ثامر عناد يقود منتخب الكويت أمام الأردن

تعتبر إقالة الكرواتي روميو جوزاك وجهازه الفني في فترة حساسة جدا بالنسبة إلى المنتخب الكويتي، لاقتراب التصفيات المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023. وهو ما دعا الاتحاد الكويتي لكرة القدم المدرب المحلّي ثامر عناد إلى قيادة المنتخب في مباراته أمام الأردن الشهر المقبل.
الكويت – كلّف الاتحاد الكويتي لكرة القدم المدرب المحلي ثامر عناد قيادة المنتخب في مباراته أمام الأردن الشهر المقبل ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة، بعد إعفاء الكرواتي روميو جوزاك في وقت سابق هذا الشهر. وأكد عناد أن “اللجنة الفنية في الاتحاد أبلغتني بالتكليف رسميا”. وجاء ذلك القرار لرغبة الاتحاد في استقطاب مدرب على مستوى عال لتولّي مهمّة قيادة المنتخب بالمرحلة المقبلة من التصفيات، مع منحه الفرصة للتعرّف على الفريق بشكل أكبر خلال مباراة الأردن.
ومن المقرّر أن يقدّم عناد (49 عاما) أسماء لاعبي المنتخب بالتعاون مع مساعديْه، المصري سمير عبدالرؤوف وطارق البناي، خلال الفترة المقبلة، قبل انطلاق تحضيرات المنتخب مطلع أكتوبر للمواجهة التي تقام في عمان في العاشر منه، ضمن الجولة الثالثة لمنافسات المجموعة الثانية من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في قطر وكأس آسيا 2023 في الصين. وسبق لعناد أن لعب لمنتخب الكويت وفريقيْ الصليبخات والسالمية. وعلى المستوى التدريبي، تولّى قيادة الصليبخات والجهراء.
انقسام كبير
شهد ملفّ اختيار المدرب البديل القادر على تغيير الصورة وقيادة المنتخب، انقساما كبيرا، حيث نادى البعض بالتعاقد مع مدرب أجنبي من المتواجدين بالدوري الكويتي بشكل مؤقت، في الوقت الذي طالب آخرون بإسناد المهمة لمدرب وطني من أصحاب الخبرة. وكان الثنائي، السوري حسام السيد مدرب العميد، والفرنسي ميلود حمدي مدرب الرهيب يحظيان برصيد كبير لتولّي المهمة.
كما تلقّى اتحاد الكرة عبر لجنته الفنية عددا من السير الذاتية لمدربين أجانب مرشحين لقيادة الأزرق خلال الفترة المقبلة. وتضم قائمة المرشحين لقيادة المنتخب الكويتي الروماني بيتوركا والبرتغالي فيريرا، إلى جانب الألماني شوستر والبرازيلي ميكاليه.
الكويتيون يخشون تكرار الهزيمة في تصفيات 2006 لا سيما وأن إعفاء جوازك جاء في وقت صعب
ويأتي تكليف عناد بعدما أعفى مجلس إدارة الاتحاد في 12 سبتمبر الجاري، المدرب جوزاك الذي شغل عناد دور مساعده، من مهامه. وجاء الإعفاء بعد الخسارة القاسية التي تعرّض لها “الأزرق” أمام ضيفه الأسترالي 0-3 في الجولة الثانية من التصفيات.
وتتساوى أربعة منتخبات في صدارة ترتيب المجموعة الثانية برصيد ثلاث نقاط ويفصل بينها فارق الأهداف، حيث تحتلّ الكويت المركز الأول (من مباراتين) أمام أستراليا (مباراة واحدة) والأردن (مباراة واحدة) ونيبال (مباراتين)، فيما تتذيّل تايوان الترتيب من دون نقاط من مباراتين.
ومثّلت المواجهة أمام أستراليا الظهور الثاني لـ”الأزرق” بعد الأول ضمن التصفيات نفسها أمام نيبال (7-0)، بعد غياب عن منافسات البطولات الدولية دام قرابة أربعة أعوام وتحديدا منذ أكتوبر 2015 عندما تم استبعاده من التصفيات المزدوجة لمونديال 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات، على خلفية قرار الاتحاد الدولي (فيفا) بإيقاف المشاركات الخارجية للمنتخب والأندية المحلية.
