ثلاث لاءات بوجه قرارات البرهان في تظاهرات غاضبة في السودان

الخرطوم - احتشد المئات من السودانيين في منطقة الكلاكلة جنوبي العاصمة الخرطوم في موكب متحرك باتجاه منطقة الصحافة، إيذانا ببدء التظاهرات التي دعا لها تجمع المهنيين السودانيين وبعض القوى السياسية الأخرى، للتعبير عن رفضهم لقرارات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، رافعين ثلاث لاءات بوجه قراراته.
ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان البرهان ترؤسه مجلسا جديدا للسيادة، يضم عسكريين ومدنيين من مختلف أقاليم السودان.
وأكد التلفزيون أن البرهان احتفظ بمنصبه رئيسا للمجلس، كما احتفظ محمد حمدان دقلو (حميدتي) بموقعه نائبا لرئيس المجلس.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب باستعادة الحكم المدني، وإطلاق سراح رئيس الوزراء المعزول عبدالله حمدوك.
وتأتى هذه التظاهرات استجابة لدعوات الأحزاب والقوى المهنية والثورية، احتجاجا على إعلان البرهان تشكيل المجلس السيادي الجديد.
وخلال الساعات الماضية، تصدرت دعوات التظاهر مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، وأصبحت أوسمة "مليونية 13 نوفمبر"، "الردة مستحيلة" الأكثر انتشارا على مواقع التواصل. كما انتشرت تغريدات تحت عنوان "اللاءات الثلاث" (لا شراكة، لا تفاوض، لا شرعية).
وفي خطوة سبقت المظاهرات، أغلقت السلطات جميع الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان، بالحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة، وفرضت إجراءات أمنية، ونشرت قوات مدججة بالسلاح، بينما أبقت ثلاثة جسور مفتوحة.
وأغلقت القوات السودانية شارع أفريقيا الموازي لمطار الخرطوم عند محطة "لفة الحريف"، وتمنع القوات العبور من هناك باتجاه وسط الخرطوم. كما نشرت السلطات القوات حول المؤسسات الحكومية والأسواق وسط الخرطوم.
وشهدت بعض أحياء العاصمة، من بينها حي الحلفاية في الخرطوم بحري و"ود نوباوي" بمدينة أم درمان، حيث معقل حزب الأمة ليل الجمعة، مظاهرات رافضة لقرارات قائد الجيش السوداني.
ورفضت عدة جهات في السودان من بينها تجمع المهنيين (قائد الاحتجاجات) مجلس السيادة الجديد، ودعا في بيان إلى الخروج السبت في مظاهرات حاشدة للمطالبة بعودة الحكومة المدنية.
ودعت الولايات المتحدة رعاياها في السودان إلى تجنب الحشود والمظاهرات وتوخي الحذر، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تنطلق احتجاجات كبيرة، في حين يستمر المنظمون في التشجيع على العصيان المدني غير العنيف، حسب قولهم.
ومن جانبها، دعت مفوضية حقوق الإنسان القادة العسكريين إلى ضمان الاحترام الكامل لحقوق الشعب السوداني في حرية التعبير والتجمع السلمي. كما حث الممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتس على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وفي تغريدة على حسابه على توتير، قال بيرتس إنه "في ضوء مظاهرات الغد (السبت) في السودان، أدعو مرة أخرى قوات الأمن إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير وعلى المتظاهرين أن يحافظوا على مبدأ سلمية الاحتجاج".
وأشارت المفوضية إلى أن هذه الدعوات تأتي تحسبّا لوقوع أي ضحايا، مع الإبلاغ عن مقتل 14 شخصا وإصابة حوالي 300 شخص خلال الاحتجاجات بين الخامس والعشرين والثلاثين من أكتوبر.
وقالت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن سقوط الضحايا كان "بسبب الاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة من قبل القوات العسكرية والأمنية".
وفي تصريحات للصحافيين من جنيف، قالت ليز ثروسيل "من الأهمية بمكان اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان عدم حدوث المزيد من إراقة الدماء في الاحتجاجات المزمعة غدا وما بعد ذلك".
وبدورها، علقت السفارة الأميركية في الخرطوم على هذه الدعوات للتظاهر، في تغريدة على تويتر، وقالت "تتابع السفارة الأميركية عن كثب المظاهرات المعلنة غدا ضد الاستيلاء العسكري في الخامس والعشرين من أكتوبر. إننا نشعر بقلق بالغ إزاء عمليات اعتقال القادة السياسيين والمواطنين، فضلا عن عدد المدنيين الذين أصيبوا أو قُتلوا. نحن ندعم حق الشعب السوداني في التعبير السلمي عن مطالبه".
وكان البرهان، أعلن في الخامس والعشرين من أكتوبر حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة عبدالله حمدوك، الذي تم توقيفه لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه لينتقل إلى منزله حيث وضع قيد الإقامة الجبرية، كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين.