ثقة ضعيفة للشباب في أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما

أريحا - غزة (فلسطين) - لا يتوانى شبان فلسطينيون عن توجيه انتقادات للنظام الانتخابي المعتمد في تنظيم أول انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية منذ 15 عاما، والمطالبة بإصلاحات كثيرة على الرغم من الشكوك لدى الكثيرين في ما إذا كانت تلك الانتخابات ستجرى بالفعل في مواعيدها المحددة.
وينتقد الشبان القوانين الانتخابية التي تتطلب ألا يقل عمر المرشحين في الانتخابات التشريعية عن 28 عاما، وأن تدفع القوائم 20 ألف دولار من أجل التسجيل، ويقول الشبان إن هذه الإجراءات تحول دون مشاركتهم.
وتقول حركتا فتح وحماس، اللتان اتفقتا على تنظيم الانتخابات مع باقي الفصائل الفلسطينية، إنهما تتفاعلان مع صوت الشباب.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس "أردنا أن تكون للشباب كلمة في السياسة من خلال البرلمان وصنع القرار، لذلك تضمنت القائمة العديد منهم"، وهو ما ذهب إليه متحدث باسم فتح أيضا حيث صرح بأن "الشبان هم أساس الحركة".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي غادر الاثنين إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، قد أصدر مراسيم رئاسية في يناير الماضي تحدد الانتخابات التشريعية في 22 مايو والرئاسية في 31 يوليو المقبل.

الشبان الفلسطينيون ينتقدون النظام الانتخابي الذي يصعّب من مهمة مشاركتهم في أول انتخابات عامة تنظم منذ 15 عاما
ويرى كثيرون أن توقيت الانتخابات المنتظرة، وهي الأولى منذ 15 عاما، جاء كمحاولة لإعادة إصلاح العلاقات مع واشنطن تحت رئاسة جو بايدن، وكتحرك متأخر جدا للرد على الانتقادات الموجهة لشرعية عباس الذي انتخب في 2005، وشرعية حماس التي سيطرت على المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006.
ويقول شبان فلسطينيون إن الركود الذي تشهده العملية الديمقراطية همش جيلهم في مجتمع تقل أعمار أكثر من نصف أفراده، البالغ عددهم 5.2 مليون فلسطيني، عن 29 عاما.
ولم يصوت أي فلسطيني أصغر من 34 عاما في انتخابات عامة ولم تُنظم أي انتخابات في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أجري آخر اقتراع برلماني في يناير 2006.
وقال سالم براهمة، من حركة جيل التجديد الديمقراطي الشبابية، "نسمي أنفسنا الجيل المهمل لأننا لم نحظ بمساحة ضمن النظام السياسي للمشاركة وحتى تُسمَع أصواتنا".
وأضاف براهمة (31 عاما)، وهو من أريحا، "نحن من جيل لم ينتخب ممثليه قط".
وتحركت الانتخابات التشريعية المزمعة في 22 مايو خطوة إلى الأمام الأسبوع الماضي، عندما قدمت حركة فتح بزعامة عباس ومنافستها حركة حماس قائمتيهما الانتخابية.
لكن انقسامات داخلية في فتح أثارت اضطرابات، إذ قدم القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، وناصر القدوة ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، قائمة مرشحين منافسة في تحد مباشر لزعيم الحركة. وكلاهما في الستينات من العمر، ورغم ذلك فهما من الجيل الأصغر سنا من جيل عباس، البالغ من العمر 86 عاما.
قائمة افتراضية

أعدت حركة جيل التجديد الديمقراطي الشبابية قائمة برلمانية افتراضية بديلة، لتظهر كيف تكون الديمقراطية والمشاركة السياسية في اعتقادها.
وفي غزة شكّل شبان صفحة على فيسبوك أسموها "15 سنة" تتهم حماس وفتح بإعطاء الأولوية للتنافس السياسي بينهما على حساب بطالة الشبان.
وقال أحد مؤسسي الصفحة، طالبا عدم نشر هويته خشية التعرض لعقاب في القطاع الذي تديره حماس، "15 سنة واحنا مهملين ومعزولين، أردنا أن نسمع أصواتنا وأن نحاسب هؤلاء القادة".
وستهيمن فتح وحماس على الأغلب على الانتخابات. وخاضت الحركتان صراعا طويل الأمد على السلطة، اتسم أحيانا بالعنف، منذ فازت حماس على نحو مفاجئ في انتخابات عام 2006.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الانتخابات التشريعية، وأيضا الانتخابات الرئاسية المقررة في 31 يوليو، ستُجرى كما هو مقرر في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية، مع خضوع كل منطقة لإدارة مختلفة.
وتحكم حماس قطاع غزة منذ 2007، فيما تمارس السلطة الفلسطينية برئاسة عباس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية المحتلة، بينما تسيطر إسرائيل على القدس الشرقية.
وأجرت إسرائيل في الآونة الأخيرة رابع انتخابات لها في عامين في ظل اضطراب سياسي لم يسبق له مثيل. ولم يتضح ما إذا كانت ستسمح بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية كما فعلت في المرة السابقة، إذ إن المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين انهارت في 2014.
ولم تبدأ فتح ولا حماس بعد الحملات الانتخابية الرسمية، إذ لا يُسمح بها قبل 30 أبريل. وسعت الحركتان لاختيار اسمين لقائمتيهما يعكسان أسسهما طويلة الأمد، فقد اختارت حماس اسم "القدس موعدنا" بينما اختارت فتح اسم "العاصفة"، وهو اسم جناحها العسكري في عهد عرفات.