وعاشت الكرة الكويتية أياما عصيبة انتهت برفع الإيقاف والعودة إلى المحافل الدولية بصورة تدريجية من خلال استضافة كأس الخليج الـ23، في ديسمبر 2017، وخوض عدد من المباريات الودية في ظل قيادة فنية متغيّرة بدأت باستعارة الصربي بوريس بونياك من نادي الجهراء وأخرى لمواطنه رادويكو “رادي” إفراموفيتش، قبل أن يتم الاستقرار على التعاقد مع جوزاك.
رفض التسوية
تمسّك الكرواتي روميو جوزاك مدرب منتخب الكويت السابق، والذي أعفيَ مؤخرا من منصبه، بالحصول على مستحقاته كاملة لنهاية عقده الذي يمتد إلى مايو من العام المقبل. وعُلم أن المدرب الذي جرى إقالته من مهامه عقب الخسارة الثقيلة أمام أستراليا في الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال قطر 2022، وكأس آسيا بالصين 2023، رفض عروض التسوية التي تم التناقش بشأنها مع مجلس إدارة الاتحاد والتي كان آخرها حصوله على رواتب 3 شهور.
وتمثّل مستحقات المدرب المُقَال أزمة للاتحاد الذي يواصل مساعيه للتوصل لصيغة اتفاق بشأن التسوية المالية، بعد رفض اقتراح الاعتماد عليه كمدرب للمنتخب الأولمبي والإصرار على رحيله لعدم وجود جدوى فنية من استمراره. يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه اللجنة الفنية دراسة السير الذاتية المطروحة عليها لمدربين أجانب، لقيادة المنتخب خلفا للكرواتي.
وعانت قرارات الكرواتي جوزاك من تخبّط غريب، وبدا ذلك واضحا في المباراة التي لعبها المنتخب الكويتي أمام نظيره الأسترالي. وكانت خيارات جوزاك في المباراة الأخيرة قد شابها بعض الإخفاق، إذ وضع أفضل لاعبين في تشكيلة منتخب الكويت وهما بدر المطوع مهاجم نادي القادسية ويوسف ناصر المحترف في صفوف نادي النهضة العماني على مقعد الاحتياط منذ بداية المباراة.
وكانت النيّة تتجه إلى إقالة جوزاك قبل مباراتيْ نيبال وأستراليا لتواضع نتائج الأزرق في بطولة غرب آسيا الأخيرة، بيد أنّ ضيق الوقت أجبر اللجنة الفنية على تجديد الثقة في المدرب، لكنّ تصرفاته في الفترة الأخيرة دفعت أعضاء اللجنة لتحميله مسؤولية السقوط أمام أستراليا، بعدما رفض الإنصات للنصائح، سواء بالاعتماد على فهد الأنصاري، أو التراجع عن فكرة إبعاد بدر المطوع ويوسف ناصر عن التشكيلة الأساسية أمام أستراليا، نظرا إلى أهمية اللاعبين في تحديد هوية الشكل الهجومي للمنتخب.
وفتحت الخسارة أمام أستراليا ملفّ تجاوزات المدرب الكرواتي في الفترة الأخيرة، من بينها رفضه العودة مع المنتخب عقب بطولة غرب آسيا، بداعي ارتباطه ببعض الأمور الشخصية التي تحتاج منه التواجد خارج البلاد، بخلاف وضع الاتحاد في حرج شديد عندما كشف في تصريحات صحافية ما يدور داخل الغُرف المغلقة، وبالأخصّ عندما أكد لوسائل الإعلام أنه تمّ إجباره على المشاركة في بطولة غرب آسيا. ويلاقي المنتخب الوطني الكويتي في 10 أكتوبر المقبل، منافسه الأردني في لقاء الحسم لمسار المنافسة في المجموعة، وهي المباراة التي يتكشف مدى استعداد الفريق لخوض منافسات مونديال 2022. ويخشى الكويتيون من تكرار مأساة هزيمة المنتخب الكويتي في تصفيات 2006 لاسيما وأنّ قرار إعفاء جوزاك جاء في وقت صعب.