ثمن كوب قهوة يحافظ على موسوعة ويكيبيديا حرة

“ويكيبيديا هي مكان للتعلم، وليست مكانًا للإعلان” إعلان من الموسوعة الحرة المجانية يحث قراءها على التبرع ولو بدولارين لأن ذلك سيساعدها على الاستمرار في العمل. وموسوعة ويكيبيديا ليست الأولى التي تطلب الدعم المالي من قرائها.
لندن - تعرض الموسوعة الحرة ويكيبيديا رسالة لكل مستخدم يتصفحها تدعوه إلى التبرّع بدولارين من أجل استمرار صدورها.
وجاء في صفحة الموسوعة في المملكة المتحدة “لجميع القرّاء في المملكة المتحدة، إنه أمر محرج بعض الشيء، لذا سندخل مباشرة في الموضوع: نطلب منك بكل تواضع حماية استقلال ويكيبيديا”.
وتشير موسوعة ويكيبيديا إلى أن 99 بالمئة من القراء لا يقدّمون دعما ماليا لها، مؤكدة أنه إذا أعطى القراء دولارين، فقط فيمكن الحفاظ على ويكيبيديا حرة ومزدهرة لسنوات قادمة.
وقالت ويكيبيديا إن سعر كوب قهوة الجمعة هو كل ما تحتاجه. وحذر المنشور “إذا أصبحت ويكيبيديا تجارية، فإن ذلك سيكون خسارة كبيرة للعالم. لأن ويكيبيديا هي مكان للتعلم، وليست مكانًا للإعلان.
وموسوعة ويكيبيديا ليست الأولى التي تطلب الدعم المالي من قرائها. إذ باتت الصحف والمواقع والشركات العامة غير الربحية تلجأ الى هذه الطريقة في الاستمرار بالعمل بعد المنافسة التجارية الشديدة وسحب سوق الإعلانات منها.
وكمثال على ذلك أطلقت صحيفة الغارديان البريطانية منذ عامين دعوتها إلى القرّاء للتبرع والمساهمة في إنقاذ صحيفتهم. ومثّل الاعتماد على مساهمات قرّاء النسخة الرقمية من الصحيفة، نموذجا لتحوّل كبير في استراتيجية مؤسسة إعلامية وقفت طويلا في وجه خيار الاشتراكات الرقمية المدفوعة، الذي لجأت إليه مؤسسات عالمية أخرى لمواجهة أزمتها المالية.
وطرح نيك نيومان، من معهد رويترز للصحافة تساؤلا حول ما إذا كان الطلب من القرّاء أن يتبرعوا بأموالهم سينجح على المدى الطويل..
وأضاف خبراء أن الغارديان وويكبييديا ومن على شاكلتهما مضطرة للبحث عن حلول أخرى لتعويض الخسائر وإيجاد مصادر دخل جديدة، وإلا فأنها ستجد نفسها في مأزق مرة أخرى.
يذكر أن موسوعة ويكيبيديا الشهيرة تحتفل بذكرى ميلادها الـ18، في 15 يناير القادم، في الوقت الذي تتربع فيه على قمة الموسوعات المعرفية المجانية في العالم أجمع.
وتعتبر الموسوعة المجانية على شبكة الإنترنت، والتي يمكن الوصول إليها والتعديل عليها بشكل مفتوح ومتاح للجميع؛ أكبر مستودع للمعرفة الإنسانية في العالم أجمع. وتملك أكثر من 41 مليون مقالة وصفحة بحوالي 295 لغة مختلفة، بينها أكثر من 5.3 مليون صفحة باللغة الإنكليزية فقط، وبإجمالي 13 لغة فقط تملك أكثر من مليون مقالة على الموسوعة.
هذا الأمر جعل البعض يأخذون هذه البيانات، كانعكاس لاهتمام الأمم والشعوب وأصحاب اللغات المختلفة، بالتعليم والعلم، وتوثيق حضارتها وإضافاتها الإنسانية، فعلى سبيل المثال، هناك أكثر من 457 ألف مقالة باللغة العربية، التي تأتي في المركز العشرين بالموسوعة.
عندما أطلق جيمي ويلز الموقع في عام 2001، كانت رؤيته الأصلية خلف إنشاء الموسوعة، هو أن كل شخص على هذا الكوكب لديه حق الوصول الحر إلى حصيلة المعرفة البشرية، وعلى ما يبدو، فإن هذا الهدف يتحقق بالفعل.
والموقع، الذي يقوده أشخاص متطوعون بشكل كامل، يُعدّ أقرب إلى منظمة خيرية غير هادفة للربح، تُمثّل التبرعات رأس ماله الأساسي.
وويكيبيديا ليست مجرّد موقع على الإنترنت، وإنما مؤسسة غير ربحية متكاملة، لها مقر في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية، وتسمى “ويكيميديا”، والجزء الأكبر من إيراداتها تأتي من تبرعات قليلة من عامة الناس، وليس من المنح الكبيرة من أصحاب الثروات.
ودائمًا ما كانت ويكيبيديا متحفظة بشأن فكرة الإعلانات أو رعاية الصفحات أو وجود الروابط على الموقع، بالرغم من أن ذلك قد يُساعد الموقع ماديًا، ولو بدرجة ما، ولكن للمضي قُدمًا، اختارت ويكيبيديا الحفاظ على نموذج المنح.
وكانت موسوعة ويكيبيديا العالمية قادت حراكا عالميا احتجاجا على المواد المثيرة للجدل في قانون النشر الأوروبي الجديد. وتعطلت بعض إصدارات الموسوعة في أوروبا خاصة صفحاتها بالإيطالية والإسبانية والبولندية الخميس قبل تصويت أعضاء البرلمان الأوروبي على القانون.
واحتجت الموسوعة الإلكترونية المجانية ويكيبيديا ومجموعات الخصوصية الأخرى على اثنين من مقترحات التشريع على وجه الخصوص وهما: المادة 13 والتي تجعل مواقع الإنترنت مسؤولة بشكل مباشر عن انتهاكات حقوق النشر من قبل مستخدميها مما يجبرها على إدخال مرشحات تعمل بشكل تلقائي على التقاط المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر الذي يتم تحميله بواسطة مستخدمي المواقع.
كما احتجت الموسوعة على المادة 11 التي تحمل اسم “ضريبة الارتباط” (The link Tax) وتتطلب من المواقع الإلكترونية دفع رسوم عند تضمين روابط في منشوراتها أو اقتباس مقتطفات من الناشرين الأصليين.
وكتب محررو ويكيبيديا الإسبانية رسالة للزوّار يقولون فيها “إن ويكيبيديا نفسها معرضة لخطر الإغلاق، لأنه إذا تمت الموافقة على التشريع الجديد في نسخته الحالية قد يكون من المستحيل مشاركة مقال صحافي على الشبكات الاجتماعية أو العثور عليه في محركات البحث”.
وأضافوا “نريد الاستمرار في تقديم عمل مفتوح ومجاني وتعاوني مع محتوى يمكن التحقق منه.
وقالت ويكيبيديا أيضا إن “فرض رسوم على اقتباس النصوص المنشورة الخاصة بالصحف سيزيد من صعوبة الوصول إلى المعلومات حول الأحداث الجارية في العالم ومشاركتها، مما يجعل من الصعب على مساهمي ويكيبيديا العثور على مقالات عبر الإنترنت”.
وبسبب طبيعة ويكيبيديا واعتمادها على المساهمين في المجتمع، يمكن أن يكون لكل من المادتين تأثير سلبي كبير على الموقع.
وردّت المفوضية الأوروبية قائلة إن “ويكيبيديا” وموسوعات أخرى على الإنترنت لن تندرج ضمن نطاق مشروع حقوق الطبع والنشر.