعاداتها التقليدية ومجوهراتها من مختلف مناطق الجزائر، وكذلك مناظر طبيعية ومواقع تاريخية تعج بالتاريخ والأصالة تنسج من خلالها فسيفساء تراث الجزائر.

وتقترح عزيري في هذا المعرض المنظم في إطار برنامج موسم الاصطياف الذي أعدته مؤسسة فنون وثقافة التابعة لولاية الجزائر، رحلة فنية مادتها التاريخ والتقاليد والمهارات الخاصة بالفانتازيا وذلك بناء على خيارات لونية تمزج بين الأبيض والأسود وبين مختلف الألوان التي تشع بالحياة لتناغم بين مختلف التيارات الفنية كالرمزية والواقعية والبوب أرت والفن الأفريقي.

كما تؤثث الفنانة أعمالها التي أرفقتها بنصوص شعرية منتقاة، بوجوه نساء جزائريات وهن بصدد القيام بأعمالهن اليومية في المطبخ أو في ساحة المنازل التقليدية في القرى والقصبة وغيرها المحاطة بالجبال والرمال وزرقة البحر على غرار صورة فتاة تارقية بلباسها التقليدي المزخرف وهي تعزف على آلة الإمزاد التراثية أو فتاة بلباس قبائلي ناصع البياض وهي تحمل الماء من النافورة.

◙ المعرض يضم أكثر من 40 لوحة فنية لوجوه نسائية ورجالية بكل تفاصيلها اليومية ولباسها التقليدي من مختلف مناطق الجزائر

كما رصدت بدقة جمال الطبيعة وسحرها في جنوب الجزائر الشاسع بمنطقة الأهقار والطاسيلي واللباس التقليدي الشهير بهذه المنطقة، فضلا عن سباق الفرسان على صهوة الجياد وهم في أبهى لباس حاملين الرايات والبنادق.

ومن جهة ثانية، تعرض التشكيلية أمام الجمهور أعمالا مركبة من الخشب المسترجع وكذا مادة الحديد والبلاستيك مجسد عليها رسومات وأقنعة برموز مختلفة ذات بعد أفريقي ومغاربي في الغالب ترمز لتقاليد محلية واحتفالات راسخة على غرار لوحة من الخشب يطغى عليها اللون الأزرق تمثل رقصة السبيبة في مختلف مراحلها وزخمها الجمالي الاستعراضي.

وتقول عزيري إن الفن التشكيلي الذي دخلته من باب "العصامية" و"الهواية" صقلته من خلال انتسابها لجمعية الفنون الجميلة التي تعتبر "أول مدرسة تلقنت فيها ومن خلال الورشات التي أطرها كبار الفنانين مختلف تقنيات وأساسيات العمل الفني"، معبرة عن "ميلها الكبير" لممارسة الفن الحديث.

وأردفت أن الفن التشكيلي بمثابة "وسيلة للتعبير عن ارتباطها وافتخارها بكل ما هو تراث ثقافي في الجزائر بهدف الحفاظ على ذاكرته"، مضيفة أنها تعتمد في بناء تصورها الفني على "المزج بين مختلف التيارات والمدارس الفنية العالمية والنهل منها لإثراء العمل الفني وفق خيارات لونية مختلفة".

وسبق للفنانة المولودة بالعاصمة في 1980، المشاركة في العديد من المعارض الفنية داخل الجزائر وخارجها منذ 2004، حيث أبرزت موهبتها وولعها بكل ما له علاقة بالتراث والموروث الثقافي والفني الجزائري للحفاظ عليه للأجيال القادمة. وتولي الفنانة التشكيلية اهتماما كبيرا بالتراث الجزائري الثري والمتنوع، وهو ما يظهر جليا في كل معارضها ولوحاتها، حتى أنها عنونت أحد معارضها بـ"من التراث الجزائري".

14